تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
تسعى الولايات المتحدة، إلى ادخال مباحثات السلام في اليمن، في دهاليز جديدة من التعقيدات، بغرض كسب المزيد من الوقت لصالح فرض اجندة الأطماع الأمريكية في اليمن.
حيث أعلنت الخارجية الأمريكية، الاثنين الماضي، أن المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، دشن جولة جديدة في الخليج، سيناقش خلالها جولته “إطلاق عملية سياسية شاملة بوساطة الأمم المتحدة”. وبما يشير إلى واشنطن تنوي العودة بملف المفاوضات إلى نقطة الصفر، دون أي مبالاة بالتفاهمات التي تم التوصل لها بين الرياض وصنعاء.
في حين يعتقد مراقبون أن تصريحات الخارجية الأمريكية حول ما اسمته ” بدء مفاوضات شاملة للسلام” أن واشنطن تنوي إطالة فترة المباحثات، وتجاهل التفاهمات السابقة التي تم التوصل إليها بين صنعاء والرياض، ضمن محاولات ضغط أمريكية للقبول بتواجد قواتها في باب المندب وجزر وسواحل اليمن.
ويبدو من وجهة نظر مراقبين أن انعدام الإرادة السعودية للمضي في تنفيذ التفاهمات، يوفر الأرضية المناسبة لواشنطن لاحتلال أجزاء من أراضي اليمن.
وكان المبعوث الأمريكي، قد أعاد في التاسع من أغسطس الجاري، تجديد الموقف الأمريكي إزاء مسألة دفع رواتب الموظفين من خلال القول أن ” دفع رواتب الموظفين معقدة” في محاولة لتحميل الموضوع أكثر مما يستحق، خصوصاً أن مطلب دفع رواتب الموظفين، يعد مطلباً حقوقياً لا يجوز تحويله إلى قضية للتفاوض، تضعه صنعاء على رأس شروطها لإحلال السلام.
على صعيد متصل، التقى المبعوث الأممي الى اليمن هانس غروندبرغ كبير المفاوضين في سلطة صنعاء محمد عبدالسلام ، في العاصمة العمانية مسقط .
اللقاء بحث الخطوات التالية من أجل الاتفاق على تدابير لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، وتنفيذ وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، والتوصل إلى تسوية سياسية جامعة من خلال عملية سياسية يقودها اليمنيون وتيسرها الأمم المتحدة.
غروندبرغ شدد على ضرورة أن تقدم الأطراف التسويات اللازمة لمعالجة الأولويات الفورية وطويلة الأجل ولتحقيق انتقال سياسي يلبي تطلعات اليمنيين واليمنيات.
كما تحدث عن لقاء مع وكيل وزارة الخارجية العمانية للشؤون الدبلوماسية، خليفة الحارثي، ومسؤولين عمانيين آخرين. وركزت المناقشات على سبل تقديم دعم متضافر للأطراف في اليمن لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأعرب المبعوث الخاص غروندبرغ عن امتنانه لدور سلطنة عمان البنّاء ودعمها الثابت لجهود وساطة السلام التي تضطلع بها الأمم المتحدة.
وبين محاولة المبعوثين الأممي والأمريكي لتحريك ملف المفاوضات، تبقى المؤامرة على اليمن قائمة لتزيد الوضع السياسي والعسكري تعقيدا وتجني دول التحالف ومعها أمريكا في ما بعد ثمار خيبتها وفشل مؤامرتها.