تلعب مدينة ايلات دوراً حيوياً مهماً في التجمعات الاستيطانية التي انشائها الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.
حيث تضم ايلات الواقعة شرق البحر الأحمر، أهم الموانئ العسكرية والمدنية، إضافة إلى كونها تمثل مركزاً اقتصادياً وسياحيا مهماً للكيان الصهيوني.
وخلال معارك طوفان الأقصى، اضطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إلى اجلاء المستوطنين النازحين من شمال فلسطين على الحدود مع لبنان ومستوطنات أخرى إلى مدينة ايلات باعتبارها تمثل حصناً أمناً من المستبعد أن تتعرض لأي هجمات باعتبار أن المحيط العربي المحاذي لإيلات في الأردن ومصر لإيلات ليس معادياً بينما لا تمثل السعودية القريبة على جنوب البحر الأحمر أي تهديد.
إلا أن حسابات الإسرائيليين والأمريكيين أصيبت بالخيبة، عندما أعلنت اليمن أنها طرف في مواجهة جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة على يد العدو الإسرائيلي.
خلال تسعة أيام منذ إعلان الناطق العسكري باسم قوات صنعاء العميد يحي سريع في 31 أكتوبر الماضي أن اليمن نفذت عملية عسكرية بالصواريخ والطائرات المسيرة استهدفت الكيان الصهيوني وأن اليمن دخلت الحرب إلى جانب الشعب الفلسطيني، كان على الولايات المتحدة وحلفائها أن يجندوا الكثير من امكانيتهم العسكرية لمواجهة الهجمات القادمة من اليمن على العدو الصهيوني.
قبل أن تعلن صنعاء انخراطها في معركة طوفان الأقصى، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في 19 أكتوبر الماضي أنها تصدت لعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة الهجومية شمال البحر الأحمر كانت في طريقها إلى إسرائيل، بينما اضطرت الولايات المتحدة إلى نشر عدد من صواريخ منظومة الدفاع الجوي باتريوت، بهدف التصدي للهجمات التي تشنها اليمن على الكيان الصهيوني، بينما أعلن الجيش المصري أنه تصدى لطائرات مسيرة وصفتها بـ”المعادية” فوق المناطق المصرية المطلة على البحر الأحمر.
اضطرت حكومة الكيان الإسرائيلي الاثنين الماضي إلى تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي، حول الهجمات اليمنية على مناطق الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الشكوى الإسرائيلية تبدو فاقدة للشرعية حيث لايمكن للإسرائيليين ممارسة أبشع الانتهاكات للقانون الدولي والاستعانة بنفس القانون وفي نفس الوقت لرد الهجمات الرادعة لمنع جرائم الإبادة الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
ولايبدو أن هناك من يفكر في صنعاء بإمكانية وقف الهجمات على الكيان الإسرائيلي، قبل أن يعلن الأخير وقف جرائمه في غزة. وهي مسألة يمكن أن تجر المنطقة إلى حرب أوسع وأكثر شراسة في حال أصرت الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي على مواصلة مجازر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
وبعد تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية أنه تم اسقاط إحدى طائراتها القتالية المسيرة قبالة سواحل اليمن، وهي الطائرة التي أعلنت صنعاء عبر الناطق العسكري أنه تم اسقاطها اثناء قيامها بمهام عدائية في مياه اليمن الإقليمية لصالح الكيان الإسرائيلي.
وفي خضم العمليات المتبادلة، يبدو أن هجمات اليمن دفعت الكيان الصهيوني إلى فقدان امتيازات وجود مناطق آمنة بعيدة عن الاستهداف، حيث ستؤدي الضربات التي تتعرض لها إيلات إلى دفع المستوطنين الصهاينة إلى معانقة خيار الرحيل عن أراضي فلسطين المحتلة إلى الخارج. حيث تمكنت ضربات اليمن على إيلات إلى خلق معادلة جديدة مفادها مثلما لا يوجد مكان آمن في غزة فلن يكون هناك مكان آمن في كل مناطق الاحتلال الصهيوني.
وتحت تأثير الضربة التي تعرضت لها إيلات اليوم الخميس، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية أن الطائرة قادمة من اليمن، كشف مراسل القناة “13” الإسرائيلية، أن الطائرة وصلت إلى إيلات واصابت الهدف “دون أن تتمكن السعودية وأمريكا وإسرائيل التصدي لها” في تصريح واضح أن الرياض تعتبر أحد القوى المجندة لحماية إسرائيل. دون أن يصدر من الرياض أي توضيح يرد على تلك التصريحات وينفي عن المملكة السعودية تهمة الاصطفاف إلى جانب العدو الصهيوني.
ويتطابق حديث مراسل القناة العبرية عن مشاركة السعودية في حماية الكيان الصهيوني، مع الموقف السعودي الصامت تجاه جرائم الإبادة الجماعية التي تمارسها آلة القتل الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة. حيث لم تشهد السعودية أي فعاليات جماهيرية لمساندة الشعب الفلسطيني في وجه المجازر الصهيونية.
بينما أصدر عدد من رجال “الدين” التابعين للقصر الملكي السعودي فتاوى تجرم حركة والمقاومة الفلسطينية وتعتبرها شراً في المنطقة.
في حين سبق لناشطين صهاينة أن أطلقوا تصريحات بإبادة الشعب الفلسطيني من داخل الشعوب بعد يوم واحد من عملية طوفان الأقصى في الـ7 من أكتوبر الماضي، دون أن تتخذ السلطات السعودية أي موقف من تلك التصريحات المشينة ضد الشعب الفلسطيني. بينما تقوم الرياض بمنع أي نوع من أنواع التعاطف مع الشعب الفلسطيني في السعودية.