تحليل/ وكالة الصحافة اليمنية//
في وقت واحد.. اتخذ كل من رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، ورئيس “مجلس القيادة الرئاسي” الموالي للتحالف رشاد العليمي خطوة للخلف بعيداً عن الآخر، وبما ينذر بمرحلة جديدة من الصراع بين الطرفين خلال المرحلة القادمة.
حيث أعلن الزبيدي أمس الأربعاء تشكيل هيئة أركان لـ”القوات المسلحة الجنوبية” في نفس الوقت الذي اكد فيه العليمي خلال اجتماع مع قادة الفصائل العسكرية المضي قدما باتجاه دمج جميع المكونات العسكرية في مناطق سيطرة التحالف تحت كيان واحد.
ويبدو أن جمع الفصائل العسكرية تحت كيان واحد، قد يكون مؤشراً على مرحلة جديدة من الصراع والتشرذم بين المكونات التابعة للتحالف جنوب وشرق اليمن.
حيث يتكئ العليمي على دعم سعودي لتقليص مساحة حضور الفصائل الموالية للإمارات، منذ زيارة حضرموت في أكتوبر العام الماضي، وهي زيارة فتحت من وجهة نظر مراقبين، الباب على مصراعيه لمرحلة الصراع المباشر بين الرياض وأبوظبي في اليمن، ونقلت الخلاف بين الطرفين من الغرف المغلقة إلى العلن.
بينما يستند الزبيدي إلى قوة عسكرية في الميدان راكمتها الإمارات على مدى السنوات التسع الماضية جنوب وشرق اليمن، وهي قوة لا يبدو أن أبو ظبي على استعداد للتخلي عنها لصالح كيان موحد مع قوات حزب الإصلاح والفصائل التي أنشأتها السعودية في اليمن خلال العامين الماضين.
ومع الذكرى التاسعة لحرب التحالف على اليمن، يبدو المشهد أكثر تعقيداً بالنسبة لقوى التحالف، حيث لم يعد في جعبة تلك القوى أي جديد يمكن أن تضيفه للواقع، باستثناء المراهنات الجديدة التي طرأت على دور جديد للولايات المتحدة من قبل فصائل التحالف، في ظل العمليات العسكرية البحرية التي تنفذها صنعاء مساندة للشعب الفلسطيني في غزة، وهي مراهنات لا يبدو أن واشنطن ترغب في الاعتماد عليها في ظل حالة الإخفاق التي تعاني منها القوى المحلية الموالية للتحالف في اليمن، حيث يبدو أن واشنطن لا تحتاج إلى أكثر من استثمار مواقف الحكومة الموالية للتحالف ضد صنعاء، دون الاقدام على أي خطوات جزافية قد تضطر واشنطن على أساسها لدفع أثمان غالية.