المصدر الأول لاخبار اليمن

التحالف يؤجج الصراعات والفوضى الأمنية قرب باب المندب

تقرير/ عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

عادت من جديد مساعي الإمارات الاستعمارية ضد المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية من زاوية تغذية الصراعات والخلافات فيما بين أبناء القبائل لتمرير مؤامراتها ضد اليمن هذه المرة في محافظة لحج التي شهدت خلال الشهور الماضية تمرداً ضد الميليشيات الموالية لابوظبي.

يأتي ذلك بحسب – مراقبين- بما يضمن بقاء الإمارات في المحافظة الاستراتيجية، والتي كانت اليوم الأربعاء، مسرحاً لمحاولات أبوظبي في إذكاء الخلافات القبلية وتأجيج الثأر بين أبناء القبائل في مديريات طور الباحة والمضاربة.

الأربعاء الدامي

 

ويلاحظ عدد من المراقبين أن وتيرة الصراعات القبلية تنامت بشكل ملفت، عقب انتفاض أبناء قبائل الصبيحة وردفان ويافع في المحافظة التي دوماً ما عرفت بأنها الذراع العسكري للمجلس الانتقالي، ومن خلفه الإمارات.

اليوم الأربعاء كانت محافظة لحج على موعد مع أحداث دامية جديدة، إثر نشوب صراعات قبلية جديدة وبشكل مفاجئ في طور الباحة والمضاربة، حيث قتل وجرح 8 أشخاص إثر اشتباك قبلي مسلح، بين أبناء “العطويين والمعامية”، في سوق طور الباحة، والتي لقي فيها أحد العابرين مصرعه فيها خلال تواجده  في السوق أثناء القتال.

وليس ببعيد عن طور الباحة، شهدت مديرية المضاربة اشتباكات قبلية عنيفة اندلعت بين مسلحين من قبيلتي ” البريمة والشماية ” وسط المديرية على خلفية مقتل شخص من قبيلة البريمة، بعد أن فشلت الوساطة التي قادها اللواء “محمود الصبيحي” وزير دفاع حكومة “هادي” الأسبق والذي تم الأفراج عنه في صفقة رمضان لتبادل الأسرى وسط أنباء تتحدث عن تعرضه لمحاولة اغتيال في منطقة “مجزاع” شرق مديرية المضاربة برصاص مسلحي “الانتقالي”.

وعلى غرار تلك المواجهات القبيلة حمل ناشطون وحقوقيون من أبناء لحج، الإمارات مسؤولية تصاعد وتيرة الصراعات القبلية التي طفت إلى السطح بشكل مفاجئ في المحافظة، مضيفين أن أبوظبي تعمل على زرع فتيل الصراعات بين القبائل من خلال عمليات التحريض والدعم بالسلاح والمال، بغرض السيطرة على موقع المحافظة الاستراتيجية خاصة بعد أن أبدت السعودية مؤخراً نواياها في بسط نفوذها في المنافذ البحرية الهامة للمحافظة وعلى رأسها “رأس العارة” والمناطق المطلة على مضيق باب المندب عبر “قوات درع الوطن” التي شكلتها الرياض لتحل محل الميليشيات الإماراتية في الممرات والمنافذ البحرية والمناطق الغنية بالثروة النفطية والغازية.

ووفقاً للمراقبين، فأن الإمارات بعد أن بدأت في خسارة قبائل الصبيحة وردفان ويافع جراء سخط أبناء تلك القبائل ضد الجرائم التي ترتكبها فصائلها المسلحة في المحافظة؛ عمدت ابو ظبي إلى تغذية الصراعات والخلافات القبلية.

 ويحبس ابناء لحج  أنفاسهم إزاء التطورات الأخيرة جراء تصاعد وتيرة الصراعات القبلية في العديد من مديريات المحافظة وعلى وجه الخصوص في مديريتي طور الباحة والمضاربة، القريبتين من مضيق باب المندب، وسط ما يعتبره المواطنون تحركات حثيثة من قبل الإمارات لتغذية ذلك الصراع، حيث يخشى الكثير من المراقبون تطور المواجهات والمعارك القبلية الجارية في طور الباحة والمضاربة، مما قد يؤدي إلى نشوب حرب أهلية قد تطال نيرانها كافة مديريات لحج.

سطوة تولد الانفجار

 

سطوة الميليشيات الإماراتية في محافظة لحج دفعت بالعديد من أبناء قبائل يافع والصبيحة وردفان خلال الفترة الماضية للمطالبة لأول مرة برحيل الفصائل المسلحة المحسوبة على الإمارات من مناطقهم.

وفي سابقة تعد الأولى من نوعها، استغل فصيل من فصائل الأمارات المسلحة في لحج، الأحد الماضي، وصول الشيخ علي عبيد العزيبي لزيارة أهله لشن حملة عسكرية كبيرة ضد أبناء قبيلة العزيبي في مديرية تبن، تم خلالها قصف مساكن المدنيين بمختلف القذائف بينها الدبابات، بذريعة أن الشيخ العزيبي يقود عصابة تعمل لصالح قوات صنعاء.

ويري مراقبون ومهتمون بالشأن اليمني، في تصاعد وتيرة الرفض الشعبي للمجلس الانتقالي، في مناطق الصبيحة ويافع وردفان مؤشراً على تصاعد الغضب الشعبي ضد الفصائل التابعة للإمارات، وهو رفض مرشح للتطور في المستقبل إلى عمل مسلح أو عقد تحالفات مع الرياض التي اصبحت خصم لدود  لأبوظبي بما يصب في انهاء وجود الإمارات وأدواتها المحلية بشكل كامل في لحج.

حيث أعلنت قبائل ردفان في 17 يناير الماضي عن تشكيل قيادة ثورية لمواجهة حزمة قرارات اقتصادية  اتخذتها “حكومة” التحالف كان من شأنها مضاعفة الاعباء المعيشية على المواطنين، وقد وصلت الاحتجاجات على تلك القرارات  إلى مناطق الصبيحة ويافع والحواشب انطلاقا من مديرية ردفان.

وفي 12 يناير الماضي، ارتفعت وتيرة المواجهات بشكل عنيف بين ميليشيات “الانتقالي” ومحتجون غاضبون في المركز الرئيسي لأبناء قبائل ردفان ويافع في محافظة لحج، على خلفية قيام القيادي العسكري “مختار النوبي” بإعدام المجند في “الحزام الأمني” “ماجد رشدة الحالمي” وكذا جراء تردئي الأوضاع المعيشية في خطوة تُشير -حسب مراقبين- إلى اتساع رقعة السخط الشعبي ضد الإمارات وأدواتها العسكرية في ثاني اهم معاقلها الرئيسية بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها جنوب اليمن.

قد يعجبك ايضا