المصدر الأول لاخبار اليمن

ميدل إيست آي: زعماء أوروبا مستمرون بدعم الإبادة الجماعية في غزة

متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

منذ 7 أكتوبر، اتخذت أوروبا خطوة إلى الأمام من خلال تمكين الإبادة الجماعية في غزة كشكل من أشكال التكفير عن تاريخ الإبادة الجماعية الخاص بها، حتى لو كان ذلك يتطلب قمع المعارضة والاحتجاجات وحرية التعبير، بل وحتى حظر أي عمل للتضامن مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لكل ما هو وحشي في غزة والضفة الغربية منذ ذلك الوقت.

الباحث في سياسات الشرق الأوسط إميل بدارين يلقي الضوء على استمرار اصطفاف زعماء الاتحاد الأوروبي مع حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة منذ ما يقرب من 3 شهور.

 

تبرير الإبادة الجماعية

ويقول بدارين، في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” ، إن تصوير أوروبا المقاومة الفلسطينية على أنها تجسيد للشر النازي، وخدعة لتبرير الإبادة الجماعية، وتمشيا مع تاريخها الطويل من العنف الاستعماري الهيكلي.

ويضيف: منذ زمن طويل، أرست إسرائيل البنية التحتية المفاهيمية والعنصرية والمكانية للتطهير العرقي والإبادة الجماعية، خاصة طوال عقود “عملية أوسلو للسلام”، بدعم مباشر من الغرب، لكن منذ 7 أكتوبر تم تجاوز تلك العتبة عندما شرعت إسرائيل في تنفيذ “حالة إبادة جماعية نموذجية” وتطهير عرقي بحق 2.3 مليون شخص في غزة، وهي عملية تتكشف أيضًا في الضفة الغربية.

وعلى النقيض من عمليات الإبادة الجماعية السابقة التي ارتكبها الاستعمار الاستيطاني الأوروبي، فإن الإبادة الجماعية التي تتكشف في غزة يتم بثها مباشرة ويشهدها الجميع.

 

غطاء دبلوماسي وإعلامي للإبادة

لذلك، بالإضافة إلى النوايا والقدرات العسكرية، تتطلب الإبادة الجماعية غطاء دبلوماسيًا وقائيًا وإعلاميًا/دعائيًا، وهو ما قررت أوروبا، بجانب الولايات المتحدة، توفيره للاحتلال الإسرائيلي، كما يقول الكاتب.

ويؤكد بدارين أن الاتحاد الأوروبي أظهر لا مبالاة تقشعر لها الأبدان تجاه الجرائم المستمرة ضد الإنسانية في غزة، وامتنع عن إدانة هذه الجرائم، ناهيك عن وقفها، لأنها ارتكبت ضد “عرق أدنى” من جانب إسرائيل، وهي امتداد استعماري استيطاني لأوروبا.

وبعد ما يقرب من ثلاثة أشهر من الأعمال الوحشية المتواصلة، يواصل الاتحاد الأوروبي رفض الدعوات إلى وقف إطلاق النار لوقف الإبادة الجماعية المستمرة، يقول الكاتب.

 

رفض وقف الحرب

ففي اجتماعه الأخير بين 14 و15 ديسمبر الجاري، أعاد المجلس الأوروبي، المسؤول عن تحديد سياسات الاتحاد الأوروبي، التأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي الثابت لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل بحجة “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، مع إضافة إضافات عامة ومثيرة للشفقة في بعض الأحيان. مثل “بما يتماشى مع القانون الدولي” وتسليط الضوء على “أهمية” حماية المدنيين.

وجاء قرار المجلس الأوروبي سريعًا لتقليل التأثير الرمزي للدول السبع عشرة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي دعمت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة غير الملزم بشأن “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”، والذي تم إقراره بأغلبية ساحقة في 12 ديسمبر.

وفي مقال مشترك نُشر في 16 ديسمبر، أعلن وزيرا خارجية ألمانيا والمملكة المتحدة – اللذان امتنعا عن التصويت على قرار الأمم المتحدة المذكور أعلاه – صراحةً أنهما “لا يؤمنان” بوقف عام وفوري لإطلاق النار الآن.

 

التجريد والتضليل

ويقول الكاتب إن أوروبا تستخدم التجريد الحالي من الإنسانية والتضليل الإعلامي للفلسطينيين بشكل متحرر لتعزيز السرد الجيوسياسي للعمل الغربي الجماعي ضد البقية، وهو السرد الذي تبلور بقوة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

فأثناء إعلانها أن “أوروبا تقف إلى جانب إسرائيل”، نشرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بلا خجل معلومات مضللة وادعاءات لا أساس لها من الصحة (نوع الأفعال التي يدعي الاتحاد الأوروبي مكافحتها وتجريمها) مثل “حرق الناس أحياء” و”حرق الناس أحياء”. “تشويه الأطفال وحتى الرضع” في 7 أكتوبر.

ولا يزال مثل هذا التشهير ضد الفلسطينيين يُنشر على الصفحة الرئيسية للجنة، على الرغم من فضح زيفه على نطاق واسع، حتى من قبل المصادر الإسرائيلية، كما يقول بدارين.

 

تصوير الفلسطينيين كنازيين الجديد

ويعتبر الكاتب أن كبار زعماء الاتحاد الأوروبي تحالفوا عمداً مع خطاب الإبادة الجماعية الإسرائيلي الذي يصور الفلسطينيين على أنهم “نازيون” أو “نازيون جدد”.

وقد أثارت فون دير لين ذكرى الفظائع النازية ضد المواطنين اليهود الأوروبيين، وزعمت أن إسرائيليين قتلوا في 7 أكتوبر “لأنهم يهود” وبسبب “الشر القديم” داخل الفلسطينيين، والذي يذكرنا “بأحلك ماضي” أوروبا.

ويعتبر الكاتب أن هذا التلفيق لا يتجاهل عمدًا حقائق الصراع الاستعماري الاستيطاني المستمر منذ 140 عامًا بين السكان الأصليين في فلسطين والمستوطنين الأوروبيين الصهاينة، ولكنه يقدم أيضًا الفلسطينيين على أنهم ورثة معاداة السامية الأوروبية العميقة الجذور.

ويتم تصوير الوجود الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية على أنها تجسيد للشر النازي في أوروبا.

ويضيف: بالنسبة للاتحاد الأوروبي فإن هذا الوجود يشكل حجر عثرة في طريق خلاص أوروبا، وهو تذكير مستمر بما حاولت أوروبا أن تنساه بحثاً عن التكفير عن العنف القاتل الذي ارتكبته ضد مواطنيها اليهود الأوروبيين.

ويخلص الكاتب إلى أن تجاور الحاضر الفلسطيني مع ماضي أوروبا بات يشكل حيلة لتبرير تواطؤ الاتحاد الأوروبي في حرب الإبادة الجماعية الرامية إلى إبعاد النضال الفلسطيني عن الطريق.

قد يعجبك ايضا