المصدر الأول لاخبار اليمن

مستشفيات غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة.. مسؤول طبي: نجري العمليات داخل الخيام والأكفان نفدت

متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

تعمل مستشفيات غزة، البالغ عددها 24، ما بين مستشفى حكومي وأهلي وخاص في ظروف استثنائية، في ظل ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة والمستمرة ضد جميع مناطق القطاع لليوم الثامن عشر على التوالي.

 

يأتي هذا في وقت أعلن فيه الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الانهيار التام للمنظومة الصحية في مستشفيات القطاع المحاصر، يوم الثلاثاء 24 أكتوبر2023، مشيراً إلى خروج 12 مستشفى و32 مركزاً صحياً عن العمل بسبب الاستهداف الإسرائيلي ونفاد الوقود.

وتكتظ المشافي بالحالات التي تصل إليها من أماكن الاستهدافات الصهيونية في مناطق قطاع غزة، في الوقت الذي وصلت فيه ظروف المستشفيات التشغيلية إلى ذروة الأزمة من جميع النواحي. وفضلاً عن أزمة استقبال المشافي أعداداً من الشهداء والمصابين تفوق طاقتها الاستيعابية بأضعاف كثيرة، تعاني المشافي من عدم قدرتها على تأمين الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء فيها.

 

ويمنع الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الجاري، دخول الوقود والمياه إلى قطاع غزة، ما فاقم من معاناة 2.3 مليون مواطن فلسطيني يعيشون في القطاع، وهدّد بتوقف عدد من المشافي؛ خاصة تلك الرئيسية منها، عن العمل.

وتحولت المشافي إلى مراكز للإيواء في ظل خروج مئات آلاف الفلسطينيين من منازلهم بحثاً عن مناطق آمنة، بعد القصف الإسرائيلي المدمر في مختلف أنحاء قطاع غزة.

مستشفيات غزة لا تتسع للضحايا

وحول أبرز الصعوبات التي تواجه القطاع الصحي في غزة، يقول الدكتور محمد زقوت مدير عام المستشفيات: “نواجه صعوبة كبيرة في تحرك الطواقم الطبية ووصولها إلى المستشفيات، كما نواجه صعوبة في تأمين أماكن للعناية المركزة والعمليات الجراحية”.

وأضاف في حديثه لوسائل الإعلام ، اكد أن المستشفيات تواجه أيضاً أزمة في توفير أماكن استقبال المرضى في الأقسام الداخلية؛ ما اضطرهم لإنشاء خيام داخل المستشفيات حيث تجري داخلها العمليات الجراحية في ظروف بالغة السوء.

وتابع زقوت: “أصبحنا بحاجة كبيرة لتوفير الوقود والمياه وتوفير المستهلكات الطبية والأدوية”، مشيراً إلى أن العامل الأساسي في صمود المستشفيات وبقائها قادرة على العمل هم الطواقم الطبية.

وانضمت التهديدات باستهداف وقصف المستشفيات إلى قائمة المخاطر والمعوقات التي تواجه عمل الطواقم الطبية والقطاع الصحي في قطاع غزة؛ حيث هدد الاحتلال الإسرائيلي عدداً من المشافي بضرورة إخلائها.

وكان آخر هذه المشافي، مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر في حي تل الهوى غربي مدينة غزة، لكن إدارة المستشفى رفضت إخلاءه، معتبرة أنه سيكون بمثابة حكم بالإعدام على مئات المرضى والنازحين فيه.

تشير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى أن المستشفى يضم 400 حالة منومة فيه، بعضها موصول بأجهزة طبية دقيقة في محاولة لإنقاذ حياتها، كما أن المستشفى يحتضن 12 ألف نازح من مناطق مختلفة في غزة.

 

الأكفان نفدت من مستشفى رفح

وإلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث يقع مستشفى أبو يوسف النجار، وهو مستشفى رئيسي صغير، تبرز صورة أكثر قتامة للمعاناة، حيث يعجز المستشفى حتى عن توفير أكفان للشهداء في ظل تسارع وتيرة الغارات الصهيونية على المدينة.

ويقول الدكتور مروان الهمص مدير المستشفى، إن “مدينة رفح يقطنها 300 ألف نسمة، إضافة إلى 170 ألفاً من النازحين، وهذا يزيد من العبء الملقى على كاهل الطواقم الطبية ويزيد من الاستهلاكات الطبية”.

وأضاف : “كل المعدات الطبية أصبحت مستهلكة بسبب الارتفاع الكبير في أعداد الشهداء والمصابين، ونحن نعاني من عدم وجود الأدوية والمستهلكات والمستلزمات الطبية، إضافة إلى الأجهزة المتهالكة التي أصبحت لا تعمل”.

وأضاف: “أعداد الشهداء فاقت التصور والعقل، ومع كل ضربة يهدم فيها بيت يسقط عدد من الشهداء ما بين 30 إلى 50، ولا نجد ما نكفن به شهداءنا، لأن الأكفان نفدت وأكياس الموتى غير متوفرة”. واستقبل المستشفى منذ ساعات فجر اليوم الثلاثاء فقط، نحو 50 شهيداً في ضربات إسرائيلية على منازل لمواطنين وسط وغرب وشرق مدينة رفح.

يقول الهمص: “نريد أن نجد سبيلاً لكي يحيا جرحانا، ويجب بفتح معبر رفح مع مصر لاستقبال عدد من الجرحى في المستشفيات المصرية، ولتخفيف العبء على المستشفيات في قطاع غزة”.

قد يعجبك ايضا