متابعات خاصة/ وكالة الصحافة اليمنية//
أعرب الدكتور “سعد الله زارعي”، الخبير في قضايا منطقة الشرق الاوسط في خطاب ألقاه قبل خطبة صلاة الجمعة يوم أمس بطهران، بأن الحرب التي یشنها التحالف بقيادة السعودية على الشعب اليمني وحشية وظالمة وأضاف قائلا: “على الرغم من أن رئيس اليمن السابق وحكومته قدموا استقالتهم وتم تشكيل حكومة أخرى، إلا أنهم وبكل وقاحة داسوا بأرجلهم على كافة حقوق أبناء الشعب اليمني وقاموا باستثمار هذه الحرب الوحشية لتحقيق بعضاً من مصالحهم الخاصة” ولفت هذا الخبير الإقليمي إلى أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اللذان يدعيان بأنهما يقومان بحماية حقوق الانسان في العالم، قاما بإصدار قرارا يسمح للسعودية بشن حرب وحشية ضد هذا الشعب المظلوم.
وتابع الدكتور “زارعي”، قائلا: “إن عواقب الحرب التي دامت 40 شهراً والتي قام بها الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون والسعوديون والإماراتيون ضد الشعب اليمني المضطهد يمكن سردها بشكل مفصل، فأحد عواقب هذه الحرب ضد الشعب اليمني المضطهد، أن هؤلاء المجرمين قاموا بتدمير كافة البنى التحتية التي كان يمتلكها الشعب اليمني ولقد اعترفوا بأنفسهم بأن هناك ما يقارب 8 مليون ومائتين ألف يمني يعيشون في مجاعة مدقعة وهذا الموضوع ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية”.
وأضاف الخبير في قضايا الشرق الأوسط، بأن باقي العواقب المؤسفة لهذه الحرب تتمثل في انتشار وتفشي الأمراض المعدية في المجتمع اليمني التي تحصد يومياً أرواح الآلاف من الأطفال والمسنين في اليمن وقال: “إننا نشهد حاليا ارتكاب النظام السعودي لأبشع إبادة جماعية في اليمن بالتعاون مع الولايات المتحدة”.
وفي سياق متصل أشار الدكتور زارعي إلى أن الولايات المتحدة والسعودية كانتا على يقين بأن قوات “أنصار الله” يملكون القليل من الأسلحة وكانتا تظنان بأن “أنصار الله” سوف يستنزفون كافة أسلحتهم في هذه الحرب وكانتا على اعتقاد بأنه باستطاعتهما نزع سلاح “أنصار الله”.
وأضاف الدكتور “زارعي”، أن أحد مبررات وأهداف أولئك المجرمين من شن حربهم الوحشية على اليمن، هو خلق حرباً بين الشيعة والسنة في ذلك البلد وذلك لأن المجتمع اليمني يعتبر مزيج من السنة والشيعة الزيدية.
ولفت الخبير في شؤون الشرق الأوسط في جزء آخر من خطابه إلى المعارك على الأرض، قائلا: “في الواقع، لقد قالوا بأنهم سوف يقومون بتدمير كافة المقاتلات والطائرات الحربية اليمنية وسيعملون على الاستيلاء على المجال الجوي اليمني وتحويل ساحة المعركة لصالح التحالف السعودي الأمريكي”. مضيفاً: “إن السعوديون أعلنوا بأنه بمقدورهم تشكيل تحالف دولي مع الأمريكيين لكي يضفوا نوعاً من الشرعية على حربهم في اليمن”.
وبعد توضيح دقيق لمجريات الحرب السعودية الامريكية على اليمن، قال الدكتور زارعي: “لقد مرت الحرب اليمنية بالفعل بثلاث مراحل، ابتداءً بعاصفة الحزم ومرورا بإعادة الأمل وانتهاءً بالقيام بعمليات الحسم” وأضاف، قائلا: “إن الأمريكيون والسعوديون اضطروا إلى تغيير هدف الحرب في مرحلة عملية الحسم وهو ما يعني الاعتراف بفشل عملياتهم العسكرية”.
وأشار الدكتور زارعي إلى التعاون السري الذي كان قائماً بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وفرنسا وإسرائيل ضد الشعب اليمني، حيث قال: “إن أحد أساليبهم وأعمالهم الجديدة هو الكشف علناً عن هذا التعاون القائم بينهم والاعلان علناً عن هذه الشراكة وهذا التعاون، يعني بأن السعوديين لم يتمكنوا من فعل أي شيء بمفردهم”.
وفي اشارة الى النوايا الخبيثة لمجرمي الحرب الذين شنوا حرب وحشية ضد الشعب اليمني المظلوم، قال الدكتور “زارعي”: “لقد قالوا بأنه يمكنهم احتلال مدينة “الحديدة” وذلك بالاستعانة بنموذج حرب العراق ولهذا، فلقد أحضروا ستة جيوش مدربة والعديد من السفن الحربية إلى البحر الأحمر للبدء باحتلال هذه المدينة اليمنية وظنوا بأن قواتهم هذه ستخيف أنصار الله”.
وتابع الخبير الإقليمي، قائلا: ” لقد تمكنت قوات “أنصار الله” من تنفيذ العديد من العمليات الناجحة واستطاعت فرض حصار مطبق على القوات المعادية وبث الخوف في قلوبهم واليوم، عندما يقصف الأمريكيون مدينة “الحديدة”، نرى بأن الكثير من القتلى هم من جنودهم المرتزقة”. مضيفا: “بأن قوات “أنصار الله” لم تُهزم حقاً وذلك لأن الاوضاع الميدانية تثبت بما لا تدع مجالا للشك بأن قوات “أنصار الله” قاموا بتسديد ضربات عسكرية موجعة وغير مسبوقة للقوات الامريكية في مدينة “الحديدة” وهذا الامر أدى إلى مقتل عدد كبير من الأمريكيين خلال الأسبوعين الماضيين”.
وفي جانب آخر من خطابه، أشار الدكتور زارعي إلى تطلعات الشعب اليمني من جمهورية إيران الإسلامية، حيث قال: “من بين المؤامرات التي تفنن أولئك المجرمين في حياكتها، هو قولهم بأنهم استطاعوا منع وصولنا نحن الإيرانيين إلى الشعب اليمني وذلك حتى يتمكنوا من تنفيذ أهدافهم ولكننا يجب علينا أن نتعاطف دائمًا مع اليمنيين ويجب علينا مواساتهم ودعمهم في صُحفنا وفي وسائل إعلامنا”. وأضاف: “إن دعمنا للشعب اليمني سوف يرفع من معنوياتهم ويجب على من هم في مراكز صنع القرار أن يتخذوا بعض القرارات لسد الافواه القذرة للسعوديين والأميركيين”.
وفي نهاية خطابه، قال الدكتور “زارعي”: “لا ينبغي أن يُترك اليمن وحيداً وإنما يجب إعطاءه الكثير من الاهتمام ولهذا يجب على الشعب الايراني دعم أبناء اليمن وايصال المساعدات لهم من خلال التعاون مع الأحزاب والمنظمات غير الحكومية وحمايتها”.(الوقت التحليلي)