واشنطن/وكالة الصحافة اليمنية//
رأى موقع “ذا انترسبت” الأمريكي في تحليل نشره حول الأحداث في البحر الأحمر، أنّ الولايات المتّحدة وضعت نفسها أمام هزيمةٍ جيوسياسية ، حيث أنّ ضرباتها الجوية لا توقِف الصواريخ من اليمن ولا تخفف من اضطرابات الاقتصاد العالمي.
وتساءل الموقع قائلا: في ظل التصعيد القائم في البحر الأحمر.. كيف نجحت صنعاء في تقويض سلطة وهيمنة الولايات المتّحدة على الملاحة الدولية، وماذا عن التكلفة الباهظة التي تتكبدها واشنطن وأوروبا؟
وأوضح الموقع إن معركة البحر الأحمر التي أعلنتها القوات المسلحة اليمنية، لمساندة غزة، تُكبد أمريكا وأوروبا ثمنًا سياسياً واقتصادياً باهظاً، فما خيارات الولايات المتّحدة في معركة البحر الأحمر وأي تبعات لها على الاقتصاد الأوروبي؟ وهل من مخاطر في تحولها إلى حربٍ إقليميةٍ شاملة؟
وقال الموقع إنّ اليمن فرض حصاراً جيوسياسياً على بايدن، إذ إنّ تصعيد ضربات واشنطن الجوية ضد اليمن سيزيد اضطرابات الشحن العالمية، ما سيؤدي إلى نتائج عكسية على صعيد تخفيف التداعيات الاقتصادية ويفاقم خطر اندلاع حربٍ اقليميةٍ شاملة، أمّا أيّ تفاوضٍ أو رضوخٍ للمطالب اليمنية فسيكون استسلاماً أميركياً أمام صنعاء.
وإلى جانب الثمن السياسي الباهظ الذي تتكبده أمريكا بفعل معركة البحر الأحمر، تواجه واشنطن أيضاً، استنزافاً لمخزونها من الأسلحة، بحسب ما ذكرته صحيفة “بوليتيكو” الأميركية.
وأوضحت الصحيفة أنّ “الجيش الأميركي يستخدم صواريخ باهظةً لإسقاط مسيّراتٍ رخيصة، ما دفع البحرية الأميركية إلى المطالبة بتمويلٍ إضافيٍ بمليارات الدولارات لتجديد مخزون الجيش من الذخائر وسط مخاوف من تحويلٍ للموارد الأميركية باتجاه عملية ردعٍ محتمَلةٍ في المستقبل مع الصين بشأن تايوان”.
تأثير معركة البحر الأحمر لا يقتصر على دولٍ بعينها، بل يمتدّ إلى البنوك المركزية في أوروبا، بحسب موقع “بلومبرغ”، فالارتفاع الحالي لتكاليف الشحن وآلية نقل التكلفة إلى المستهلكين وسط بطء عبور الامدادات عبر البحر الأحمر، يؤثّران على معدّل التضخم الكلي في أوروبا، ولا سيّما في ظل ارتفاعٍ تخطى الـ 300% في أسعار شحن الحاويات من آسيا إلى أوروبا.