قال موقع “ريسبونسبل ستيت كرافت” الأمريكي، اليوم الاثنين إن أمريكا تتجه نحو حرب أخرى في الشرق الأوسط. مضيفة أن الصراع بين إسرائيل و”حماس” يتصاعد بسرعة في جميع أنحاء المنطقة ويخاطر بجر الولايات المتحدة مباشرة إلى المعركة.
وأضاف الموقع: تحتاج إدارة بايدن إلى إدراك حقيقة أن حربًا أوسع في الشرق الأوسط ستكون مدمرة للولايات المتحدة والمنطقة.
كاتب التقرير “جون هوفمان” أشار إلى أن إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من اليمن، على “إسرائيل” إلى جانب بيان أنصار الله باستمرار الهجمات، مع ما تتعرض له القواعد الأمريكية في المنطقة، يظهر أن هذا الصراع يتوسع بسرعة.
وقال الكاتب أن واشنطن لا تتخذ الإجراءات الكافية لمنع وقوع مثل هذه الكارثة. حيث يتزايد الخوف بين الرأي العام الأمريكي من أن الولايات المتحدة ستنجر إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط.
وقال الكاتب إنه إذا أرادت أمريكا عدم الدخول في حرب بالشرق الأوسط، فعليها أن تمنع الصراع، من جذب جهات فاعلة في المنطقة، مشيرًا إلى أن الطريقة التي تُدار بها الحرب في الوقت الحاضر تجعل هذه النتيجة أكثر احتمالا، وليس أقل احتمالا.
حرب إقليمية
على أمل ردع حرب إقليمية قال الكاتب إن أمريكا نشرت مجموعتين من حاملات الطائرات، تضم كل منهما حوالي 7500 فرد، ومدمرتين بصواريخ موجهة، وتسعة أسراب جوية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. ونشرت واشنطن أيضًا 4000 جندي إضافي في المنطقة، مع 2000 جندي آخرين على أهبة الاستعداد، إضافة إلى حوالي 30 ألف جندي موجود بالفعل في المنطقة.
ونوه الكاتب إلى أن الوضع داخل غزة مأساوي، حيث يوجد أكثر من مليون نازح ومئات الآلاف بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، أما خارج القطاع فقد تم استهداف القوات الأمريكية 23 مرة على الأقل من العراق وسوريا، إضافة إلى تواصل الاشتباكات بين “إسرائيل” وحزب الله، حيث قُتل ما يقرب من 50 من مقاتلي حزب الله منذ 7 أكتوبر الماضي.
ولفت “هوفمان” إلى أنه سيكون على أمريكا أن تتحمل نصيب الأسد في القتال إذا حصل،وسوف تتحمل غالبية تكاليفه، ومن شأن مثل هذه الحرب أن تؤدي إلى مستويات جديدة دراماتيكية من التزامات الولايات المتحدة وتشابكاتها في المنطقة في وقت لم يعد فيه الشرق الأوسط يمثل مسرحًا أساسيًا للمصالح الأمريكية.
أمريكا ضد روسيا والصين
ويأتي خطر نشوب حرب كبرى في الشرق الأوسط في الوقت الذي تنخرط فيه الولايات المتحدة بالفعل بعمق في مساعدة أوكرانيا ضد روسيا، ومحاولة ردع الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في حين تتحمل دينًا وطنيًا يصل إلى 33 تريليون دولار ويصل إلى تريليون دولار. بالإضافة إلى العجز في الميزانية كل عام في وقت السلم.
وخلص الكاتب إلى إن فتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط مع محاولة تحقيق مصالح واشنطن المعلنة في أوروبا ومنطقة المحيط الهادئ والهندي يهدد بإغراق أمريكا في أزمة اقتصادية.
وختم الكاتب بالقول:غني عن القول أن مثل هذه الحرب ستكون كارثية بالنسبة للشرق الأوسط نفسه، إذ ستؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
الابتعاد عن الباب الدوار
وينبغي أن يكون واضحا من عقود الزمن الماضية أن إلقاء الأموال والأسلحة والأصول العسكرية على المنطقة غالبا ما يكون له عواقب سلبية عميقة. وفي هذه الحالة، تخاطر واشنطن بمزيد من التصعيد وحتى بالتورط الأمريكي المباشر في حرب على مستوى المنطقة.
يحتاج بايدن إلى توضيح أن المصلحة المركزية للولايات المتحدة هي البقاء بعيدًا عن الباب الدوار لصراعات الشرق الأوسط وتجنب الانجرار إلى حملة عسكرية مدمرة في جميع أنحاء المنطقة.