تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //
التطورات الميدانية جنوب لبنان واتساع رقعة المواجهات العسكرية، وإخلاء المستوطنات المتاخمة للحدود اللبنانية، تؤكد أن الوضع الأمني على طول الحدود الجنوبية مع الاحتلال الإسرائيلي أصبح مفتوحاً على كافة الاحتمالات.
ويقول المسؤولون الأمريكيون، يعتقدون بأن إسرائيل ستواجه مصاعب في حرب على جبهتين في قتال “حماس” في الجنوب، و”حزب الله” الأكثر تنظيماً في الشمال.
وتكشف الجهود التي بذلها كبار المسؤولين الأمريكيين، عن مخاوف إدارة بايدن بشأن التخطيط الحربي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومساعديه، حتى في الوقت الذي يسعى فيه واشنطن وتل أبيب إلى تقديم جبهة موحدة قوية في العلن.
حزب الله يؤكد جهوزيته
وفي نفس السياق ، أشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أن “أعداءنا جبناء وخائفون من قدرات المقاومة، لذا هم على طريق الزوال ويرتكبون الجرائم بحقّ المدنيين وهذا الأمر لن يمرّ دون عقاب”.
ولفت قاسم، في كلمة خلال تشييع أحد عناصر المقاومة الإسلامية الذي استهدفهم جيش الاحتلال، إلى أن “معركة طوفان الأقصى حققت إنجازًا موصوفًا سيبقى في نعش الكيان الإسرائيلي حتى سقوطه”.
وأكد أن “الغرب يمنع أيّ قرارٍ يُدين جرائم الاحتلال وهو يتحمّل كامل المسؤولية، والمواقف حول حل الدولتين هو مجرّد ذر للرماد في العيون”، مضيفًا: “الاحتلال يشنّ حرب إبادة وتدمير ممنهج يستهدف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ”.
وقال: “إنّ المقاومة لم تعد حزبًا أو جماعة أو منطقة بل هي شعوب بأكملها”.
وأردف قاسم: “نحن معنيون بالمواكبة والمواجهة ضمن رؤيتنا بما يخدم نصر المقاومة وتحرير فلسطين والقدس وما يخدم أمتنا، ونحن اليوم في قلب المعركة ونحقق إنجازات وهناك 3 فرق إسرائيلية موجودة في مقابل حزب الله فيما هناك 5 فرق مقابل غزة”.
وأكد أنه “كلما تتالت الأحداث ونشأ ما يستدعي تدخلنا أكثر فسنفعل ذلك، وما نقوم به في الجنوب الآن هو مرحلة تتلاءم مع المواجهة وإذا تطلّب الأمر أكثر من ذلك فسنفعل، والعدو في حيرةٍ من أمره”.
وتابع: “إذا تدخّل العدو أكثر فالأمور ستتوسع ونقول لمن يتّصل بنا بأن عليه وقف العدوان أولًا حتى لا يتوسّع الصراع”، مشددًا على أننا “لسنا مُجبرين على توضيح خطّتنا وعلى العدو الاكتفاء بالهزيمة التي مُني بها وإلا ستكون له هزيمة أكبر ولا أمل له بالنصر”.
الأحداث الميدانية
وتشهد الاحداث الميدانية اليوم السبت ، مواجهات تصاعدية ، إذ نشر حزب الله اللبناني بيانا رسميا، اليوم السبت، أعلن من خلاله قصفه مواقع رويسات العلم والعباد الإسرائيلية.
وجاء في البيان: “قام مجاهدو المقاومة الإسلامية عصر هذا اليوم السبت الموافق 21-10-2023 بقصف موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وتلال كفرشوبا بالصواريخ والأسلحة المناسبة”.
وأضاف البيان: “كما قام مجاهدو المقاومة الإسلامية عصر هذا اليوم السبت الموافق 21-10-2023 باستهداف موقع العباد بالصواريخ الموجّهة وتدمير كمية من تجهيزاته الفنية والتقنية”.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، أعلن حزب الله استهدافه مركزا للمراقبة والرصد تابعاً للقوات الإسرائيلية في بركة النقار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. و نشر فيديو لعمليات استهداف مواقع الاحتلال الإسرائيلي.
حزب الله يعرض لقطات لاستهداف تحصينات موقع العباد التابع للجيش الإسرائيلي. pic.twitter.com/RZgF8xK3Jh
— صوت الحق (@AlqadmAlthar) October 20, 2023
ومن جهته ، أعلن الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، مقتل أحد جنوده وإصابة ثلاثة آخرين في هجوم تعرضت له قواته على الحدود مع لبنان، وفق ما أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وقالت الصحيفة: “سُمح بنشر خبر مقتل عمر بيلو، وهو مقاتل في جيش الدفاع الإسرائيلي في الاحتياط، بنيران مضادة للدبابات جنوب لبنان”.
وأضافت: “أصيب جنديان احتياطيان آخران بجروح متوسطة نتيجة الاصطدام، وكذلك آخر بجروح طفيفة. وتم نقل الثلاثة إلى المستشفى لتلقي العلاج”.
كما أجرى وزير الأمن في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم السبت، تقييماً للوضع العملياتي في الفرقة 91 في جيش الاحتلال المتمركزة في المنطقة الشمالية قرب الحدود اللبنانية.
وقال غالانت: “حزب الله قرر المشاركة في القتال (أي في ظل الحرب على قطاع غزة)، ونحن نجبي منه ثمناً باهظاً. أنا أرى جهوزية الفرق والألوية ومنظومات الدفاع والاستعداد”.
واختتم غالانت حديثه بالقول: “تنتظرنا تحديات كبيرة ويجب الاستعداد لكلّ الاحتمالات”.
ويتوقع مراقبون أن تدخل المواجهات مع العدو الصهيوني مرحلة جديدة، امتداداً لعملية طوفان الأقصى ، خصوصاً بعد أن اخلت السلطات الاحتلال المستوطنات المتاخمة للحدود اللبنانية، إما لإجراءات احترازية أو جدية.
في ظل تصاعد التوتر مع الكيان الصهيوني ، طلبت ألمانيا من مواطنيها “مغادرة لبنان”، محذرة من أن وتيرة الاشتباكات في المنطقة الحدودية “قد تتصاعد في أي وقت”. كما حثت دول أخرى منها الولايات المتحدة وبريطانيا رعاياها على مغادرة لبنان.
كما حثّت سفارتا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رعاياها على مغادرة لبنان طالما أن “الخيارات التجارية متاحة”، في تحذيرات جديدة على وقع التوتّر الذي تشهده الحدود الجنوبية مع إسرائيل.
وعلى نفس اتصعيد، كانت عدة دول، منها السعودية والكويت، دعت رعاياها لمغادرة لبنان أو تجنّب السفر إليه. في المقابل حثت فرنسا وكندا وإسبانيا وأستراليا مواطنيها على تجنب السفر إلى لبنان، بينما أوقف عدد من شركات الطيران الغربية رحلاته الى بيروت.
صحيفة “نيويورك تايمز”، لفتت إلى أنه “منذ فترة طويلة، قدّرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن إسرائيل ستواجه تحديات كبيرة في حرب شاملة ضد كل من حزب الله وحماس معا”، وفق ما يقول مسؤولون مطلعون على المعلومات الاستخبارية.