تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
تكثر الاكاذيب والفبركات ومحاولات التضليل والتخويف لتوهين المقاومة ومحورها وشعبها والتشكيك بقيادتها وبوحدة الساحات والجبهات، وتتكثف الحملات بمقاصد مختلفة، وكل الجاري أمور منطقية فهكذا تجري الحروب بفروعها المختلفة ومنذ القدم كانت الدعاية والحرب النفسية أحد أهم فروع الحرب ومع ثورة التقانة ووسائط التواصل اكتسبت أهمية كبرى حتى اصبحت بمثابة القصف التمهيدي للحرب، وقد اخترعت لها برامج وحواسيب وأجهزة وبلغت ذروة التقدم التقاني في وسائل الاعلام والشبكات وحرب الاشاعة والتوهين واعدت لها كتائب وجيوش وقيادة اركان وفصائل متخصصه، واعطيت مسميات؛ كحرب كسب العقول والقلوب.
وكان الله عز وجل سباقا في حسم الأمر في آياته الكريمة، كمثل؛ “لا يغير الله ما في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” واوصى ونبه من الوساس الخناس الذي يوسوس في عقول الناس…. واذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا… الا تصيبكم جهالة.
تبديد الاوهام وتعرية الاكاذيب
الأكثر خطورة والاغرب ان يصدق الناس تلك الأكاذيب مع ان الوقائع المعاشة تدحضها عند كل متبصر وذي بصيرة، إلا أن الطامة الكبرى ان تنطلي على عقول من يزعمون انهم قادة وخبراء وباحثين وكتاب وما شابه خاصة عندما يكونون محسوبين على محور المقاومة ومن مريديه ومؤيديه وجنرالات وأبطال فضائياته.
كمثل الأكاذيب الجاري ترويجها والتعامل معها كأنها حقائق او مخاطر مثلا؛ ان إسرائيل قادرة على تهجير أهالي غزة إلى سيناء وانفاذ مؤامرة الوطن والدولة البديلة في صحراء سيناء.
برغم ان الكذبة بحجم جمل وأكبر، مازال هناك من يشتغل بها ويروجها بقصد او عن هبل.
بينما الوقائع الجارية والمعاشة تنفها من الاساس، فاللاجئين من فلسطين الـ ٤٨ يمثلون ثلثي سكان غزة وهذا سرأانها قاتلت ببسالة ولم تهدأ يوميا وحققت أسطورة للمقاومة والصمود وابتدعت معجزات وعجائب في كفاحها من البالونات الحارقة إلى الطائرات الورقية فعبورها إلى أراضي فلسطين الـ ٤٨ لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، وهي ذاتها منذ 5 سنوات وأكثر ابتدعت التظاهرات بالصدور العارية على الشريط الشائك طلبا لحق العودة الى فلسطين الـ ٤٨… فهل يعقل او تقبل فرية وكذبة ان أهل غزة وهم يهاجمون ويحررون أراض من فلسطين التاريخية سيقبلون ترحيلا ودولة بديلة.
وكان الجيش المصري قد اسقط حكم الإخوان المسلمين لانهم وعدوا أمريكا وإسرائيل بالأمر فهل يمررها الجيش والشعب المصري…؟.
والكذبة الأخرى، بان حشد الأساطيل الأمريكية والاطلسية يستهدف خوض الحرب عن إسرائيل وتثبيت إيران وسوريا وحزب الله والفصائل ومنعهم من المشاركة بالحرب.
وان شاركوا فالويل والثبور، وعظائم الأمور، وفي الواقع والوقائع المعاشة ان الأمريكي صرح بان الحشد البحري هو لحماية الأمن القومي الأمريكي وقال ان اجلاء الأمريكيين من فلسطين قد يكون من البحر، والأمريكي لحس بصاقه عن الارض عندما اتهم إيران ثم عاد يعتذر من إيران ويصرح بانها ليست شريكا ولا مسؤولة عما جرى في غزة ولم يكن لها علم او يد.
والأمريكي ذاته واللبنانيين جميعا يتذكرون ان الأساطيل حشدت في بحر بيروت عام ١٩٨٣ وحاولت الطائرات الأمريكية ونيوجرسي قصف مواقع للجيش العربي السوري والمقاومة وكانت النتيجة ان اسقطت طائرات امريكية وأسر طيارين وجاء جيسي جاكسون وتسلمهم من الاسد الاب.
ونيوجرسي رحلت مهزومة ومحملة بمئات جثث المارينز والفرنسيين جراء عمليات استشهادية استهدفت مقراتهم في بيروت وجعلتهم يهربون من لبنان وشواطئه، ويومها لم تكن المقاومة ومحورها على هذا المستوى من القدرات ومراكمة الانتصارات ولا كان العالم والاقليم وتوازناته قد تغيرت نوعيا وحديا وكل التطورات الجارية ليست في صالح أمريكا وإسرائيل. وهذا الموقف السعودي افضل بيان وقول. اين كانت السعودية والنظام الرسمي العربي والاسلامي في الحروب السابقة وفي حرب تموز٢٠٠٦ واين هي اليوم وكذا الدور والموقف الرسمي والعملي للروسي والصيني؟ وهل من عاقل يقبل ان أمريكا ستحارب في فلسطين وضد محور المقاومة واشارات وعلامات الهزيمة التاريخية بادية عليها وعلى الاطلسي في اوروبا وفي الحرب الاوكرانية… ومن قال ان قادة المقاومة ومقاتليها يدعون ويبتهلون ليرتكب الامريكي خطأه القاتل بالتدخل في الحرب لتصير الاساطيل خردة في البحار والقواعد في سورية والعراق والخليج والاردن وأوروبا اثرا بعد عين. وهل يجرؤ بايدن على خوض حرب ستصدر له مئات جثث الجنود وهو في سنة انتخابات ولم يمر وقتا طويلا على هزيمته المذلة في افغانستان؟…عبث يحاول كهنة المعبد الامريكي المتداعي الاركان ان ينفخوا في الرماد فالواقع اصدق انباء من كتبهم واكاذيبهم وتهويلهم وفبركاتهم…
اما الكذبة التي لا تنطلي على عقول الاطفال فهي التي توحي بان نزوح الأهالي العزل الى مناطق امنه يعتبر اخلالا بميزان الحرب او دليل ضعف !؟ في حين ان كل جيوش ومقاومات العالم هي من تدفع المدنيين والعزل للنزوح والخروج من مناطق القتال. فكيف واسرائيل تقوم بالمجازر والقصف الذي يستهدف الامنين لعجزها عن استهداف المقاومين…. ونحن في لبنان عاصرنا الحروب ففي ١٩٨٢ عندما حوصرت بيروت لثلاثة اشهر وقصفت في يوم واحد ب١٧٠ الف قذيفة تم افراغها من المدنيين ما وفر للمدافعين حرية الحركة والتحصين والقتال وتامين الحاجات والتموين والرعاية الطبية وعندما وقفت الحرب لم تستغرق عودتهم الا ساعات وفي حرب تموز اخليت المدن والقرى المستهدفة وقد عاد الاهلي الى الجنوب قبل دخول المقاومين والاسعاف لتفقد القرى والبلدات.
فليكف الحمقى عن التهويل والاكاذيب – المي تكذب الغطاس- وهذه تجاربنا وأهل غزة أكثر تمسكا بارضهم بل هم ساعون هجوميا للعودة الى اراضي فلسطين التاريخية .
الزمن طوع اقدام القسام وفصائل المحور