تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية//
غموض واضح يكتنف الصورة القادمة من عدن، المدينة التي تقبع تحت سلطات الإحتلال الإماراتي منذ أكثر من ثلاث أعوام، والتي يدعي الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، أنها عاصمة مؤقتة له، ولحكومته التي لا تزور المدينة إلا فيما ندر، وفي إطار التحركات الأممية التي يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، قرر قبل أيام زيارة عدن، للقاء هادي، الذي عاد إليها منذ أسبوعين، ووصل صباح اليوم إلى مطار عدن، ثم إتجه إلى قصر المعاشيق ، لعرض خطة سلام معدلة، على الرئيس المستقيل هادي وفقاً لمصادر سياسية في مدينة عدن ، دون معرفة تفاصيل الزيارة، ونتائج ما جرى خلالها.
وبعد ساعات فقط من وصوله إلى مدينة عدن للقاء الرئيس المستقيل هادي، ضمن جولاته التي يجريها لعرض خطة السلام وإيقاف الحرب، غادر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث المدينة، وقالت مصادر سياسية لـ”وكالة الصحافة اليمنية” أن” مغادرة جريفيث عدن بهذه السرعة ناتجة عن عدم اتفاق على مقترحاته لاستئناف مفاوضات السلام، وإيقاف العملية العسكرية في الحديدة”.
وأوضحت المصادر أن ” المبعوث الأممي لم يعقد جلسة مع هادي، وما دار وفقاً للصور التي تم تداولها في وسائل الإعلام المحلية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، عبارة عن لقاء سريع، تم خلاله تجاذب أطراف الحديث، انتهى بعدم الاتفاق”.
وتذهب مصادر مطلعة إلى أن سبب مغادرة جريفيث لعدن بهذه السرعة يعود لتدهور الوضع الأمني في المدينة، التي تشهد عمليات اغتيالات لقيادات أمنية وعلماء دين وأئمة مساجد وهجمات انتحارية، تبنى معظمها تنظيم الدولة، حيث تزامنت زيارة جريفيث لعدن، مع الإعلان عن تعرض العقيد عبدالقادر الجعري، قائد أركان اللواء 103 حماية رئاسية، الموالي للتحالف، اليوم، لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة انفجرت في طريق موكبه، ما عزز من صحة ما ذهبت إليه المصادر، التي رأت أنه ” بدا واضحاً إدراك المبعوث الأممي، لعدم قدرة قوات هادي، والمليشيات التي تدعهما الإمارات على ضبط الأوضاع في المدينة، والحفاظ على حياته من أي عملية إرهابية قد تستهدفه، وهو الذي سبق أن زار العاصمة اليمنية صنعاء بعد تعيينه مطلع العام الجاري، ثلاث مرات ابتداءً من مارس الفائت، ومكث في إحدى تلك الزيارات قرابة الأسبوع”.
وكان العشرات من المواطنين، قد احتشدوا صباح اليوم، أمام بوابة مطار عدن الدولي لاستقبال جريفيث، رافعين أعلام الجنوب ولافتات سياسية تطالب بمنح الجنوبيين حق تقرير مصيرهم والاستفتاء على الوحدة.
وكان السيد بيتر درينين نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشئون الأمن والسلامة، والذي يرأس بعثة الأمم المتحدة التي تزور عدن، قد التقى، أمس الثلاثاء، عدد من قيادات ما يسمى بـ”المجلس الإنتقالي الجنوبي” المدعوم من الإمارات، وأكد مصدر في المجلس، أن درينين طلب لقاء قيادات المجلس، قبل أن يحدد موعداً للقاء مماثل يفترض أن يجمعه بقيادات في الحكومة الموالية للتحالف، برئاسة بن دغر” الأمر الذي أعتبره مراقبين “اعترافاً من الأمم المتحدة بالمجلس وقوته على الأرض.
ويذكر أن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث ، دشن جولته الجديدة، وقبل زيارته لمدينة عدن أيضاً، من مدينة لوكسمبورغ، الإثنين المنصرم ، باجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، وفيه ناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي آخر التطورات في اليمن مع جريفيث، والذي أطلعهم على خطته للسلام، وتبادل الوزراء وجهات النظر حول جهود الاتحاد الأوروبي الجارية، بما في ذلك التواصل السياسي، ولا سيما الحوار الإقليمي مع إيران بشأن اليمن، الأمر الذي يرجح مراقبون أنه السبب وراء مغادرة مارتن المفاجئة لمدينة عدن، دون حتى عمل مؤتمر صحفي، يبين من خلاله نتائج ما حدث خلال لقاءه الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، الذي فيما يبدو يتحرك حسب توجيهات دولية خارجية أكبر منه، هدفها تفاقم معاناة اليمنيين لأغراض سياسية واقتصادية يسعون لتحقيقها.