اعتبر مدرب المنتخب التونسي نبيل معلول أن دفاع المنتخب البلجيكي الذي يلاقيه في الجولة المقبلة من المجموعة السابعة لمونديال روسيا 2018، «يعاني من البطء»، مؤكداً أنه سيعمل على استغلال الأمر. وفيما خسر المنتخب التونسي مباراته الأولى في المجموعة السابعة أمام إنكلترا (1ــ2)، بهدف لقائد منتخب «الأسود الثلاثة» هاري كاين في الوقت بدل الضائع، كان الثاني الشخصي له في المباراة، جاء الهدف التونسي، في الشوط الأول من ركلة جزاء نفذها الفرجاني ساسي. لم يكن المنتخب التونسي مقنعاً، لكن يجب الانتباه إلى قوة الخصم، الذي سيكون قوياً في المرة الآتية، أي بلجيكا. وقال معلول قبيّل المباراة التي يأمل فيها المنتخب التونسي الإبقاء على حظوظه لبلوغ الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه في مشاركته الخامسة في كأس العالم والأولى منذ 2006 إن اللاعبين سيحاولون عزل التواصل بين كيفن دي بروين وإدين هازار وعزلهم عن وسط الميدان والبحث عن اللعب في عمق الملعب.
إذاً، ستلاقي تونس بلجيكا على ملعب سبارتاك في موسكو، علماً أن منتخب «الشياطين الحمر» يدخل المباراة مرتاحاً، بعدما حقق فوزاً كبيراً في الجولة الأولى على بنما (3ــ0). الخسائر التونسية لا تقتصر على النقاط، إذ خسر «نسور قرطاج» في المباراة الأولى جهود حارسهم الأساسي معز حسن الذي تعرض لإصابة قوية في الكتف الأيسر أنهت مشاركته في المونديال. وسبق لتونس ان تلقت ضربتين موجعتين قبل النهائيات، بإصابة قائدها يوسف المساكني (الركبة) والمهاجم طه ياسين الخنيسي (الفخذ)، لكن معلول شدد على أنه سيحاول دفع منتخب بلاده للعب الهجومي: «سنلعب بدفاع متقدم ونحن بحاجة إلى لاعب يحمل الفريق إلى الأمام»، مشيراً إلى أنه سيعتمد بعض التغييرات في تشكيلته الأساسية، لا سيما في الدفاع والوسط، مضيفاً «نحن بحاجة إلى دماء جديدة في الخط الخلفي».
سبق لتونس ان تلقت ضربتين موجعتين بإصابة يوسف المساكني وطه ياسين الخنيسي (أ ف ب )
وتتجه أنظار المشجعين التونسيين والعرب إلى ملعب «أتكريت أرينا»، لمتابعة المنتخب التونسي في مباراته التي ستكون حاسمة في مسيرة «النسور» في المونديال، حيث سيحاول المنتخب التونسي الإبقاء على الأمل العربي الأخير بتأهله إلى الدور الثمن النهائي، خصوصاً بعد أن ودع الثلاثي العربي رسمياً من الدور الأول المغرب، مصر والسعودية. والأمل ممكن رغم كل شيء، إذ قدم المنتخب التونسي أداء لا بأس به أمام إنكلترا في الجولة الأولى للمجموعة رغم تعرضه للخسارة في الوقت القاتل، وكان قاب قوسين أو أدنى من اقتناص تعادل هام في مباراته الافتتاحية. ويحتاج المنتخب التونسي إلى الانتصار لكي يبقي آماله مرتفعةً لأن التعادل سيصعب من المهمة. ويمتلك نبيل معلول المدير الفني لنسور قرطاج مجموعةً من اللاعبين المميزين، أبرزهم يوهان بن علوان، رامي بيدوي، ياسين مرياح، أنيسك بدري، فرجاني ساسي، أحمد خليل وباسم الصرارفي، فخر الدين بن يوسف ونعيم السليتي. وفي سياق متصل، سيدخل المنتخب البلجيكي المباراة وهو يعلم أنه اختبار حقيقي أمام فريق أقوى من بنما (على الورق) التي تغلب عليها في الجولة الأولى بثلاثية نظيفة. ويعد منتخب بلجيكا أحد المرشحين للقب المونديالي لما يملكه من لاعبين وأسماء «كبيرة» في الدوريات الأوروبية الكبرى، وهم من أفضل اللاعبين في هذه الدوريات وأصحاب بصمة واضحة من حراسة المرمى حتى مركز المهاجم. ويمتلك الإسباني روبيرتو مارتينيز وفرة من اللاعبين، أبرزهم تيبو كورتوا، توماس مونييه، يفين دي بروين، إدين هازارد، روميلو لوكاكو وميتشي باتشواي. المباراة ليست الأولى بين الفريقين، إذ سبق للمنتخب التونسي أن لعب أمام نظيره البلجيكي في مرحلة المجموعات كأس العالم كوريا واليابان 2002، وانتهت المواجهة وقتها بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما. بلجيكا تبقى مرشحة، لكن الفريق التونسي لديه الإمكانات المناسبة لإحداث مفاجأة.
نبيل معلول: «إلّا القرآن»
رفض نبيل معلول الانتقادات الموجهة له بشأن قراءته سورة الفاتحة قبل مباراة تونس أمام إنكلترا. وجاء ذلك رداً على تعليقات إعلاميين حول مقطع فيديو، ظهر فيه اللاعبون والجهاز الفني وهم يقومون بقراءة سورة «الفاتحة» قبل بداية مباراة إنكلترا مما أثار جدلاً واسعاً. وقال معلول في تصريح صحافي: «من ينتقدني لقراءة الفاتحة في حجرات الملابس قبل بداية مباراة تونس وإنكلترا يجب أن يعالج نفسه نفسياً»، مضيفاً: «كل المنتخبات العربية المسلمة تقوم بقراءة الفاتحة لكن الذين يجهلون في كرة القدم يقولون مثل هذا الكلام»، مشيراً: «في تونس منذ ثمانينيات القرن الماضي حين كنت لاعباً في الترجي ومنتخب بلادي، كنا جميعنا نقرأ الفاتحة». وانتقد أحد المحللين السياسيين في برنامج صباحي على «راديو شمس اف ام» سلوك لاعبي تونس وجهازه الفني معتبراً أن قراءتهم سورة «الفاتحة» قبل اللقاء «بدعة وشعوذة».