ترجمة خاصة/وكالة الصحافة اليمنية//
في مؤجزها اليومي على حسابها الرسمي، قالت منظمة ” هيومن رايتس ووتش” إنه في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات، دخل الصحفي السعودي البارز وكاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول للحصول على وثائق زواجه المقبل.
داخل القنصلية، قتل عملاء سعوديون خاشقجي ثم قطعوا جثته إلى أشلاء.
وسلط تحقيق أجرته الأمم المتحدة في عام 2019 الضوء على “التنسيق الحكومي الكبير والموارد والتمويل” وراء جريمة القتل. وفي عام 2021، خلصت المخابرات الأمريكية إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وافق على العملية. ومع ذلك، لم تتم محاسبة أي مسؤول سعودي رفيع المستوى على الإطلاق.
سيكون الأمر مروعًا بما فيه الكفاية لو كان هذا هو الغضب الوحيد الذي ترتكبه السعودية، لكنه واحد من أعمال لا تعد ولا تحصى في الداخل والخارج.
وتطرق التقرير إلى أن القمع يتفشى في السعودية، حيث تعتقل السلطات في كثير من الأحيان المعارضين السلميين والمثقفين العامين ونشطاء حقوق الإنسان، وتصدر أحكامًا بالسجن لعقود من الزمن، حتى على أشياء مثل النشر على وسائل التواصل الاجتماعي. حُكم مؤخراً على مدرس متقاعد بالإعدام بسبب تغريدات، كما يتم تعذيب المحتجزين.
وأضاف: إن التمييز ضد المرأة – في الزواج، والطلاق، وحضانة الأطفال، وغير ذلك – منصوص عليه في النظام القانوني. ويتضمن القانون أحكاما تسهل العنف المنزلي والاعتداء الجنسي في الزواج.
أما على الصعيد الدولي، قال التقرير إن السعودية ترتكب فظائع جماعية مروعة، بما في ذلك جرائم حرب في اليمن، مثل هجوم أكتوبر2016 على مراسم عزاء والذي أسفر عن مقتل 100 شخص على الأقل.
وأشار التقرير إلى ما فعلته قوات الأمن السعودي من قتل مئات المهاجرين الإثيوبيين على الحدود، بعضهم قتلوا باستخدام أسلحة متفجرة، والبعض الآخر قتلوا بالرصاص من مسافة قريبة، ومن بين الضحايا العديد من النساء والأطفال.
ونوه التقرير إلى أن قائمة الانتهاكات التي ترتكبها السلطات السعودية لا نهاية لها، وكذلك عدم رغبة الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين في رفع أصواتهم ضدها.
وتذكر التقرير وعود الرئيس الامريكي بايدن خلال حملته الانتخابية الرئاسية حين وعد بجعل السعودية “منبوذة”؛ لكن، كرئيس، فشل بايدن في السعي إلى المساءلة عن الانتهاكات، ولا حتى عن جريمة قتل خاشقجي، التي ألقت المخابرات الأمريكية نفسها بالتهمة على ولي العهد.
لقد شجع صمت حلفاء الحكومة السعودية عنها، لتفلت من العقاب مع تزايد فظاعة الانتهاكات.
اليوم هو الذكرى الخامسة لمقتل جمال خاشقجي الوحشي على يد عملاء سعوديين. لقد أصبح مقتله رمزاً للدولة السعودية التي ترتكب انتهاكات واسعة النطاق في الداخل والخارج.
لقد أصبح أيضًا رمزًا لكيفية استمرار الحكومات الأخرى في تجاهلها – كيف يسمح العالم ببساطة للحكام السعوديين بالإفلات من العقاب على القتل.