المصدر الأول لاخبار اليمن

تقرير : نازحو غزة.. ظروف معيشية مميتة وسط مجاعة مستمرة

متابعة/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

سلطت الصحفية غير المقيمة بالمركز العربي في واشنطن، يارا عاصي، الضوء على ظروف النازحين داخليا في غزة بعد تدمير أغلب مساكن القطاع، واصفة الظروف المعيشية التي تنتظرهم عام 2024 بأنها “مميتة”.

وذكرت يارا، في مقال نشره  موقع المركز، أن الإحصاءات تشير إلى أن سكان قطاع غزة يبلغ عددهم 2.2 مليون نسمة، بينهم 80% مسجلون بالفعل كلاجئين منذ عام 1948، واليوم ينزح 85% على الأقل من أحفادهم داخل القطاع نفسه.

 

وأضافت أن صور غزة تظهر حجم الدمار الشامل الذي تسبب فيه العدوان الإسرائيلي، فقد تم تدمير أغلب المباني السكنية والمدارس والمتاجر والمرافق الصحية، وبالتالي لن يكون لدى أغلب سكان غزة، الذين أجبروا على الفرار من منازلهم منذ 7 أكتوبر، ما يعودون إليه إذا تمكنوا أصلا من تجنب التعرض للقتل بسبب القصف أو العدوى أو المجاعة.

ولا يوجد طريق سهل أمام سكان غزة حتى لو توقف القصف الإسرائيلي غدًا، وليس هناك ما يشير إلى أن ذلك سيحدث في أي وقت قريب، بحسب يارا، مشيرة إلى أن التقارير الواردة من عمال الإغاثة على الأرض ترسم صورة مروعة للملاجئ القليلة التي لا تزال عاملة، مع اكتظاظ كبير ونقص في المياه والغذاء والوقود والرعاية الطبية ومرافق الصرف الصحي.

 

فمعظم سكان غزة يعانون اليوم من “مجاعة”، حيث أفاد العديد منهم أنهم بالكاد يستطيعون تناول وجبة واحدة في اليوم، وتُجبر النساء الحوامل على الولادة في ظروف غير صحية، وأحيانًا دون الحصول على مسكنات الألم أو حتى الوصول إلى أخصائي طبي.

وتؤكد يارا عاصي أن هذه الظروف المروعة، إلى جانب انهيار النظام الصحي في غزة وضعف الحالة البدنية للناجين، تخلق بيئة مثالية لانتشار الأمراض المعدية، والتي يتوقع بعض الخبراء أنها يمكن أن تقتل عددًا أكبر بكثير من ضحايا الغارات الجوية في الأشهر المقبلة.

وتشكلت تجمعات ضخمة للنازحين في جميع أنحاء جنوب القطاع، حيث تتجمع العائلات الممتدة في خيام صغيرة ومؤقتة في بعض الأحيان، ولم يتمكن بعض السكان من صنع أبسط الملاجئ إلا من الأخشاب والركام، ما جعلهم معرضين تمامًا للأمطار ودرجات الحرارة الباردة التي لا تطاق.

 

وتساءلت يارا: كيف ستعيش هذه العائلات في الأشهر المقبلة؟ وبصرف النظر عن التحديات التي تواجه مجرد بقائهم على قيد الحياة، لا تزال هناك أسئلة أكبر قائمة: أين سيذهب هؤلاء الناس؟ ومن سيدفع تكاليف إعادة بناء أنقاض منازلهم وأحيائهم؟ هل سيتمكنون حتى من اعتبار غزة وطنهم مرة أخرى؟

وأضافت أن مدراء العديد من الوكالات الإنسانية، الذين شهدوا في السنوات الأخيرة فظائع بأفغانستان وميانمار وسوريا وأوكرانيا واليمن، من بين مواقع أخرى للعنف الجماعي والحرمان، أفادوا بأن الظروف الإنسانية في غزة هي الأسوأ بين ما شاهدوه على الإطلاق، وتتطور بسرعة كبيرة.

ومن أجل مساعدة سكان غزة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة المقبول، تطالب منظمات الإغاثة باستثمارات كبيرة لم يتم تلبيتها بشكل كامل من قبل الجهات المانحة.

واختتمت يارا عاصي مقالها بالتشديد على أن الظروف التي يعيشها النازحون داخل قطاع غزة مروعة، بما في ذلك مئات الآلاف من الأطفال، وأن “تبرير مثل هذه الظروف من قِبَل أقوى دول العالم يشكل إدانة لمصداقية ما يسمى بالمجتمع الدولي، الذي أوضح باستمرار أن بعض الأرواح تستحق الحماية أكثر من غيرها”.

قد يعجبك ايضا