تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
لم تعد الإمارات قادرة على دعم المجلس الانتقالي، علانية، أمام هجمة الغضب السعودي على الأخير، ويبدو أن ابوظبي باتت تفضل أن يعتمد المجلس الانتقالي على وجوده الحقيقي، بعد قرابة ثمانية أعوام من الدعم السخي الذي قدمته ابوظبي للمجلس الانتقالي، وعليه الآن أن يمتلك قوته الذاتية دون الاعتماد على أي دعم خارجي.
ويبدو أن زيارة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي الأخيرة إلى موسكو، تندرج ضمن محاولات ابوظبي للحفاظ على المجلس الانتقالي الذي انشأته في اليمن لتحقيق أجندات خاصة بالإماراتيين بعيداً عن السعودية، خصوصاً أن عامل التفوق العسكري الذي راكمته ابوظبي، جنوب اليمن، لن يتمكن مع الوقت من لجم الرغبات السعودية في ظل التنامي السريع للقوة التي أخذت الرياض في صناعتها جنوب اليمن من أجل السيطرة وازاحة أبو ظبي والفصائل التابعة لها إلى هامش المشهد.
حيث تسعى الإمارات من خلال الدفع بالزبيدي لزيارة موسكو إلى اقناع روسيا بالتوسط لدى الرياض من أجل الإبقاء على المجلس الانتقالي الموالي للإمارات ضمن الترويكا التي يتبناها التحالف في اليمن.
وقد ساعدت الرغبة الروسية في صناعة عالم متعدد الأقطاب في مواجهة الهيمنة الأمريكية، على توفير الأجواء المناسبة لجعل موسكو تستقبل الزبيدي وقيادة المجلس الانتقالي الداعي لتقسيم اليمن، خصوصاً أن واشنطن تبدي ميول غير سرية لدعم المجلس الانتقالي الانفصالي في اليمن، والتي عبرت عنها واشنطن من خلال تصريحات أدلى بها مسؤول في الخارجية الأمريكية أثناء معركة طرد ” الحكومة المعترف بها دوليا” من عدن على يد الفصائل الموالية لأبوظبي في ديسمبر 2019 حيث أعلن المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة “ترى في القوات التابعة للمجلس الانتقالي شريكا في مكافحة الإرهاب”، في إشارة تحذير لمسلحي حزب الإصلاح من المساس بقوات ” النخبة الشبوانية” في حينه، وهو ما قد يدفع موسكو إلى قطع الطريق على واشنطن ولعب دور أكثر حضوراً في اليمن، خصوصا أن روسيا تحتفظ بعلاقات جيدة مع مختلف أطراف الصراع في اليمن.