اليمن.. ساحة صراع المال والنفوذ بين السعودية والإمارات (الحلقة الثانية)
تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية //
تطرقنا في الحلقة السابقة إلى حمى الصراع “السعودي الإماراتي الذي خرج من خلف الأبواب المؤصدة إلى العلن فيما يخص السجال الإعلامي بين البلدين على منصات التواصل الاجتماعي والذي وصل إلى أرفع الرموز الإعلامية والسياسية من الوزن الثقيل في البلدين.
في هذه الحلقة سوف نتطرق إلى تنامي صراع المال والنفوذ بين البلدين في اليمن
الحشد لمواجهة مرتقبة
الدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية والتعزيزات المضادة في الساحل الغربي وسقطرى وفي شبوة وعدن استعداداً لمعركة تبدو حتمية ولا يمكن احتوائها مع الوقت.
تصدع العلاقات بين الرياض وأبوظبي تجلت للعلن في اليمن من خلال الخطوات الاستفزازية بين الطرفين ضمن محاولة كل طرف بسط نفوذه على حساب الطرف الأخر، من خلال الدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية والتعزيزات المضادة في الساحل الغربي وسقطرى وفي شبوة وعدن استعداداً لمعركة تبدو حتمية ولا يمكن احتوائها مع الوقت.
ووفق المراقبين والمحللين فأن الرياض تحركت في الوقت بدل الضائع لبسط نفوذها في عدن وسقطري والساحل الغربي وشبوة بعدما تركت للإمارات الحبل على مصراعيه في تلك المناطق طوال سنون الحرب العبثية الثمان، وهو ما ظهر مؤخرا من خلال تشكيل الرياض لما يسمى “قوات درع الوطن” ونشرها في الشريط الساحلي الممتد من عدن ولحج والمخا وكذا قيام السعودية بفرض عودة المحافظ المحسوب على الإصلاح “رمزي محروس” إلى جزيرة سقطرى وإرسال قوات سعودية للجزيرة القابعة تحت سيطرة الميليشيات المدعومة من الإمارات.
كما استدعت الرياض الشهر الماضي، القيادات العسكرية المناهضة لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع للإمارات، وعلى وجه الخصوص القيادات المحسوبة على حزب الإصلاح، وعلى رأسها القيادي المرتزق “عبدربه لعكب” قائد “قوات الأمن الخاصة” المحسوبة على الإصلاح في شبوة الذي ظهر في الرياض مرتدياً الزي العسكري لما تسمى قوات درع الوطن التي شكلتها السعودية مؤخرا.
وسائل الإعلام المحلية الموالية للتحالف أكدت، أن مجاميع مسلحة من ميليشيات “قوات الأمن الخاصة” التي هربت من شبوة واستقرت في مأرب نهاية العام 2021، بدأت بالعودة إلى مديرية جردان المجاورة لمديرية عتق مركز المحافظة النفطية شرق اليمن، في تحشيد عسكري هو الثاني خلال أقل شهر.
ورأي المراقبون، في إحياء السعودية للجناح العسكري لحزب الإصلاح ” جماعة الإخوان” يأتي لضمان أكبر قدر ممكن من الحشد لمواجهة عسكرية مرتقبة مع الإمارات، للسيطرة على حقول النفط في شبوة وحضرموت والمنافذ والممرات البحرية.
كما واصلت الرياض، استفزازاتها لـ”الانتقالي”، من خلال صرف رواتب 6 شهور لمنتسبي ميليشيات الإصلاح التي قطعتها عنهم منذ عام 2021، بالتزامن مع رفضها صرف رواتب ميليشيات “الانتقالي المتأخرة” منذ أكثر من 8 أشهر.
وفي أول رد إماراتي على التحركات السعودية أرسلت أبوظبي ذراعها العسكري في الساحل الغربي “طارق عفاش” الشهر الماضي إلى مدينة تعز المعقل الرئيسي للإصلاح في رسالة واضحة بأن الإمارات تستطيع التوغل والسيطرة داخل عمق حليف الرياض الرئيسي.
كما ردت أبوظبي على وصول قائد القوات السعودية في اليمن “سلطان البقمي” بإرسال وفد استخباراتي برئاسة ضابط يدعى، حمد الزعابي “أبو راشد”، إلى مدينة حديبو 4 مارس الماضي، لإعادة توزيع مليشيا “الانتقالي” التي استقدمتها من “الضالع ويافع”، خلال السنوات الماضية، كما أرسلت في 8 مارس الماضي وفد رسمي رفيع برئاسة “محمد مبارك المزروعي” مستشار الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، الذي وصل إلى الجزيرة برفقة خبراء عسكريين.
فشل التحالف
خلافات بن زايد وبن سلمان قد طفت للسطح، لتؤتي مؤشرات واضحة على تصدّع في أركان ثنائي الشر