تقرير: وكالة الصحافة اليمنية
قالت مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يسعى إلى تغيير العديد من المظاهر المجتمعية في بلاده، غير أن الكثير من الخبراء يتساءلون فيما إذا كان بإمكانه المضي بقطار الإصلاح الهش داخل المجتمع المحافظ، مؤكدين أنه لا يمتلك دعم الشعب وأن وضعه الداخلي ما زال ضعيفاً.
وتابعت المجلة أنه في الوقت الذي يسمح به بن سلمان للمرأة بقيادة السيارة، فإنه يعتقل ناشطات ونشطاء سعوديين، وإذا كانت الإصلاحات التي قادها حظيت بإعجاب الغرب، فإنها حجبت في الوقت ذاته حالات القمع، ولكن هل يمكن أن يدوم ذلك؟
تقول الناشطة السعودية هالة الدوسري، الزميلة في معهد “رادكليف” للدراسات التقدمية، إن أعمال بن سلمان ضد النشطاء “لن تمر”، وتابعت أنه “لا يملك دعم الشعب”.
في حين رأت كارين يونغ، الباحثة المقيمة في معهد دول الخليج العربي، أن “ما تسمعه من السعوديين هو أن فترة العام ونصف العام التي أمضاها بن سلمان بالسلطة، يبدو فيها واضحاً أن بن سلمان يتطلع إلى الأمام، وهو أمر حساس للغاية، هناك رغبة في عمل أشياء كثيرة، وما يمكن قوله الآن إنها لحظة حساسة في عمر السعودية”.
بن سلمان فعل شيئاً جديداً، بحسب المجلة، من خلال صناعة الحلفاء، خاصة في أمريكا والإمارات، ولكن موقفه الداخلي ما زال ضعيفاً، وذلك بمثابة الخطر الذي ما زال بانتظاره، خاصة أن رد الفعل من قِبل التيار الديني المحافظ ما زال غير ظاهر، فضلاً عن الخطر الذي يمكن أن تشكله الأسرة الحاكمة في السعودية.
الخطر الأكبر على مسيرة بن سلمان، تقول المجلة، هو الاقتصاد، حيث تواجه السعودية وفرة في الشباب الذين لا يمتلكون سوى فرص عمل، رافق ذلك انخفاض أسعار النفط خلال السنوات الأخيرة؛ ما أضر بميزانية الدولة.
هذا القلق من تدهور الاقتصاد السعودي يبدو أنه كان سبب السماح للسعوديات بقيادة السيارة، كما تقول كارين يونغ، “هذا القرار جاء بسبب دافع اقتصادي؛ إنه سيدفع المرأة لسوق العمل، هذا أفضل حل لزيادة دخل الأسرة”.
ويرى الخبراء أن رفع القيود المفروضة على المرأة هو من اللحظات الجميلة في تاريخ السعودية، غير أن الذين دافعوا عن حقها في قيادة السيارة باتوا وراء القضبان!
وتقول الدوسري: “على الرغم من أن الحكومة تستطيع تغيير قوانين القيادة، فإن المرأة ما زالت تخضع لقوانين الوصاية الصارمة، ما يعني أن واقع الإصلاح بالنسبة لأي امرأة يتوقف على موافقة أفراد أسرتها الذكور”.
ويرى مالك دحلان، أستاذ القانون والسياسة العامة بجامعة ماري في لندن، إنه رغم الشكوك حول عمق الإصلاحات التي يقودها بن سلمان، فإنه يجب تشجيعها؛ لتغيير السلوك الذي تتمسك به، سيكون من الخطر فشل هذه الإصلاحات”.