مع استمرار تعثر المفاوضات بين التحالف وصنعاء نتيجة تمنع التحالف في تنفيذ بنود الملف الإنساني تدرس صنعاء بدائلها وخياراتها التي ستتخذها .. مؤكدة انها لن تُمكن السعودية من الإستمرار في المراوغة وكسب الوقت وهو ما أكده أمين سر المجلس السياسي الاعلى بصنعاء الدكتور ياسر الحوري امس الأحد .
الحوري خلال تصريحاته تحدث عن مفاجأة تحضرها صنعاء لردع السعودية وتجعلها تندم في حال استمرار مماطلتها وتلكؤها في استكمال المفاوضات والالتزام باستحقاقات إحلال السلام في اليمن وهو ما يعني بحسب مراقبين تهديد وتلويح بإعادة عمليات إستهداف العمق السعودي الذي أوقفتها صنعاء منذ بداية التهدئة والى اليوم ، إذا لم تف السعودية بإلتزامتها في القريب العاجل.
ووفق مراقبين فأنه في حالة عدم تنفيذ السعودية إلتزامتها في القريب العاجل قد تشهد اليمن عودة العلميات العسكرية ومنها عمليات استهداف العمق السعودي، وقد يرى العالم من جديد تصاعد ألسنة اللهب من الحقول النفط السعودية .
ويبدوا ان صنعاء جادة هذه المرة وبدأت بالفعل في دراسة خياراتها خصوصاً وان تصريحات المسؤول في السياسي الأعلى ترافقت مع تصريحات مماثلة من قبل عدد من المسؤولين في صنعاء ومنهم عضو الوفد الوطني المفاوض حميد عاصم الذي قال في تصريح لقناة “المسيرة” اليوم ان السعودية اليوم بين خيارين اما تنفيذ المتطلبات الإنسانية للسلام وإما القتال .. إضافة الى ان هذه التصريحات أتت بعد تأكيدات من قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قبل أيام بأن الحالة التي يريد فرضها التحالف بخنق الشعب اليمني وحرمانه من ثروته لن تستمر الى ما لانهاية ، وان صنعاء ستتخذ الإجراء العسكري أمام كل محاولة لنهب ثروات اليمن ، في أي محافظة من اليمن، في بره وبحره، وليس فقط على مستوى النفط والغاز .
ووفق مراقبين فأن عودة المعارك في اليمن سيكون ثمنها باهضاً ليس فقط على السعودية هذه المرة ، وإنما على المنطقة والعالم الذي يحتاج للنفط السعودي لضمان استقرار سوق الطاقة خصوصاً مع حظر استيراد النفط الروسي في عدد من البلدان الغربية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية ، وهو ما يعني ان هذه البلدان معنية بالتحرك لعدم عودة التصعيد في اليمن ، ولا سبيل لذلك إلا بالدفع بالسعودية لتنفيذ إلتزامتها في مباحثات السلام مع صنعاء ، وبدون ذلك ستجد هذه البلدان نفسها تعيش أزمة طاقة خانقة خلال القريب العاجل .