تواصل نزيف ضحايا الألغام ومخلفات الحرب في اليمن وسط تجاهل أممي للمأساة
صنعاء / وكالة الصحافة اليمنية //
أحيت صنعاء اليوم الثلاثاء ، فعالية بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية ، نظمتها اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام والمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام بدعم من منظمة اليونيسف.
وخلال الفعالية أكد رئيس حكومة صنعاء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن توظيف التحالف للألغام في معركته ضد اليمن فاقم من حجم هذه المشكلة الكبيرة التي يواجهها الشعب اليمني.
ولفت إلى أن الدول الصناعية التي تنتج الألغام بهدف الحصول على المال تعد المتسبب الحقيقي في قتل الناس.. لافتا إلى أنه في الوقت الذي تقوم فيه هذه الدول بصناعة الألغام تقوم أيضا بصناعة الجهاز الكاشفة والأجهزة الخاصة بمعالجة الضحايا وهو ما يوضح البعد المادي البحت لهذه الدول وعدم اكتراثها بآثارها على حياة الناس.
وطالب الدكتور بن حبتور، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية بممارسة المزيد من الضغوط على دول التحالف لإدخال الأجهزة الخاصة بالكشف عن الألغام المحتجزة منذ ثلاث سنوات في جيبوتي والتي تبرعت بها بعض المنظمات.
من جانبه، أشار نائب المدير التنفيذي لمركز التعامل مع الألغام محمد العبدلي، إلى أهمية اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية خاصة والشعب اليمني يعاني من الحرب والحصار ومخلفات الحروب.
ولفت إلى أن هناك آلاف الضحايا من الأطفال والمدنيين في مختلف المناطق اليمنية نتيجة مخلفات الحرب والقنابل العنقودية التي أثرت على حياتهم وأحوالهم المعيشية والاجتماعية وتسببت في النزوح والتهجير لسكان الكثير من المناطق.
وأكد أن اليمن يصنف من البلدان الأكثر تأثراً بالألغام ومخلفات الحروب والقنابل العنقودية منذ 26 مارس 2015م، حيث استخدم التحالف القنابل العنقودية والألغام والعديد من الأسلحة المحرمة دولياً ما أثر سلباً على حياة السكان في المجتمعات المحلية، وأدى إلى سقوط الضحايا في مختلف المناطق اليمنية، وضاعف من المعاناة على مختلف الأصعدة.
وأشار العبدلي إلى أن المركز التنفيذي ورغم التحديات استطاع تنفيذ الكثير من الأنشطة لتطهير المناطق الملوثة خاصة عالية التأثير، كما تم تطهير وفتح الطرق الرئيسية والفرعية والتعاون مع المؤسسات الرسمية.
وناشد نائب مدير المركز المجتمع الدولي والحكومات والمنظمات الدولية بتقديم الدعم والمناصرة للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ليتمكن من التدخل وتنفيذ الاستجابة الإنسانية بالشكل المطلوب وبما يتناسب مع حجم المشكلة.
بدوره أشار رئيس دائرة التعاون الدولي بالمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية علي الكحلاني، إلى أهمية التوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية خاصة في ظل ما يتعرض له اليمن من حرب وحصار.
فيما أكد القائم بأعمال منظمة اليونيسف باليمن “جنلوكا بونو” ومنسقة الصليب الأحمر باليمن “ماريا اورديزا”، أهمية التعاون والتنسيق لإنجاح حملات التوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات الحرب في هذه المرحلة التي يمر بها اليمن واستمرار دعم أنشطة المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام.
وأشادا بالجهود التي يبذلها المركز في رفع الوعي لدى أفراد المجتمع حول مخاطر الألغام والقنابل العنقودية والمتفجرات التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء والأطفال.. لافتين إلى أهمية توسيع دائرة أنشطة التوعية واستهداف المديريات الأكثر تضررا في هذا الجانب.
وخلال الفعالية كشف بيان للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام عن إحصائيات وإنجازات الميدانية منذ العام 2015م وحتى مارس 2023م.. مبينا أنه تم بموجب المسح الفني التأشير على مساحة (10,021,160) مترا مربعا لعدد (272) حقلا ملوثا بمخلفات الحرب وتطهير مساحة (20,493,227) مترا مربعا.
وأشار البيان إلى أن المركز قام بتجميع ونزع (563,140) من مخلفات الحروب المختلفة.. مؤكدا أن فرق التوعية بمخاطر مخلفات الحروب في المركز نفذت أنشطة توعية في (13,715) قرية وموقعا في محافظات (إب- البيضاء- الجوف- الحديدة- الضالع- المحويت-تعز – حجة- ريمة- صعدة- مأرب) والتي استفاد منها أربعة ملايين و861 ألفا و863 شخصا من جميع فئات وشرائح المجتمع.