تقرير: وكالة الصحافة اليمنية
كما كانت سنة ابن سلمان الأولى شحيحة في مجال حقوق الإنسان والحرية وإصلاح الحكم، كانت كذلك في وعود الاقتصاد، فقد وعد الأمير مواطنيه بتطوير اقتصاد المملكة ومحاربة الفساد، غير أن تقارير عدة تتحدث عن ثروته وبذخه، وتوقعات بنمو محدود بأقل من مستوى 2%.
وعلى قدر الوعود جاءت النتائج، فمنذ بداية العام الجاري طبقت المملكة أسعار جديدة للمشتقات النفطية بزيادة تراوحت بين 80 % و120%. كما فرضت السعودية رسومًا مالية على المرافقين والمرافقات للعمالة الوافدة تتضاعف بدءًا من يوليو المقبل، ما تسبب في خروج العديد من المقيمين والبحث عن فرصة في دول أخرى.
وفي وقت وعد فيه الأمير الشاب بتوفير 1.2 مليون فرصة عمل في القطاع الخاص ضمن التحول الوطني في خطة 2020، بلغ معدل البطالة المعلن رسميًا بين السعوديين 13%. كما أن ميزانية عام 2018 تعاني عجزًا للعام الخامس على التوالي، يتجاوز هذا العام 52 مليار دولار، بينما بلغ الدين العام نحو 182 مليار دولار العام الماضي.
سيبقى سؤال الثروة وقسمتها من أكثر الأسئلة إلحاحًا في دول الريع النفطي (الدول التي تستمد كل أو جزء كبير من إيراداتها الوطنية من بيع أو تأجير مواردها الأصلية)، فتجاور الغنى الفاحش والفقر المفع يكشفان اختلال المعدلات الاقتصادية والاجتماعية.
ففي حين يشتري ولي العهد محمد ابن سلمان يختًا بـ500 مليون دولار، ولوحة للمسيح عنوانها “مخلص العالم” بـ450 مليون دولار، بحسب صحيفة “وال ستريت جورنال” الأمريكية، وقصر في فرنسا بـ300 مليون دولار، فإن مئات الالآف من العاطلين السعوديين سيكون عسير عليهم تصديق أي وعود في المستقبل، سواء ما تعلق منها بجودة الحياة في خطة 2020 أو برؤية المملكة في 2030.
يأتي ذلك بينما تقوم الحكومة السعودية بإجراءات اقتصادية تقشفية غير مسبوقة بهدف تقليل الضغط على ميزانية الدولة مع تراجع أسعار النفط خلال الأعوام الأخيرة، وفي ظل محاربة الدولة للفساد التي طالت أمراء ورجال أعمال كبارًا، من بينهم ابنا الملك عبدالله، متعب وتركي، ووزاء سابقين ورجال أعمال، فكم ستكلف الضربة العنيفة التي تعرضت لها الأسرة المالكة في السعودية من جراء تثبيت سلطة ابن سلمان؟
يفعل الأمير ذلك فيفعل مستشاروه، فقد نشر موقع “ميدل إيست آي”، منذ يومين، البريطاني وثائق تثبت أن رئيس الهيئة الرياضية السعودية تركي آل الشيخ اشترى سيارة من نوع “بوغاتي شيرون” الرياضية التي كانت موجودة بمقر شركة بوغاتي في فرنسا، بقيمة 18 مليون ريال سعودي (4.8 ملايين دولار)، في سبتمبر/أيلول الماضي؛ أي عقب توليه منصبه بأيام قليلة.
وضع يتزامن مع تكلفة الحرب في اليمن، إذ قدرتها دراسة نشرتها مجلة التايمز الأمريكية بنحو 200 مليون دولار في اليوم الواحد، وهذا يعني أن السعودية أنفقت في عام واحد نحو 73 مليار دولار اعتمادًا على هذه الأرقام.
يأتي هذا بينما وقعت السعودية صفقات مع الولايات المتحدة بقيمة تجاوزت 460 مليار دولار تبعتها 100 مليار دولار أخرى قدمها ابن سلمان خلال زيارته لواشنطن في مارس/آذار الماضي. ويعلق ابن سلمان على ذلك بأنه غني وعضو في العائلة المالكة الموجودة منذ مئات السنين.