المصدر الأول لاخبار اليمن

قمتان في الرياض “عربية وإسلامية” .. هل ينتصر العرب والمسلمون لغزة؟

تحليلات/وكالة الصحافة اليمنية//

 على مدى 77 عاما عقدت جامعة الدول العربية 46 قمة، وعلى مدى 54 عاما عقدت منظمة التعاون الإسلامي 21 قمة، الا انه لا الجامعة العربية ولا منظمة التعاون الاسلامي لم تواجها يوما امتحانا صعبا كما ستواجهانه اليوم السبت في العاصمة السعودية الرياض، فإما ان يدخلا التاريخ من اوسع ابوابه، او يخرجا منه والى الابد، فهناك نحو ملياري عربي ومسلم، يرصدون كل شاردة وواردة، لن يرضوا بأقل من وقف فوري لاطلاق النار في غزة.

رغم انه من غير الدقيق ان نطلق على القمة العربية التي تعقد اليوم من اجل غزة، بـ”الطارئة”، فهي ليست كذلك، بل جاءت متأخرة ومتأخرة جدا، وكذلك القمة الاسلامية، فاليوم يمر 36 يوما وغزة تحت النار، ومقطوع عنها الماء والكهرباء والغذاء والدواء والوقود، وقد يتجاوز عدد الشهداء، ونحن نكتب هذه السطور الـ11 الف شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، ولكن رغم ذلك، ان تأتي متأخرا افضل من ان لا تأتي.

الدول العربية والاسلامية اليوم، مطالبة باتخاذ مواقف واضحة وصريحة وحازمة، ازاء العدوان الاسرائيلي على غزة، فالاحتلال الاسرائيلي، لم يقتل البشر ويهدم البيوت فحسب، بل قام ايضا بقتل وهدم القانون الدولي والقيم والإنسانية، وفي مقدمة هذه المواقف، ممارسة مختلف الضغوط من اجل الوقف الفوري للعدوان، وفتح المعابر لنقل الماء والغذاء والدواء والوقود لغزة، وافشال مخطط تهجير سكان غزة، والعمل على انشاء صندوق لاعمارها، وتعويض عوائل الشهداء والجرحى، والتأكيد على ان ما قام به الكيان الاسرائيلي في غزة، هو جريمة حرب وإبادة جماعية، والاصرار على ملاحقة زعماء الكيان قضائيا امام المحاكم الدولية كمجرمي حرب.

مخرجات القمتين ستكون تحت رصد الشارعين العربي والاسلامي، اللذان ينتظران ايضا، من الدول العربية والاسلامية التي طبعت مع الكيان الاسرائيلي الارهابي، ان تقطع علاقاتها الدبلوماسية فورا مع المحتل، فخطر هذا الكيان لن يكون محصورا في غزة، فهو خطر يتجاوز حتى حدود فلسطين الى كل دول المنطقة، وظهر ذلك جليا بعد ان هدد زعماء الكيان باستخدام القنبلة النووية ضد غزة وقتل اكثر من مليوني انسان.

ما ذكرنا ليست مخرجات خيالية، اومن الصعب تحقيقها، فالدول العربية والاسلامية المنضوية في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي، تملك القدرات والامكانيات الكافية، لفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة بأسرع ما يمكن، وفتح المعابر وإدخال المساعدات الضرورية والعاجلة لسكانه، فعدد هذه الدول 57 دولة، وتضم أكثر من مليار وثلاثمائة مليون نسمة، وهو ما يجعل رأيها مسموعا في المحافل الدولية وامام المجتمع الدولي، في حال توفرت الارادة الصادقة لدى حكوماتها، ازاء ما يعانيه سكان غزة، من مأساة تجاوزت كل الحدود، لذلك عليها، ومن خلال تبنيها هذه المخرجات، ان تحول دون انزلاق المنطقة الى ما لا يحمد عقباه، وتكسب بذلك ثقة شعوبها.

على القمتين العربية والاسلامية، ان تعلنا اليوم وبصوت عال، يسمعه حماة الكيان الاسرائيلي في الغرب، وخاصة امريكا، ان السبب الاول والرئيس وراء المعاناة الذي تعيشها المنطقة، منذ اكثر من 70 عاما ، ليست المقاومة الفلسطينية، التي تحارب من اجل حماية شعبها وتحرير ارضها والدفاع عن مقدساتها، بل هو الاحتلال الاسرائيلي المدعوم امريكيا، ولن تذوق شعوب المنطقة الامن والاستقرار، الا بإنهاء هذا الاحتلال، واقامة الدولة الفلسطينية على كامل تراب فلسطين، وكل المحاولات الاخرى، كتسويق الصراع وكأنه صراع بين “شعبين”، او بين اتباع ديانتين، كما تروج امريكا، عبر فرض حلول ترقيعية، مثل التطبيع بين “اسرائيل” وبعض الانظمة العربية، او عبر ضخ الاسلحة في الكيان الاسرائيلي، ليفرض وجوده على المنطقة بالقوة، هي تجاهل لـ”اس واساس” الصراع وهو الاحتلال، والذي لولاه لما اضطرت المقاومة الاسلامية في غزة، لاطلاق عملية “طوفان الاقصى”، والتي كانت رسالة واضحة للعالم، ان هناك ارضا محتلة وشعبا مشردا ومقدسات تنتهك، وهذه الحقيقة، لا يمكن ان تطمسها اي قوة في العالم، مهما استكبرت وتجبرت.

المصدر : “العالم – سعيد محمد “

قد يعجبك ايضا