المصدر الأول لاخبار اليمن

روسيا والمونديال.. أرباح طويلة المدى

تقرير: وكالة الصحافة اليمنية
تحقق روسيا من استضافة كأس العالم، مكاسب في العديد من قطاعات الاقتصاد الوطني، ومن المرجح أن تتصدر قطاعات البنى التحتية والسياحة والاستهلاك هذه القائمة، لتسجل عوائد مباشرة وغير مباشرة، على الاقتصاد الوطني والمجتمع الروسي وبعضها قد يتبلور على المدى المتوسط والمدى البعيد.


القطاع السياحي
تباينت الأرقام حول عدد المشجعين والسياح، الذين قدموا إلى روسيا لحضور مباريات كأس العالم، لكن الرقم القريب من الواقع حسب تقديرات أولية للسلطات الروسية يتراوح ما بين 500 و570 ألف مشجع، ما يؤدي تلقائيا إلى زيادة التدفقات السياحية على المدن والأقاليم، التي تستضيف مباريات مونديال — 2018.
وساهم تنظيم المونديال في تشجيع قطاع الفنادق، وتدشين وافتتاح غرف فندقية جديدة، حيث تشير تقديرات مؤسسة “كولييرس إنترنيشينال” إلى أن موسكو من المخطط أن تشهد افتتاح فنادق تحوي 2.5 ألف غرفة، ومعظمها تم افتتاحها قبل تنظيم كأس العالم.
في حين من المتوقع أن تشهد العاصمة الشمالية، سان بطرسبورغ، قبل نهاية العالم الحالي افتتاح 244 غرفة فندقية جديدة فقط.
كما تتوقع “روس توريزم” للسياحة الروسية ارتفاع عدد السياح، الذين يخططون لزيارة المدن المستضيفة لكأس العالم بنسبة 20-25 % في عام 2019.
العملة الروسية
تشهد جميع المدن التي تستضيف مباريات كأس العالم نفقات كبيرة بالروبل من قبل الزوار الأجانب والمشجعين، في حين قدرت شركة “ماكنزي” الاستشارية الرائدة أن نفقات المشجعين في كأس العالم ستبلغ 121 مليار روبل (ما يعادل حوالي 1.91 مليار دولار).
وتضيف الشركة الاستشارية أن الطلب اليومي على العملية الروسية بإمكانه أن يرتفع بواقع 8-9% بشكل فوري.
كما تشير تقديرات أخرى إلى أن كل ذلك قد يساهم في تعزيز العملة الروسية أمام العملات الأجنبية في شهر يوليو/تموز بنسبة 2%.


الملاعب والمنشآت الرياضية
بدأت روسيا مسيرتها التحضيرية لكأس العالم في 2018 مباشرة بعد فوزها في مسابقة استضافة المونديال.
وبلغت نفقات روسيا على تحضير لكأس العالم حسب تقديرات مؤسسة “إر بي كا” الروسية حوالي 883 مليار روبل (ما يعادل حوالي 14.2 مليار دولار)، ومن بينها 265 مليار روبل (ما يعادل زهاء 4.1 مليار دولار) تم تخصيصها لبناء وترميم المنشآت الرياضية.
وللمقارنة أنفقت البرازيل في عام 2014 حوالي 11.6 مليار دولار.
وتجاوزت النفقات النهائية في روسيا المستوى المخطط له في عام 2013 بـ19 مليار روبل (ما يعادل 301 مليون دولار).
وتعتبر روسيا الوحيدة، بين الدول التي استضافت المونديال، التي قامت بتشييد وتجديد جميع الملاعب الـ12 بشكل جذري.
وتشير الأرقام إلى أن النفقات على تحضير ملعب واحد بلغت حوالي 380 مليون دولار. وهذه الأموال لم تخصص خلال فترة واحدة، بل قسمت النفقات المذكورة على الأعوام ما بين 2013- 2018.
وتحضيرا لاستضافة كأس العالم في روسيا، نفذت مشاريع كبيرة، ربما أبرزها بناء مطار جديد خصيصا لكأس العالم، وهو مطار في مدينة سارانسك، في جمهورية موردوفيا إحدى المدن الـ11، التي تستضيف مباريات كأس العالم.
وشهدت البنى التحتية في المدن، التي تستضيف كأس العالم وضواحيها تحسنا ملحوظا وغير مسبوق أثناء مسيرة تحضيرات البلاد لهذا الحدث العالمي.
حيث تم تحديث 20 محطة القطارات في روسيا، وكما بلغت مسافة الطرق، التي تم بناءها وتجديدها 178 كيلومتر.
وارتفعت الطاقة التمريرية لمطارات المدن، التي تستضيف مباريات على الأقل إلى 30% في بعض المدن، وفي بعض أخر ارتفع هذا المؤشر إلى 100%..كما تم بناء محطات مترو جديدة في كل من موسكو وسان بطرسبورغ ونيجني نوفغورود.


فرص عمل جديدة
يعتمد تنظيم كل فعالية ضخمة مثل المونديال بالدرجة الأولى على احترافية اليد العاملة، ولن تتمكن أي دولة من تحقيق الأهداف المرجوة بدون وجود العمال المحترفين، وروسيا هنا ليست استثناء.
وتم إيجاد زهاء 969 ألف وظيفة جديدة في الفترة بين 2013 — 2018، وغالبيتها في قطاعي السياحة والبناء.
كما بلغت إيرادات الفرد الإجمالية في هذه المشاريع خلال السنوات الـ5 الماضية 414 مليار روبل (ما يعادل حوالي 6.54 مليار دولار).
كما من المتوقع أن ينعكس المونديال في روسيا على فتح فرص عمل جديدة في المستقبل، حيث تشير التقديرات الروسية إلى أن تنظيم المونديال في البلاد وتنفيذ المشاريع المتعلقة به سيساهم في رفع نسبة التوظيف لتطال 245 ألف شخص سنويا على مدار 5 سنوات مقبلة.

قد يعجبك ايضا