ما هو حلال لقطعان المستوطنين القتلة والمتوحشين، وما هو حق للشعوب والمدنيين والابرياء في الحروب، كل الحروب ممنوع على اهل غزة الابطال. وكان القدر وغدر ذوي القربى فرض على غزة واهلها الصابرين الثابتين المقاومين ان يفتدوا بدمائهم وارواح اطفالهم ونسائهم العرب والمسلمين وشعوب العالم وربما انتدب الله غزة لتكون اسطورة المقاومة والشعوب ولتتربع على عرش الصمود الاسطوري والمقاومة التي لا تلين ولا تستكين وتفتتح ببطولاتها زمن وايام تحرير فلسطين من البحر الى النهر الجارية اليوم ومدادها ارواح ودماء اطفال ونساء غزة وعمرانها.
كأنه كتب عليهم القتال والموت والدمار، بينما العالم يتفرج ولا يحرك ساكنا لوقف المذبحة والعدوان المتوحش الذي يستهدف الابنية والناس في العراء فقد حرم اهل غزة من بناء الملاجئ، وحجبت المواد التي تمكنهم من بناء الحصون القادرة على حمايتهم من حمم طائرات الكيان المصنعة في امريكا والغرب المتوحش واللا انساني وغير العادل بل غير الملتزم بالقيم والقوانين والتقاليد التي صكها الغرب نفسه للحروب، والالتزام بحماية المدنيين وتحييدهم وتأمينهم في ازمنه الحروب.
قطعان المستوطنين يجري اخلائهم بسيارات مكيفة ويؤمنون بالفنادق والشقق والمرافق وتأمن لهم الحماية والحاجات والكهرباء والاطعمة الساخنة.
في كل الحروب يلتزم المتحاربون بعدم استهداف المدنيين والابنية وتجمعات العزل، ويوفرون لهم هدن وفرص للإخلاء ويؤمنون حاجاتهم بعيدا عن مسارح الحرب والاشتباك الا غزة واهلها فحرام عليهم مغادرة المدينة التي تتحول الى هيروشيما ببطيء، وبصليات متواصلة من قذائف لطائرات والمدفعية والدبابات ومن البحر، يطاردهم الموت اينما ذهبوا ويتم تدمير المربعات من الابنية والابراج وتقصف بيوت المخيمات المصنوعة من التنك والاترنيت واضعف المواد.
لماذا تحرم غزة من بيئات حاضنة ينزح المدنيون اليها ويسارعون للعوة الى بيوتهم واملاكهم حالما تقف الحرب، وقد فعلتها بيروت عندما تم غزوها وحصارها لتسعين يوما واخليت من المدنيين وما ان توقفت الحرب حتى عاد اهلها واعادوا بنائها واصلاح بيوتهم وبناياتهم ومارسوا حياتهم العادية وقد فعلها الجنوب في حرب تموز وحالما وقفت النار عادوا الى قراهم بزحف شعبي رهيب وقبل ان تدخلها فرق الفحص وتقدير الخسائر.
وكذا فعلتها شعوب الارض في الحروب وكان قادة الجيوش يؤمنون الأخلاء لحماية المدنيين ولإعطاء المحاربين المزيد من الفرص لحرية العمل و للتحصين والتمكن والدفاع عن المدن والبلدات التي تم اخلائها.
الا غزة فقد قررت مصر وسلطتها وجيشها ان تحاصرها حتى الموت” وكان مصر شريكة في تدمير وافناء غزة” وتسهم مصر في ترك غزة لتجوع وتعرى فلا تنطلي حجتها على عاقل وواجبها الانساني الاخلاقي اما فتح المعابر لتأمينها او اعلان اسنداها لوقف المذبحة او توفير ملاذ امن للمدنيين والفلسطينين لن يقبلوا توطينا او صحراء سيناء بديلا لغزة وحال وقف النار سيعودون وقبل الفجر كما فغل الجنوبيون .
فلماذا وبأية حجة تافهة تترك غزة بلا حماية وبلا فرصة لأهلها الا ان يحتشدوا في العراء، وفناء المستشفيات ومدارس الأونروا وتقصف بلا هوادة او روادع، وتنهب حياتهم حمم الموات الامريكية والاطلسية ولم تفعل مصر ام الدنيا وكبرى الدول العربية، والدولة المحورية التي ان قالت كلمة تغير في ايقاعات الحرب واذا اخذت موقفا وانقلبت على كامب ديفيد تغير اتجاهات الرياح وتوازنات القوى ومسارات المستقبل العربي والاسلامي والعالمي وتسهم في انهاء العدوان سريعا بل بتوفير كل الاسباب والشروط لتحرير فلسطين من البحر الى النهر وهرولة امريكا والاطلسي للخروج من بلاد العرب والاقليم.
مصر هي التي تتحمل مسؤولية ترك الاطفال والنساء والشيوخ يقتلون بدم بارد، وهي التي تترك نتنياهو وحكومته واركانه المرتهبين من غزة وفاقدي الثقة بأنفسهم وبجيشهم ومجتمعهم والمرتجفين مما سيكون وما سيحصل لهم اذا وقفت النار وتمت حماية غزة واهلها الصابرين.
نعم مصر لأنها الكبرى بين العربيات ولان الريح تميل حيث تميل ولان الجغرافية تلزمها وحدها بتامين غزة، وتامين اهلها. وليس لمصر ذريعة او حجة وتتحمل المسؤولية في تيسير وتامين نتنياهو وقيادته المأزومة والمرتهبة لممارسة عدوانيتهم الشيطانية والمتوحشة والمجنونة في تنفيس احقادهم في اجساد الاطفال والنساء وتدمير غزة على اهلها.
واذا لم يحرك مصر وحدة الدم والاخوة والجيرة والدين فيلزمها القانون الانساني والعقيدة والايمان بان تقف مع الابرياء وتؤمنهم وتحميهم والا فالساكت عن الحق والدم البريء شيطان اخرس وشريك في الجريمة بحق الانسانية وستبقى وصمة عار الى الأبد.
ما صرح به الرئيس السيسي في مؤتمره الصحفي مع المستشار الالماني على اهميته ودلالته بان ليس لغزة والفلسطينيين من مكان يلجؤون اليه ولا جغرافيا تأويهم وتحميهم شرور العدوان، الا شد الرحيل الى فلسطين ال٤٨ الا ان هذا الكلام الهام وحامل دلالات المستقبل يستلزم من مصر وجيشها وسلطتها فعل يوازيه ويؤمنه. والمطلوب قبل فوات الاوان ان تلوح مصر وتنذر بإلغاء عقد الذل والعار كامب ديفيد وان تعلن فتح المعبر بل فتح معابر لتامين غزة وحاجاتها وحماية سكانها مهما بلغ الثمن.
والثمن لن ولم يكن مكلفا او كبيرا، بل سيكون مكسبا نوعيا لمصر وللعرب ولمستقبل مكانة ودور مصر ووزنها كما للعرب.
مما تخاف مصر، وما الذي ينقصها بالمقارنة مع لبنان ومقاومته والتي لم ترتهب للتهويل والتهديد ولعراضات القوة الامريكية واذلتها بضربات صاروخية محكمة دمرت خط الدفاع الإسرائيلي في الشمال وفقأ عيون وصم اذان إسرائيل وكبدتها المقاومة خسائر بالمعدات والدبابات وناقلات الجند ومن العسكرين كثيرا. وحولت كل الحدود الى جبهة مفتوحه بطول ١٠٥ كيلو متر وبعمق ١٠ كيلو متر، وتجول الطائرات المسيرة للمقاومة حتى حيفا وبحيرة طبريا وصفد. مما اضطر اسرائيل لإخلاء المستوطنات وتجميد ثلاثة فرق والوية ارتهابا من قوة الرضوان ومن خطر اجتياح مقاتلي المقاومة للجليل.. فاين قوة وقدرات المقاومة ولبنان من مصر وجيشها وعدد سكانها وجغرافيتها.
وهل حقا مصر اضعف من انصار الله في اليمن ومن الحشد الشعبي العراقي ومن جبهة الجولان برغم انهاك سورية واحتلال اراضيها وتجويعها، ومازالت تقاتل وتشتبك وتجمد ثلاثة فرق إسرائيلية على جبهتها.
فما الذي يرهب مصر وعلى ماذا تخاف…
وما الذي ستكون عليه السلطة والجيش المصري عندما تنجلي الجولة والطوفان الغزاوي على استمرار الحرب كاستنزافية حتى توفير شروط وسبل تحرير القدس او اذا عصفت على الجبهات وادت الى التحرير الناجز بالجولة الفاصلة. وحتى لو توقف الاشتباك وجرت الهدنة التي ستفجر إسرائيل وصراعاتها وتدفع لرحيل وهجرة معاكسة توفر بيئات وتوازنات ديمغرافية مختلة اصلا لصالح فلسطيني الضفة وال٤٨ وتتحفز الضفة المنتفضة والمتشكلة جبهة حرب تساند غزة وتقاتل بما توفر لها وعند وقف حرب غزة بعد ما حققته جولة طوفان الاقصى ستلتهب الضفة وسيساندها محور المقاومة وغزة وقد تتكفل بتسريع انهيار الكيان وتحرير فلسطين.
دماء اطفال ونساء غزة بالقدر الذي تتحمل مسؤوليتها اسرائيل وامريكا والاطلسي ايضا هي حجة على مصر ودولتها وجيشها وشعبها وعلى الاردن.
فهل تستمر مصر والاردن شهود زور، ومستسلمين لعدو الله والانسانية المتوحش والمأزوم وهو يعيش ايامه العادية المعدودة.
التاريخ لن يرحم وارواح ودماء اطفال غزة تعبد طريق تحرير القدس وفلسطين كلها.
فماذا ستقول مصر، والاردن والصامتون الخرسان وشعوبهم للأجيال الاتية وفي المستقبل القريب.
صبرا غزة هاشم والمعمداني فاخر الليل احلكه.
ومن سدد رميات القسام في عبورهم الميمون وطوفان الاقصى لن يترك اطفالك ونسائك نهبا لقذائف الحقد والتوحش دون عقاب زلزالي ترتسم معالمة في الجاري من مسرح للحرب يمتد من غزة الى الناقورة فباب المندب والهضبة الايرانية على جغرافية واسعة وبعدد سكان وقدرات هائلة.