تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
تكمل الحرب على غزة يومها الـ80 وسط مظاهرات عالمية منددة باستمرار المجازر الصهيونية، تحت مبرر “القضاء على حماس”، التي لا يزال مقاتلوها في الميدان، وفيما تتصاعد أعداد الضحايا من الأطفال والنساء وتدمير المزيد من الأحياء والمنازل، تتواصل خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي في أرواح مقاتليه وفي معداتهم المستهدفة بقذائف المقاومة مع كل توغل ضمن الحرب البرية في القطاع.
ووسط محاولات كبيرة من قبل “حكومة نتنياهو” للتعتيم على هذه الخسائر أو التقليل منها، يقوم الإعلام العبري بكشف معاناة قوات الاحتلال بما يتوافق مع تصريحات ناطق المقاومة أبو عبيدة، أو بالإحصائيات التي تقدمها المقاومة مع نهاية كل يوم أو بشكل أسبوعي.
بحسب صحف عبرية حظرت الرقابة العسكرية الصهيونية، وسائل الإعلام العبرية، من التغطية الإعلامية للعدوان على غزة، أو نشر قضايا والتعامل معها دون الحصول على موافقة مسبقة من الرقيب العسكري الإسرائيلي.
وتضمنت تلك التحذيرات “موضوعات محظورة على الإعلام العبري، دون موافقة الجيش، أهمها حظر نشر أي معلومات شخصية عن الأسرى الصهاينة، وأي مواقف للحكومة الإسرائيلية تتعلق بالمفاوضات الرامية للإفراج عنهم، بالإضافة إلى عدم نشر أي تفاصيل عن الهجمات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية التي تصيب مواقع حساسة في “إسرائيل”.
وفيما يبدو أن وسائل الإعلام العبرية خضعت لضغوطات كبيرة في هذه المسالة، فبين عامي 2011 و2016، تم حظر نشر نحو 2000 مادة إعلامية من الرقابة العسكرية الإسرائيلية، بحسب تقرير لـ”الحركة من أجل حرية المعلومات” الإسرائيلية، وقامت بتعديل نحو 14 ألف مادة إعلامية لكي تكون “صالحة للنشر من ناحية أمنية”، وتشكل المواد التي تم حظرها أو تعديلها نحو 20% من المواد الإعلامية.
الحقيقة لا أكثر
إلا أنه مع تصاعد خسائر الكيان الصهيوني في العدوان على غزة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، لم تجد وسائل إعلام العدو بدا من تناول هذه الخسائر ولو بشكل نسبي، فصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، كشفت عن خسائر كبيرة تكبدها جيش الاحتلال، خلال الهجوم الأول في عملية “طوفان الأقصى”، فضلا عن المعارك الدائرة ضمن العدوان البري على غزة.
وأوضحت الصحيفة، أن “لواء نخبة المشاة “ناحال”، فقط في الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى، فقد هرمه القيادي، وهم قائد اللواء وقائد وحدة ونائب قائد وحدة وقائد إحدى السرايا الثلاث التابعة للواء، كما أنه خسر 14 مقاتلا في المعارك”.
وخسر الاحتلال حتى الآن منذ عملية طوفان الأقصى، ثلاثة قادة ألوية، وأربعة من قادة الكتائب برتبة مقدم، وضباط كبار في الجيش من الرتب الكبيرة ما بين مقدم وعميد.
وأشارت إلى أن الكتيبة 13 من لواء غولاني، وهو نخبة النخبة بجيش الاحتلال، تعرض لضربة قوية على المستوى القيادي، حيث خسر قائده والعديد من عناصره خلال المعارك، خاصة في الشجاعية.
أما على صعيد الضباط الكبار، الذين قتلوا مع بدء الغزو البري، فقالت الصحيفة، إن قوات الاحتلال خسرت قائد الكتيبة 53 للواء 188 في سلاح المدرعات وهو برتبة مقدم. وأشارت إلى إصابة قائد الكتيبة 12 في لواء غولاني، والذي جرى استبداله، ليصاب القائد الجديد كذلك بنيران المقاومة.
ومن أبرز من خسرتهم قوات الاحتلال، قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة، وقائد الوحدة متعددة الأبعاد والقائدان يحملان رتبة عقيد. ولفتت إلى مقتل كل من قائد الكتيبة 481 وهو برتبة مقدم، ومقدم من وحدة شايطيت 13 للكوماندوز البحري، ونائب قائد وحدة ماغلان للكوماندوز برتبة رائد، ورائد آخر بوحدة ماغلان.
إعاقات دائمة
القناة 12 العبرية كشفت عن ادراج الآلاف من جنود جيش الاحتلال في قائمة أصحاب الاعاقات الدائمة منذ بدء الحرب على غزة، وقالت القناة إن قوات الاحتلال “صنفت ثلاثة آلاف من جرحى حرب السيوف الحديدية على غزة بأنهم أصحاب إعاقات دائمة”.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، نقلت تصريحات لقادة جيش الاحتلال، عبروا فيها عن دهشتهم من التشكيلات والخطط العسكرية، ومستوى التنظيم الذي تنفذه كتائب القسام على الأرض في خانيونس، وأضافت نقلا عن تلك القيادات” إنه تشكيل حربي كامل ومنظم، وراءه تفكير عسكري كبير، يربط الخنادق بالأنفاق، ووسائل قتالية محصنة على الأرض، ونقاط مراقبة، وإطلاق نار، وقنص من أماكن مرتفعة”.
حالات نفسية
تأثير الحرب على جنود الاحتلال لم يقتصر في صعوبة المواجهة مع المقاومة الفلسطينية، بل وصل تأثير الاستبسال في الدفاع عن قطاع غزة وفلسطين إلى حد المعاناة النفسية لدى جنود الاحتلال، حيث قرر قسم التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي، “إطلاق برنامج لمساعدة الجنود الذين يعانون من الاضطرابات النفسية بسبب الحرب في غزة”.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، أمس الأحد، نقلا عن مسؤولين بـ”قسم التأهيل”، إنه “سيتم تشكيل فرق من ممرضين، وأطباء نفسيين، يستطيعون التعامل مع الميول الانتحارية من أجل إجراء تقييم للجنود الذين يعانون من اضطرابات نفسية”.
وأضافت يديعوت أحرنوت أن “الحرب على غزة تفرض ثمنا باهظا لا يطاق في الأرواح، والإصابات الجسدية، والاضطرابات النفسية، خصوصا بين المعاقين من جنود جيش الاحتلال”.
ووفقا للصحيفة سيبدأ البرنامج الجديد أعماله في فبراير المقبل، وسيشمل الجنود الذين يتلقون العلاج من حروب “إسرائيل” السابقة على غزة ويبلغ عددهم فوق الـ13500 جندي، وفق الصحيفة العبرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن 2800 جندي دخلوا إلى قائمة إعادة التأهيل النفسي بيهم 3% يعانون من حالة خطيرة، و18% من مشاكل عقلية بسبب “إجهاد ما بعد الصدمة”.
فشل استخباراتي
ووصفت صحيفة “معاريف” العبرية تقريرا أشارت فيه إلى فشل استخباراتي جديد، يُضاف إلى فشل الجيش الاستخباراتي الذي أسفر عن عملية هجومية لـ حماس “طوفان الأقصى” استطاعت خلالها قتل العديد من الجنود الصهاينة وأسر الكثير ممن سلموا أنفسهم، هذه المرة تصدر مشهد الفشل الاستخباراتي الحالة الصحية للقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف.
صحيفة “معاريف” كشفت في تقريرها المعنون بـ”فشل آخر لنجوم المخابرات؟” زعمت فيه العثور على مقاطع فيديو يظهر فيها القائد العام لـ”كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس محمد الضيف، وهو يمشي على قدميه، وبحالة أفضل بكثير من التقديرات الاستخباراتية في الاحتلال الإسرائيلي حول صحته.
واضافت أن “إسرائيل” وفي إطار عملية جمع المعلومات الاستخباراتية في قطاع غزة، عثرت على عدة مقاطع فيديو حديثة يظهر فيها الضيف، حيث شوهد في أحدها وهو يمشي على قدميه”.
وقالت الصحيفة العبرية: “يبدو من مقاطع الفيديو أن حالة الضيف أفضل بكثير مما تم تقديره استخباراتيا في “إسرائيل”، بعد سلسلة طويلة من الهجمات ومحاولات اغتيال”.
وذكرت أنه “حتى اكتشاف هذه الفيديوهات”، كانت تقديرات الاحتلال أن الضيف “يتنقل في سيارات الإسعاف، ويستخدم الكراسي المتحركة، ويعاني من صعوبات وظيفية كثيرة”.
وسبق أن ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، أنه فيما لا يُعرف سوى القليل عن الضيف، إلا أن التقارير المتكررة في الكيان الاحتلال الإسرائيلي، تزعم، منذ أكثر من عقد، إن قائد “القسام” فقد ساقيه وذراعه، نتيجة غارة جوية إسرائيلية، في واحدة من حوالي سبع محاولات إسرائيلية فاشلة لقتله.
أخر أخبار الصحف العبرية كان تقديرا لعدد إصابات جنود الاحتلال الإسرائيلي والذي قدرتهم بـ 5 ألف جندي منذ 7 أكتوبر الماضي، بينهم أكثر من 2000 تم الاعتراف بهم رسميا كمعاقين.
أرقام فلكية
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “الأرقام التراكمية منذ 7 أكتوبر هي أرقام فلكية: أكثر من 5000 جندي جريح وصلوا إلى المستشفيات، وأكثر من 2000 تم الاعتراف بهم رسميًا على أنهم معاقون في الجيش وتم استقبالهم من قبل وزارة الدفاع”.
وأضافت أن من بينهم أيضا “1000 جريح من الجنود النظاميين، لذلك يتم توفير الرعاية لهم من قبل الجيش الإسرائيلي”.
ونقلت الصحيفة عن “ليمور لوريا”، رئيسة قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع الإسرائيلية قولها: “لم نمر قط بأي شيء مماثل لهذا. أكثر من 58% من الجرحى الذين نستقبلهم يعانون من إصابات خطيرة في اليدين والقدمين، بما في ذلك تلك التي تتطلب عمليات بتر”. وتابعت “لوريا”: “حوالي 12% منها عبارة عن إصابات داخلية – الطحال والكلى وتمزق الأعضاء الداخلية هناك أيضًا إصابات في الرأس والعين”.
وزادت المسؤولة أن هناك “حوالي 7% مصابون نفسيا، وهو رقم نعلم أنه سيرتفع بشدة، لأن الافتراض هو أن كل جسد مصاب هو أيضًا مصاب نفسيا، وأيضًا لأن الإصابات النفسية يتم اكتشافها دائمًا بعد أشهر أو أكثر من الحرب”.
يشار أن حصيلة قتلى الجنود الإسرائيليين منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي بلغت 420، بحسب إحصاءات رسمية صادرة عن مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي.
الخسائر المادية