في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، أمس الأربعاء، أن القوات الأمريكية تتواجد في جزيرة سقطرى اليمنية.
وقال المسؤول الأمريكي في تصريحات لقناة “سكاي نيوز عربية” التابعة للإمارات، أن الولايات المتحدة نصبت منصات دفاع جوي في جزيرة سقطرى تحسبا “لهجمات صاروخية قد يشنها الحوثيون”.
تصعيد التوتر
ويبدو أن التواجد العسكري الأمريكي في جزيرة سقطرى، قد يؤدي إلى تصعيد التوتر في طرق التجارة العالمية عبر المحيط الهندي وبحر العرب والبحر الأحمر، والتي تتمتع جزيرة سقطرى في اطلالة استراتيجية على تلك الممرات البحرية.
تحركات متسارعة
ويأتي الاعتراف الأمريكي بالتواجد العسكري في جزيرة سقطرى اليمنية، وسط تحركات عسكرية متسارعة شهدتها الجزيرة خلال الآونة الأخيرة، كان أخرها الكشف عن توجهات لفرض تواجد عسكري هندي في الجزيرة اليمنية. والتي سبقها الكشف عن قيام الإمارات بتوسيع منشآت عسكرية في جزيرة عبدالكوري وهي إحدى جزر أرخبيل سقطرى.
فرض الأمر الواقع على طرق التجارة
ولا يستبعد أن يكون هدف الخطوات الأمريكية هو السيطرة على طرق التجارة البحرية بقوة السلاح في ظل المنافسة الحادة القائمة بين الولايات المتحدة والصين، حيث سبق لخبراء دوليون وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسنجر، أن حذر من إمكانية اندلاع حرب عالمية محدودة بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة والصين وحلفائها من جهة أخرى، في البحر الأحمر، في حال خروج المنافسة بين الطرفين عن السيطرة.
نوايا قديمة
بينما تؤكد المؤشرات أن تواجد الولايات المتحدة العسكري، كان سابقاً لاعتراف المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية، خصوصاً أن هناك اعتقاد على نطاق واسع أن واشنطن ومعها بقية قوى الهيمنة الغربية كانت تستخدم الإمارات غطاء لأنشطة الغرب العسكرية في جزر وموانئ اليمن.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال اغفال النوايا الأمريكية القديمة في التواجد العسكري في باب المندب واحتلال جزر اليمن في البحر الأحمر والبحر العربي، حيث سبق لخبراء ومحللون استراتيجيون في مقدمتهم المحلل الاستراتيجي الراحل محمد حسنين هيكل، والذي قال أن حرب التحالف على اليمن لن تتركها الولايات المتحدة دون أن تحاول تحقيق حلمها في السيطرة على باب المندب وجزر اليمن، باسم “التحالف العربي” الذي تقوده واشنطن.