تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
يمر لبنان والمنطقة بأخطر مرحلة في التاريخ، تتهدد كيانه ونظامه ومجتمعه ووحدته الوطنية مخاطر جمه وعاصفة.
العدو الإسرائيلي طامع بمياهه وثرواته وارضه وساع الى العبث باقستقراره ووحدته الوطنية بل بكيانه ونموذجه.
اضافت حرب ابادة غزة ومخطط تهجيرها خطرا داهما فان نجحت إسرائيل ستبادر الى تهجير فلسطيني الـ ٤٨ الى لبنان لتضيف على مشاكل اللاجئين الفلسطينيين والسورين مشاكل واعباء .
شكلت المقاومة منذ نشأتها عامل قوة ونجحت بتضحيات جسام وبدون تكليف الدولة او المجتمع الاعباء. واتمت تحرير الجنوب وشكلت قوة توازن منعت اسرائيل من استباحة لبنان. ونجحت في تصفية الارهاب في الجرود وامنت لبنان من مخاطره. ووظفت قدراتها خلف الدولة لتامين السيادة على البحر والثروات وتلتزم تامين السيادة على السماء وتحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والنقاط المتحفظ عليها برا وبحرا.
برغم ما تحقق للبنان من انتصارات وعنصر قوة نوعية استمرت الوحدة الوطنية مثلومه واللبنانيون منقسمون على المقاومة وعلى خيارات لبنان ودوره. ولم تتحد ارادتهم لتقرير جوهر المصلحة الوطنية العليا كهدف جامع للالتزام والعمل لتحقيقها.
زاد في الانقسامات توزع اللبنانيين ولاءات طائفية وسياسية وعقائدية وجهوية وتزيد خلافاتهم التي عطلت الاستحقاقات الدستورية ومعالجة الازمة الاقتصادية الاجتماعية المتفاقمة.
بينما المنطقة والاقليم يتحفز لإعادة هيكلة وانتاج نظم وجغرافية وتوازنات جديدة يستمر لبنان في حالة الفراغات وغياب التوافق الوطني ما يهدد دوره ومكانته وربما الكيان والنظام.
سيتقرر على نتائج حرب غزة اعادة صياغة الجغرافية والنظم في المنطقة والاقليم ولبنان ليس ببعيد عن تأثيراتها ونتائجها.
بادرت المقاومة لدوافع وطنية لبنانية وفي اولها حماية الكيان ومنع اسرائيل من العبث بالاستقرار والتوازنات الديمغرافية ولنصرة غزة بالاشتباك مع العدو الاسرائيلي وقررت ان تكون المشاركة في مساحات جغرافية وسكانية محدودة. واعلنت عدم رغبتها بالذهاب الى حرب التدمير المتبادل.
حققت مكاسب وقدمت تضحيات جسام والتزمت والزمت اسرائيل بقواعد ومسرح اشتباكات تحت سيطرتها.
نتائح إسناد غزة
من نتائج اسنادها لغزة تنهال العروض والاغراءات وتبذل الوساطات للتهدئة وتحقيق شروط لبنان بتحرير سمائه والافراج عن ثرواته واستعادة الاراضي المحتلة وتقدم العروض المغرية بما في ذلك تامين انجاز الاستحقاقات الدستورية ورفع الحصار الاقتصادي والمالي.
والحق يقال؛ انه لولا مشاركة المقاومة واسنادها لغزة لما اهتم احد بلبنان وازماته واستحقاقاته.
ترى المقاومة ان كل جهود وعروض الوسطاء تركز على تامين اسرائيل وتمكينها من غزة دون تقديم الضمانات الحقيقة لتامين المصلحة الوطنية اللبنانية بتحرير اراضيه وانتزاع حقوقه والتوقف عن ابتزازه
التزمت المقاومة بان تحقق مصلحة لبنان دون اي تفريط واشترطت وقف حرب غزة اولا للتثبت من نوايا اسرائيل وحقيقة مخططاتها.
فالمصلحة الوطنية العليا وحماية الكيان والبنية الاجتماعية وتامين فرص وشروط العبور الى حلول للازمة السياسية والاقتصادية الاجتماعية العنيفة التي تضرب لبنان تجعل من الضروري والمهم الالتفاف حول المقاومة في هذه الظروف وتفويت الفرص على العدو ومنعه من الاستثمار بالخلافات والتناقضات الداخلية وبين المكونات السياسية اللبنانية.
الالتفاف حول المقاومة
الالتفاف حول المقاومة ودرها في هذه الظروف يصلبها ويجعلها اقدر على الوفاء بوعودها والتزاماتها التي تعود بالنفع على جميع اللبنانيين وتصون الكيان وتؤمن استمراره.
الواجب يقتضي العمل بكل الوسائل وفي مختلف الاوساط لتعزيز اللحمة الوطنية لحماية لبنان وكيانه وتامين فرص تطوير نظامه.
فالالتفاف حول المقاومة في مهمتها الوطنية والقومية والانسانية والعقائدية لنصرة غزة ووقف مذبحتها يوفر الحجة والمزيد من الامكانات لمطالبتها بحشد قاعدتها الاجتماعية لتمكين الشعب والمجتمع من استعادة حقوقه المنهوبة وتطوير النظام وتوسيع دائرة المشاركة الشعبية عبر قوانين انتخاب عادلة لتحقيق صحة التمثيل ما يوفر الاممانات لمحاسبة المنظومة المحاصة والفاسدة التي نهبت البلاد والعباد.
وتاليا فمن واجب المقاومة بعد وقف الحرب اعطاء اهتمام اكبر ونوعي للأوضاع الداخلية والمساهمة الفاعلة في ايجاد الحلول والمخارج للازمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بلبنان وتهدد مستقبله.
فتطوير النظام وعصرنته ومحاربة الفساد والهدر وانجاز الاستحقاقات الدستورية واعادة تفعيل الدولة ومؤسساتها والعمل على تطبيق الدستور ومواده ومقدمته ووثيقة الطائف باتت ضرورة ملحة ومطلوب من المقاومة وقاعدتها الاجتماعية وتحالفاتها الانخراط بجهد وطني اجتماعي شامل لحماية البلاد من الازمات والمخاطر.
حوار واسع