قصة صحفية/ وكالة الصحافة اليمنية
تحت أزيز الطائرات وضرباتها الجوية على مدينة الحديدة والقرى الساحلية البعيدة والقريبة من المدينة يذهب طلاب الثانوية العامة من أبناء المحافظة إلى المراكز الامتحانية التي حددتها اللجنة العليا للامتحانات لإتمام امتحاناتهم النهائية لنيل شهادة الثانوية العامة.
وأثناء شروع الطلاب في الإجابة على الأسئلة شنت طائرات التحالف غارات جوية متفرقة على مدينة الحديدة ما أثار الهلع والخوف في نفوس الطلاب والطالبات وأحدث إرباكا على مستوى أداء الطلاب واللجان المراقبة على سير العملية الامتحانية.
هلع القصف
الطالب (محمد شيوعي) – والاسم هنا مستعارا – من أبناء مديرية الحوك، تحدث لـ “وكالة الصحافة اليمنية” قائلا: “كنت قد شرعت في الإجابة على السؤال الثاني حينما بدأ تحليق الطيران على المدينة، غير أنني لم أُلْقِ له أي بال، وطمأننا المشرف على اللجنة أننا في حفظ الله ولا خوف من أي شيء فالأجل مكتوب”.
وأضاف شيوعي بالقول: “استمر التحليق لمدة تزيد عن نصف ساعة، حتى سمعنا صوت انفجارين متتاليين بالقرب من المركز، فانتفضت وزملائي من أماكننا هلعين من القصف، وأردنا الخروج ومغادرة الامتحان لكن المشرفين على الامتحان رفضوا إخراجنا وأعادونا إلى الكراسي وطمأنونا من جديد غير أننا أكملنا الامتحان ونحن خائفين”.
فشل كلوي
وقال للوكالة (يحيى سالم) والد إحدى الطالبات، وهو من سكان منطقة الربصة القريبة من طريق المطار، أن ابنته عادت إلى المنزل قبل صلاة الظهر وعلى ملامحها الخوف وبشرتها مصفرة ما اضطره لنقلها إلى مستشفى الثورة وإجراء الفحوص اللازمة لها ليتبين فيما بعد أنها تعرضت لصدمة خوف كبيرة كانت ستتسبب لها بالفشل الكلوي لو تأخرت في الوصول إلى المشفى.
وأشار سالم إلى أن ابنته رفضت الذهاب مرة أخرى إلى المركز الامتحاني لإكمال امتحاناتها النهائية في المرحلة المدرسية، لكنه قال سيذهب معها وينتظرها خارج المركز ليعيدها بعد الامتحان إلى المنزل في حال أصرت على عدم إكمال الامتحانات.
ضحايا مدنيين
ويعاني أبناء المدينة الساحلية منذ منتصف يوليو المنصرم من ضربات الطيران الذي يسيره التحالف لقصف المدنيين صباح مساء، وهو ما تسبب في مجازر عدة منها قصف قرية المنظر وأخرى في جولة يمن موبايل واستهداف مخيم للنازحين بالقرب من الدريهمي واستهداف حي سكني داخل المدينة.
هذا الاستهداف أجبر الأهالي على النزوح إلى صنعاء وإب والمحويت فنزح الكثير من طلاب الثانوية من أبناء الأسر النازحة ما شكل معاناة لهم عملت، اللجنة العليا للامتحانات على تفاديها فوجهت بامتحانهم في أي مركز ينزحون إليه.
معاناة فرضها الحصار والحرب على أبناء المحافظة الأكثر فقرا وسائر المحافظات، ليس لأي شيء سوى لتمرير مشروع غربي صَعُبَ على اليمنيين استساغته بما يحملونه من ثقافة استمدوها من تعاليم الله وهدْيِهِ في كتابهِ الذي نزل به روح القدس.