متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //
قالت صحيفة” الجارديان ” البريطانية في تقرير نشرته يوم السبت 21 أكتوبر2023 إن المحاولات واسعة النطاق لقمع وجهات النظر المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة عقب الأحداث الأخيرة أدت إلى إلغاء مؤتمرات كبرى، وأثارت مطالبات بفصل العمال الذين يعبرون عن دعمهم للفلسطينيين، وأدت إلى حملات تخويف ضد الأصوات العربية الأمريكية المنتقدة للسياسات الإسرائيلية.
في وقت سابق وقبل أيام، نجحت مجموعة يهودية أمريكية بارزة في إلغاء المؤتمر الوطني لمنظمة فلسطينية كبرى بزعم أنها واجهة “للمقاومة” ، ويقول الناشطون الأمريكيون الفلسطينيون إنَّ شبكات التلفزيون فرضت رقابة على المقابلات أو ألغتها. وسحبت إذاعة NPR وشبكة BBC الإعلان عن كتاب جديد نال استحساناً واسع النطاق حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد حملة من “شكاوى المستمعين”.
ضغوط امريكية لقمع الأصوات المؤيدة لفلسطين
من جهة أخرى، أعلنت غرفة التجارة اليهودية الأرثوذكسية “انتصارها” بعد الضغط على فنادق هيلتون لإلغاء مؤتمر للحملة الأمريكية من أجل الحقوق الفلسطينية في هيوستن بولاية تكساس في وقت لاحق من هذا الشهر، الذي كان من المقرر أن تكون عضو الكونغرس رشيدة طُليب المتحدثة الرئيسية فيه.
وقد أدان دوفي هونيغ، مؤسس الغرفة ومديرها التنفيذي، علناً مؤتمر الحملة ووصفه بأنه “مؤتمر لمؤيدي “المقاومة” ووصف النائبة رشيدة طُليب والمتحدثين الآخرين بأنهم “يفتخرون بكرههم لليهود”.
وقال أحمد أبو زنيد، مدير الحملة الأمريكية من أجل الحقوق الفلسطينية، وهو ائتلاف يضم أكثر من 300 مجموعة معارضة للاحتلال الإسرائيلي، إنَّ مكان انعقاد المؤتمر محجوز منذ أشهر وفنادق هيلتون اتصلت به بعد وقت قصير من هجوم المقاومة لمناقشة تأمين المؤتمر.
وأضاف: “قالت مجموعة الفنادق إنها تلقت الكثير من المكالمات للإلغاء، والناس يضغطون عليها، لكنها لا تتخذ أي موقف سياسي وتريد فقط وضع خطة أمنية”. وأضاف أبو زنيد أنَّ هيلتون طالبتهم بدفع فاتورة بقيمة 100 ألف دولار للأمن ومنحت الحملة 48 ساعة للدفع.
وتابع: “من الواضح أنَّ هذا مبلغ هائل بالنسبة لمنظمة مثل منظمتنا، لكننا لم نرتدع. ثم في اليوم التالي تلقينا رسالة بالبريد الإلكتروني مفادها أنهم سيلغون الحدث. ولم يقولوا سوى إنَّ الأمن هو السبب، دون فرصة للحديث. قرروا من جانب واحد الإلغاء”. ووصف أبو زنيد هذه الخطوة بأنها ظالمة وتمييزية. ودعم حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، إلغاء المؤتمر.
ضغوط يهودية لفصل عمال مؤيدين لفلسطين
في حين تشن غرفة التجارة اليهودية أيضاً حملة من أجل دفع شركة ستاربكس لإغلاق بعض فروعها وطرد آلاف العمال “الذين يدعمون حماس” بعدما نشرت نقابتهم بياناً على موقع X (تويتر سابقاً) يقول “التضامن مع فلسطين”. وأطلقت الغرفة حملة مقاطعة لسلسلة المقاهي تحت شعار: “شرب كوب من ستاربكس هو شرب كوب من الدم اليهودي”.
وقال أبو زنيد إنَّ حملة الضغط على هيلتون وشركات أخرى ليست جديدة، لكنها تصاعدت منذ هجوم المقاومة الأخير.
وأوضح: “هذه استراتيجية قديمة لمهاجمة أنصار القضية الفلسطينية. اتهامات بمعاداة السامية، واتهامات بدعم الإرهاب، واتهامات بالإرهاب. ومع ذلك، فإنَّ ما يبدو مختلفاً في هذه اللحظة هو أنَّ المعلومات الخاطئة والهجمات على النشطاء في جميع أنحاء الولايات المتحدة وصلت إلى مستوى مرتفع لم نشهده في السنوات الأخيرة”.
تهديدات تطال مراكز إسلامية في أمريكا
قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، بدوره، إنه ألغى مأدبته السنوية في أرلينغتون بولاية فيرجينيا يوم السبت، 21 أكتوبر، بعد تلقيه تهديدات بوجود قنبلة. وقال كير، الذي يصف نفسه بأنه أكبر منظمة للحقوق المدنية الإسلامية في البلاد، إنه ألغى الحدث بعد محادثات مع فندق ماريوت الذي استضاف حفل العشاء لأكثر من عقد من الزمان.
وأوضح كير: “في الأيام الأخيرة، وفقاً لما ذكره فندق ماريوت، هدد متصلون مجهولون بزرع قنابل في مرآب السيارات بالفندق، وقتل موظفين محددين بالفندق في منازلهم، واقتحام الفندق في تكرار لهجوم 6 يناير/كانون الثاني على مبنى الكابيتول الأمريكي إذا أقيم الحدث”.
وتابع كير: “لن نسمح لتهديدات العنصريين المناهضين للفلسطينيين والمتعصبين المناهضين للمسلمين الذين يسعون إلى تجريد الشعب الفلسطيني من إنسانيته وإسكات المسلمين الأمريكيين، أن تمنعنا من السعي لتحقيق العدالة للجميع”.
ويقول الناشطون الفلسطينيون الأمريكيون إنَّ إلغاء المؤتمرات هو جزء من حملة أوسع يشنها مؤيدو إسرائيل المتشددون، مستغلين في بعض الأحيان الخطاب المتطرف لبعض الطلاب والجماعات اليسارية التي تشيد بعمليات القتل التي نفذتها حماس أو تبررها، لإسكات وجهات النظر المنتقدة لإسرائيل والدور الذي تسهم به سياساتها في إدامة الصراع.
وظهرت نورا عريقات، محامية حقوق الإنسان الفلسطينية الأمريكية، على الهواء مباشرة على قناتي CBS وABC، لكن تسجيل المقاطع حُذِف من العرض على الإنترنت. وقالت إنها تحدت الروايات المؤيدة لإسرائيل التي دفعها المذيعون وسعت إلى تفسير هجوم حماس في السياق الأوسع للاحتلال والقمع.
وأوضح عريقات: “اعتقدتُ أنه من الضروري التأكيد على أنه لا يوجد خيار عسكري لهزيمة حماس لأنَّ حماس لا تتألف من أيديولوجيين، بل في المقام الأول من الشباب الذين نشأوا معظم حياتهم تحت الحصار والحرب المنهجية، الذين لم يُمنحوا ذرة أمل”.
وأضافت: “لقد تلقيت تعليقاً مفاده أنه بعد العرض، عاد المدير التنفيذي إلى الشركة المنتجة المسؤولة عن حجز الضيوف، وقال إنَّ قائمة الخبراء التي تشمل اسمي ستخضع الآن للفحص بسبب خطأ دعوتي للحديث على الهواء”.
تضييق في الإعلام الأمريكي على الأصوات الفلسطينية