متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//
اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي “تعسفياً” عشرات النساء والفتيات من قطاع غزة، دون الكشف عن مكان وجودهن، أو التهم التي يواجهنها، بحسب شهادات لموقع “ميدل إيست آي ” البريطاني.
وشنَّ الاحتلال الإسرائيلي، منذ أواخر أكتوبر 2023، عدواناً برياً على قطاع غزة، اعتقل خلاله مئات المدنيين من منازلهم أو أثناء نزوحهم على طريق أعلنه الجيش جزءاً من “ممر آمن”.
ووفقاً للتقرير الذي نشره موقع “ميدل إيست آي”، في 11 ديسمبر 2023، فقد أطلق جيش الاحتلال سراح البعض بعد الاستجواب، لكن نقل العديد منهن إلى أماكن غير معلنة، بما في ذلك الأمهات اللاتي فصلن عن أطفالهن واحتجزهن.
وفي 10 ديسمبر، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية، أنَّ ما لا يقل عن 142 أسيرة- من بينهن نساء كبيرات وأطفال- محتجزات حالياً في السجون الإسرائيلية.
وحذرت الهيئة في بيان مشترك مع نادي الأسير الفلسطيني من ارتكاب “جرائم مروعة” بحق الأسيرات.
وأضافت أن الأسيرات تعرضن للاعتقال أثناء نزوحهن قسراً مع عشرات الآلاف من الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه عبر طريق صلاح الدين.
وتعرضت النساء للتوقيف عند حاجز أقامه جيش الاحتلال الإسرائيلي على الطريق، ونُقلِن إلى عدة سجون، بما في ذلك “الدامون” و”الشارون”.
وقالت انشراح الشيخ، قريبة لإحدى المعتقلات، لموقع “ميدل إيست آي”، إنَّ ابنة عمها، أسيل “19 عاماً”، احتُجِزَت في سجن الدامون.
وأوضحت الشيخ أنَّ “أسيل كانت مع والدتها وشقيقها المصاب واثنين من أشقائها الأصغر منها”.
وتابعت: “عندما أُوقفَت ظنت أنَّ ذلك بسبب مشكلة في أوراقها، وأنهم سيحققون معها فقط، لكنها لم تعد ولا توجد أخبار عنها”.
وأضافت أنَّ بعض النساء المحتجزات كنَّ يسافرن جنوباً مع أطفالهن، ولكن بدون أزواجهن.
وقالت: “كانت إحدى النساء متجهة نحو خان يونس عند اعتقالها، والآن أطفالها الصغار تُرِكوا بمفردهم، وهم مجرد أطفال صغار”.
واعتُقِلَت امرأة أخرى تعمل لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واقتيدت إلى مكان لم يُكشَف عنه.
وصرَّحت الشيخ لموقع “ميدل إيست آي”: “ما زلت لا أعرف إلى أين أخذوها، وليس من الواضح حتى ما إذا كانت قد نُقِلَت إلى السجن أم لا”.
“الاحتجاز والضرب والتهديد بالاغتصاب“
قالت سهير البرغوثي (65 عاماً)، وهي فلسطينية أُطلِق سراحها من السجن الشهر الماضي، إنها شاهدت ما لا يقل عن 10 معتقلات يصلن من قطاع غزة إلى السجن قبل إطلاق سراحها.
وكشفت البرغوثي عن أن إدارة سجون الاحتلال أبلغت الأسرى بأنهم ممنوعون من التحدث مع القادمات من غزة أو الاقتراب من قسمهن.
وتتذكر قائلة: “تمكّنا من رؤيتهن من خلال شق صغير في باب القسم، كُنَّ مكبلات الأيدي ويرتدين الزي الرسمي لإدارة السجن، وكان السجانون يعاملونهن بقسوة ويدفعونهن بالقوة إلى قسمهن الجديد”.
وروت: “كنت أحمل معي ملابس إضافية للسجينات اللاتي أُطلِق سراحهن في صفقة [تبادل الأسرى]. وتظاهرت بالذهاب للاستحمام، وعندما كان حارس السجن بعيداً نظرت من النافذة الصغيرة في الباب وناديت الأسيرات همساً، وأعطيتهن الملابس وسألتهن عن اعتقالهن”.
وبحسب البرغوثي، فصل الجنود بعض النساء المعتقلات عن أطفالهن، وأجبروهن على تركهم رغم صغر سنهم.
ورأت إحدى النساء المعتقلات صبياً يبلغ من العمر 13 عاماً يعبر الشارع، وطلبت منه أن يأخذ أطفالها معه، قبل أن تقتادها القوات الإسرائيلية بعيداً.
وقالت البرغوثي أيضاً إنَّ المعتقلات تعرّضن لمعاملة وحشية، بما في ذلك الضرب والتهديد بالاغتصاب ونزع الملابس والحجاب والشتائم والحرمان من الطعام.
وأضافت: “أخبرتني إحداهن وهي تتألم أنَّ الجنود أطلقوا عليهن الكلاب البوليسية لنهش أجسادهن، وجاء اعتقالهن فيما يُسمَّى بالممر الآمن الذي لم يكن آمناً على الإطلاق”.