تقرير خاص/وكالة الصحافة اليمنية//
تستضيف السعودية هذه الأيام، جولة مفاوضات سودانية بين ممثلي قوات الدعم السريع والجيش السوداني إثر المعارك الضارية التي تشهدها السودان منذ إبريل الماضي.
تأتي الاستضافة السعودية للمفاوضات بين القوى السودانية المتصارعة في السودان، بينما لاتزال المملكة غارقة في مستنقع الحرب على اليمن، وبما يذكر بالمثل العربي القائل “فاقد الشيء لا يعطيه”، حيث يبدو أن السعودية عاجزة عن الاستفادة من فرص التقارب المتوافرة حالياً مع اليمن.
اليوم تقدم الرياض صورة اعتباطية لدورها تجاه الملف السوداني، باعتبارها راعي سلام، فشلت في تحقيقه لنفسها، وتسعى أن تقدمه للآخرين، فيما لا تعدو هذه الصورة النمطية من كونها محاولات لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي، إذ كيف للسعودية أن تلم شتات الآخرين وتبكي على أعتاب النيل الأزرق فيما لم تتمكن من لملمة صورتها المكسورة في اليمن حتى اليوم.
المحادثات التمهيدية التي بدأت في مدينة جدة بين القوى السودانية، تهدف إلى وقف إطلاق النار، في الوقت الذي تشتد فيه المعارك فعليا على أرض الواقع رغم المفاوضات، التي تجري برعاية أمريكية سعودية، يصر فيها الطرفان على مناقشة هدنة إنسانية فقط، لا علاقة لها بإنهاء الحرب.
بحسب التقارير الصادرة من الرياض، فإن المفاوضات لم تحرز أي تقدم لوقف إطلاق النار.
وتسببت المعارك منذ اندلاعها منتصف أبريل المنصرم بمقتل مئات الأشخاص وإصابة الآلاف وعرقلة إمدادات المساعدات وفرار 100 ألف لاجئ إلى خارج البلاد.
تلميع ولي العهد
ما يثير الريبة في استضافة السعودية للمفاوضات، هو أن ولي العهد محمد بن سلمان أراد أن يلمع صورته المشوهة دوليًا، فقد اعتبر تقرير لصحيفة ” فيننشال تايمز” البريطانية أن “ما يقوم به بن سلمان، أمر غير معتاد مقارنة بسياساته العدوانية تجاه اليمن”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه مع انزلاق السودان إلى الحرب (بين الجيش وقوات “الدعم السريع” شبه العسكرية) ، أرسلت السعودية سفنا حربية لإجلاء آلاف الرعايا (من جنسيات عديدة)، وعندما عادت إحدى السفن إلى المملكة، تم تصوير مجندة سعودية تحمل طفلة جرى إنقاذها، وحولتها الصورة إلى شخصية مشهورة”.
الغريب أن السعودية التي تسعى إلى إنهاء الحرب في السودان وتبدي هذا القدر الكبير من الاهتمام بما يحصل هناك، تتغاضى منذ سنوات عن إيجاد حلول فعلية وواقعية تتعلق بإنهاء واحدة من أكثر الحروب قسوة وأكثرها أزمة إنسانية بحسب تنصيف الأمم المتحدة وهي الحرب على اليمن التي بدأت في مارس 2015م.
صحيح أن هناك قنوات تواصل علنية بين الوفد السعودي المفاوض بقيادة السفير آل جابر مع حكومة صنعاء وما أعقبه من لقاءات مع رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، أسفرت عن صفقة تبادل الأسرى لـ 887 أسير من الجانبين.
الوفد السعودي غادر صنعاء بعد اتفاق مبدئي على هدنة مشروطة، وتتضمّن المرحلة الأولى إجراءات لبناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كلّ المناطق، وفتح الطرق المغلقة والمطار.