تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//
تستعد الولايات المتحدة لاستخدام حق النقض الفيتو للمرة الخامسة على التوالي ضد الشعب الفلسطيني خلال الجلسة التي من المفترض أن يعقدها مجلس الأمن الدولي الثلاثاء القادم لمناقشة مشروع قرار تقدمت به الجزائر.
ويعد عدد مرات استخدام “حق النقض” من قبل الولايات المتحدة، الأكثر من نوعه خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، منذ الـ7 من اكتوبر الماضي، كلها تهدف إلى حماية الكيان الصهيوني، واستمرار منحه الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من المجازر في قطاع غزة ورفح لاحقا.
تهديد امريكا باستخدام “الفيتو” يهدف اليوم إلى وأد مشروع قرار جزائري يُرجح أن يصوت عليه مجلس الأمن، الثلاثاء القادم، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، بل ونددت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة بإحالة النص إلى التصويت، ويرفض مشروع القرار “التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين” ويدعو إلى وضع حد لهذا “الانتهاك للقانون الدولي” وكذلك إلى إطلاق الأسرى.
وبحسب مراقبون فمنذ السابع من اكتوبر بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، تواجه أمريكا نقدا واسعا باعتبارها متواطئة في أمد الحرب، وتناقض مواقفها الداعمة للكيان بإبداء الحزن على مقتل المدنيين.

وإذا كانت هذه هي المرة الخامسة التي تستخدم فيها امريكا حق النقض خلال ثلاثة أشهر لصالح الاحتلال الإسرائيلي، فإن واشنطن بشكل عام، استخدمت “الفيتو” لحماية الكيان الذي كانت مصالحه حاضرة في التصويت الأمريكي، فمن بين 83 فيتو، كان 45 منها لعرقلة قرارات تدين إسرائيل- أي أكثر من نصف استخدام الولايات المتحدة الأمريكية- وحازت القضية الفلسطينية على نصيب الأسد من إجمالي القرارات، ولا تزال واشنطن من بين الخمس الدول المخولة بالتصويت أو النقض وهي روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، تعزز وقوفها إلى جانب “إسرائيل” وتمنع أي إدانة للكيان فيما يرتكبه من جرائم حرب في فلسطين المحتلة.
هذا الانحياز الكامل للاحتلال الإسرائيلي، يقابل بردود فعل دولية واستياء من دعم واشنطن للكيان، بالمال والأسلحة، وحمايته بكل الوسائل.
منظمة العفو الدولية أكدت أن واشنطن لا تعير حياة المدنيين في فلسطين أي أهمية، حيث قالت أنياس كالامار، الأمينة العامة للمنظمة ، تعقيبًا على استعمال الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض (الفيتو) ضد مشاريع قرارات في مجلس الأمن ، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار في فلسطين المحتلة مؤكدة إن أمريكا تظهر استخفافًا قاسيًا بمعاناة المدنيين في مواجهة عدد مخيف من القتلى ودمار واسع النطاق، وكارثة إنسانية غير مسبوقة تحدث في قطاع غزة.
وتابعت كالامار: “لقد استخدمت الولايات المتحدة الفيتو بشكل فاضح، وشَهَرَته كسلاح للاستقواء على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فقوّضت مصداقيته وقدرته على الوفاء بالتزاماته بموجب ولايته المتمثلة في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين”.
