المصدر الأول لاخبار اليمن

استهداف إسرائيل لقادة قوة القدس في دمشق يجيز لها الرد من سوريا… فأي ردود لاجمه؟

تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

 

منذ ٢٠١٢ كسرت اسرائيل قواعد الاشتباك في الجولان، واسقطت اتفاقيات فصل القوات والهدنة وتدخلت بسفور في سورية وامنت وسلحت وطببت الجماعات الارهابية، واعلنت مرارا بالتظافر مع دول عربية واسلامية واطلسية شاركت في الحرب على سورية عزمها لأنشاء حزام امني في جنوب وغرب سورية، وواصلت اعتداءاتها على السيادة والجيش والبنى التحتية المدنية وعطلت مطاري حلب ودمشق واستهدفت مرفأ اللاذقية وطرطوس. ومازالت تستهدف مواقع للجيش ومواقع للحلفاء وتغتال كوادر فلسطينية وضباط مستشارين ايرانيين.

اسرائيل معتدية على السيادة والارض والجو وتضرب حيثما شاءت وقررت وسورية في حالة حرب..
سورية تعد بالرد في الزمان والمكان المناسبين. والحق انها منهكة بحرب عالمية عظمى مازالت جارية منذ ٢٠١١ واراضيها محتلة من التركي والامريكي والاطلسي ومن مجاميع الارهاب الاسود وقوى التقسيم وتقع الاعتداءات الاردنية وكلهم اسرائيليون في اهدافهم وتوجيههم ومهماتهم وتقاتلهم سورية كعملاء وادوات وحلفاء لإسرائيل وهي بذلك شريكا محوريا في جبهات العمل العسكري لمحور المقاومة التي اشعلت لإسناد غزة ونصرتها والجولان جبهة مفتوحة على توتر منخفض.

ولسورية الحق بالرهان على الزمن والتطورات والاحداث لتؤمن نفسها وتعد قوتها المولجة بالاشتباك مع الاسرائيلي لردعه ولتحرير الجولان وفلسطين التي هي جنوب سورية وسورية لم تفرط بهما ولن تفرط ابدا.

عملية الاغتيال الصاروخية لضباط مستشارين ايرانيين في المزة برغم ان وجودهم شرعي وبالاتفاق مع الحكومة الشرعية السورية يعتبر اعتداء على سورية وايران والمحور. ومن حقهم الرد. وايران سترد حتما.

من المفترض ان يكون الرد هذه المرة من الاراضي السورية التي استباحها الاسرائيلي وتطاول كثيرا. ولايران والفصائل وجود وسلاح وقدرات في سورية بات لزاما تفعيلها ويمكن تفعيلها والرد الحازم واللاجم برشقات صاروخية وبالطائرات المسيرة بوجبات كثيفة واستهداف بنى وقواعد عسكرية ومدنية ومطارات وممكن تنسيق النيران بين لبنان وسورية والعراق لتدمير او تحرير مرصد جبل الشيخ وتل الفرس في الجولان. فبعد تدمير قاعدة ميرون وقاعدة القيادة الشمالية في صفد ردا على اغتيال العاروري والطويل يستوجب رفع وتيرة الضربات والاهداف، وربما اغتيال قادة ومؤثرين في “اسرائيل” واستهداف عمقها ومدنها. والمطلوب سوق الاسرائيلي للمواجهة في ملعب المقاومة  بتفعيل تكتيكات الاغارة والكمائن والعبوات والصليات الصاروخية واتصالها وتواصلها بين الجنوب والجولان لتصير ساحة اشتباك واحدة.  فالرطل بدون رطل ونص.

واذا كان الرد العاصف بقصد لجم الاعتداءات بات ماسا ومن غير المستبعد ان يؤدي الى جولة من التقاصف وربما الاشتباكات والهجمات ويفرض ايام قتالية؟ فليكن وقبل فوات الاوان. والا فإسرائيل المهزومة في غزة والمازومة بنيتها وجيشها والمرتهبة من جبهة الجنوب قد تلوذ تنفيسا لأزماتها واحتقاناتها في تعميق وتوسيع الاعتداءات على سورية والتعامل معها كجبهة رخوة لفش الخلق. وقد يكون التهويل على لبنان لدوام استهداف سورية.

واذا كان مفهوما ان سورية  لا تستعجل حرب استنزاف بسبب اوضاعها برغم انها استاذ حروب الاستنزاف. وقد خاضتها بعد حرب ال١٩٦٧ وحرب ١٩٧٣ وحققت فيها انجازات مرموقة الا ان ظروفها الراهنة تجعلها مضطرة لكسب الوقت الى حين استكمال عدتها لخوض الحرب العاصفة عندما تفرض عليها او يقررها محور المقاومة لتحرير فلسطين. وعندها ستقاتل بكفاءة وبكل قدراتها فجولانها محتل وفلسطين جنوبها.

حتى تصبح سورية قادرة على رد الاعتداءات وكسر الأذرع الاسرائيلية التي تتطاول عليها يبقى من حق ايران والفصائل التي تستهدف في سورية وعاصمتها وارقى احيائها. الرد ومن سورية على استهدافها في سورية.

فالمؤشرات والوقائع تتقاطر لتؤكد ان الحرب الجارية مكتوب لها ان تكون هي حرب تحرير فلسطين. فإسرائيل اعلنتها حرب وجود وتحاول توسيعها، وقد يقامر نتنياهو ويرتكب حماقات هربا من ثقل هزيمة غزة وعلى محور المقاومة ان يتحسب وان يستعد لتكون جبهة الجولان اهم الساحات لتقرير مستقبل الحرب وزمن تحرير فلسطين وسيناريوهاتها.

 

كاتب ومحلل سياسي.

قد يعجبك ايضا