المصدر الأول لاخبار اليمن

في حوار مع تلفزيون صيني.. المبعوث الأممي يلمح إلى دور القوى العظمى في حرب اليمن

خاص/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

أجرى المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانز غروندبرغ، لقاء مع شبكة تلفزيون الصين الدولية اليوم الأربعاء “وكالة الصحافة اليمنية” تنفرد بنشر مضامين الحوار الذي تحدث عن آخر تطورات جهود الوساطة الأممية من أجل السلام في اليمن ودور المنطقة والمجتمع الدولي في ذلك، دور القوى العظمى في الحرب.

 

وفي رده على سؤال المذيع “وانغ غوان” حول نتائج زيارته لليمن، وتأثير الهدنة على مجريات الحرب، أوضح المبعوث الأممي أن الأوضاع في اليمن من منظور إنساني، لا تزال متردية، ولا شك في أنَّ اليمن سيحتاج إلى الدعم من المجتمع الدولي في الفترة القادمة. إلا أن السنة الماضية، رأينا تطورًا إيجابيًا على المسارين السياسي والعسكري، فقد أُبرِمَت هدنة قبل أكثر من سنة من خلال عملي أنا ومكتبي، وما زالت بنود الهدنة قائمة إلى حد كبير حتى هذا اليوم، حيث يمكننا أن نخطو الخطوة القادمة للسعي إلى اتفاق يجمع الأطراف لتنفيذ هدنة أكثر تضافرًا وانتهاج خطوات نحو عملية سياسية ووقف لإطلاق النار في جميع أنحاء اليمن.

 

 وبخصوص الوضع المعقد في اليمن، والبدء في تنفيذ هذه الخطط، قال المبعوث الأممي: هناك تطور مؤخرًا حيث رأينا خطوات تم اتخاذها أثبتت لليمنيين أنهم قادرون على تحقيق نتائج إذا اتفقوا. الهدنة هي مثال مهم في هذا الصدد، فقد شهدنا إطلاق سراح الأسرى قبل العيد مباشرة، وأعتقد أنَّ ذلك كان إنجازًا مهمًا بحد ذاته،  وستواصل الأمم المتحدة عملها على إيجاد حل مستدام للنِّزاع، وآمل أن نتمكن، مع هذه النتائج، من المضي قدمًا والعثور على حلول ملموسة.

 

وفي إجابته على سؤال يتعلق بـإمكانية الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار أكد غروندبرغ أن ذلك ممكن، لكنه ليس بالأمر السهل، بل يتطلب تقديم الطرفين للتنازلات للوصول إلى اتفاقية بذلك المستوى.

 

وأشار المبعوث الأممي إلى أن تعدد مسميات الفصائل في اليمن، لن يعوق عملية السلام، حيث يجب على الأطراف الاتفاق على نهج منظم لحل الخلافات عن طريق التفاوض، وذلك ردا على سؤال المذيع بخصوص المجلس الانتقالي ومجلس الرياض الرئاسي، وحكومة صنعاء.

 

دور صيني مهم في مجلس الأمن

وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه الصين خلال محادثات المبعوث الأممي مع الدبلوماسيين الصينيين والمسؤولين المعنيين، قال غروندبرغ إنه حظي بدعم كبير من المجتمع الدولي ومن القوى العظمى، بما فيها الصين، وكذلك من الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وتابع: أعتقد أنَّ المجتمع الدولي ينتهج مقاربة موحدة، فالجميع يرغبون برؤية حل للنزاع في اليمن. وبالحديث عن مقاربة الصين، أعتقد أنَّ الصين واحدة من القوى العظمى في العالم وعضو دائم في مجلس الأمن ويمكنها ممارسة الضغط أيضًا للتأكد من اتخاذ جميع الخطوات الضرورية ودعم الجهود المستمرة التي أبذلها والأمم المتحدة.

مجلس الأمن الدولي

 

وتطرق الحوار إلى ما دار من نقاشات بين المبعوث الأممي والجانب الصيني فيما يتعلق بإيجاد حل لإنهاء الحرب على اليمن، حيث أعتبر المبعوث الأممي أن المناقشات التي أجراها جزء من الدعم الموحد الذي تلقاه من المجتمع الدولي، وأنه من المهم أن يقدم شرحا للصين عن قراءته للوضع، وبتواصل الدعم من الصين وأمريكا وجميع أعضاء مجلس الأمن، فإن ذلك سيمنحه القدرة على تحقيق نتائج أفضل.

 

وأشاد المبعوث الأممي إلى اليمن بالدور الصيني تجاه الشرق الأوسط ككل، حيث قال  شهدنا تطورًا إيجابيًا في المنطقة التي أعمل بها كما نرى الدول في المنطقة تعبر عن رغبتها في حل خلافاتها بنفسها وهذا أمر مشجع. وبالعودة إلى الحديث حول دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، أعتقد أنَّ هناك مسؤولية على عاتقنا لمساعدة تلك الدول على حل خلافاتها.

 

اليمن.. وضع كارثي صعب

وبالإشارة إلى الأزمة الإنسانية في اليمن وردا على سؤال المذيع الصيني قال غروندبرغ إن الوضع صعب ، وأول عهدي مع اليمن كان عملي هناك بصفتي دبلوماسي سويدي شاب في عامي 2007 و2008، وكان الوضع الاقتصادي في اليمن وقتها يعاني من تحديات. وكنت وقتها أعمل في السويد إنما ضمن سياق الاتحاد الأوروبي أيضًا، وكان من الواضح وقتها حاجة اليمن الماسة إلى المساعدة الحقيقية من المجتمع الدولي للتصدي إلى التحديات التي رأيناها وقتها. ولا شك أن الحرب تسبب بمعاناة إنسانية كارثية، وستبقى الحاجة قائمة لتقديم المجتمع اليمني الدعم إلى اليمن في المستقبل المنظور.

حصار التحالف يتسبب بمجاعة وسوء تغذية بين المدنيين في اليمن

 

وعن دور الصين في تنمية المجتمع اليمني، أشار المبعوث الأممي بأن بكين من أوائل الدول الداعمة لليمن، حيث قامت ببناء الطريق الرابط بين العاصمة صنعاء وميناء الحديدة في نهاية الخمسينيات، وهو خط مهم اليوم يربط البحر الأحمر بصنعاء. لكن من الواضح أنَّ الدعم سيحتاج ألّا يكون مقتصرًا بالضرورة على البنية الأساسية، بل قد يتعدى نطاق ذلك. ومجددًا، لا بد من التأكيد على أنَّ الدعم الجمعي والمنسق والمتماسك للمجتمع الدولي سيكون الأكثر أهمية مستقبلاً.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com