متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //
أكدت صحيفة عبرية أن الاحتلال الصهيوني والسعودية تربطهما “علاقات سرية” منذ أمد بعيد، مستعرضة أبرز المحطات بين الجانبين على مر التاريخ وحتى من قبل تأسيس الدولتين وصولا إلى المفاوضات الحالية الهادفة إلى تطبيع العلاقات بشكل رسمي.
وقالت صحيفة “هآرتس” في تقرير إن حصول اتفاق على إقامة علاقات لن يكون بفضل جهود رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فقط، ولكن أيضا بفضل “قرن من العلاقات السرية التي تراوحت بين تبادل المعلومات الاستخبارية ومبادرات السلام السرية”.
وأشار التقرير إلى “إلياهو إبشتاين” في عام 1937، الذي كان مسؤولا في “الوكالة اليهودية”، والتقى في بيروت بفؤاد حمزة، المدير العام لوزارة الخارجية السعودية. ومهد اللقاء الطريق للقاء بين حمزة وديفيد بن جوريون، رئيس الوكالة اليهودية، الذي أصبح أول رئيس وزراء للاحتلال الإسرائيل.
وقال البروفيسور” يهوشوا بوراث” من الجامعة العبرية إنه ذات مرة: “في الاجتماع، قام بن جوريون بتحليل مسألة “أرض إسرائيل” في سياق … أن “أرض إسرائيل” محاطة بالدول العربية، بينما بالنسبة لحمزة، أرض إسرائيل كان ينبغي مناقشة الصراع من وجهة نظر عرب أرض إسرائيل”.
وكتب إيلي بوده، أستاذ الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية في كتابه From” Mistress to Common-Law Wife” ، أنه “رغم أن مواقف الجانبين كانت متباعدة، إلا أن المحادثات ساعدت كل جانب على التعرف على وجهات نظر ومصالح الطرف الآخر”.
وحسب الصحيفة فإنه خلال تلك السنوات، كانت هناك جهود لإنشاء اتحاد عربي يضم “أرض إسرائيل” كعنصر يهودي. وكان من بين المقترحات أن يترأس الملك عبدالعزيز بن سعود الاتحاد، وهي فكرة روج لها، سانت جون فيلبي، وهو خبير بريطاني في الشؤون العربية كان له علاقات بالديوان الملكي، وفق تقرير هآرتس.
ولم تشارك السعودية قط في الحروب ضد الاحتلال الإسرائيلي، والقوة الصغيرة جدا التي أرسلتها لحرب الاستقلال لم تشهد أي نشاط تقريبا، وفق الصحيفة.
وأشار التقرير إلى أن بن سعود عارض خطة التقسيم التي وضعتها الأمم المتحدة والتي ساعدت في إنشاء دولة يهودية، لكن ذلك كان يرجع أساسا إلى مخاوف العاهل السعودي، من أن يوسع الأردن نفوذه في العالم العربي إذا سيطر على الجزء العربي من فلسطين البريطانية. وفي وقت لاحق، وافق على خطة التقسيم.
وقال ” ايلي بوده” عن بن سعود: “لقد وضع الأب المؤسس للمملكة السعودية أسس سياستها الخارجية، وشمل ذلك نهجا سياسيا عمليا لا يعتمد على عقيدة أيديولوجية جامدة”.
ولم يرسل الملك سعود، خليفة مؤسس السعودية، قوات لمساعدة مصر في حرب عام 1956. وتدهورت العلاقات بين القاهرة والرياض وسط التطلعات القومية للرئيس المصري، جمال عبد الناصر، وفق التقرير.
وأردفت: “خلال حرب عام 1967، لم يرسل الملك السعودي فيصل أيضا قوات إلى مصر، وعلى الرغم من أنه أدلى بتصريحات “معادية للسامية” علنا، إلا أن سياسته الخارجية ظلت عملية”.
ويقول “بوده” إنه منذ تلك الحرب، اعترفت المملكة بشكل غير مباشر بـ”إسرائيل ” داخل حدود عام 1967 كما كانت هناك تقارير في ذلك الوقت عن محاولات “فاشلة” للحوار بين “إسرائيل ” والسعودية.
وذكرت الصحيفة: “بعد الحرب، التقى البارون، إدموند دي روتشيلد، أحد أكبر داعمي الصهيونية، في باريس برجل الأعمال السعودي، عدنان خاشقجي، الذي كان مقربا من الديوان الملكي، في محاولة لترتيب لقاء مع الملك فيصل”.
وخلال السبعينات، ظل خاشقجي – وفق “هآرتس”- منخرطا في اتصالات سرية، مع إسرائيليين من بينهم ديفيد كيمتشي، أحد كبار مسؤولي الموساد، ما جعله قناة اتصال محتملة.
وقد أعطاه كيمتشي معلومات عن مخطط لتقويض النظام السعودي، والتي وعد خاشقجي بإرسالها إلى الأمير فهد، الذي أصبح فيما بعد وريثا للعرش. وفي وقت لاحق، ومن خلال وكالة استخبارات عربية، قدمت “إسرائيل ” للسعوديين معلومات عن مؤامرة لاغتيال الملك فهد.
حقبة ما بعد السبعينات