متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية //
قالت صحيفة “فايننشال تايمز”؛ إن هناك “نشاطا إماراتيا متزايدا في القارة الأفريقية”، مشيرة عبر تقرير لها إلى أن “النفوذ الصيني تراجع للمرتبة الثانية في القارة السمراء لصالح الإمارات”.
وفي السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن مسؤول إماراتي، بأن “إجمالي الاستثمارات في أفريقيا يصل إلى 110 مليار دولار، ما يعكس التزام الدولة بتعزيز التنمية المستدامة والنمو في جميع أنحاء القارة”.
وأكد التقرير أنه “خلال الفترة الماضية، خفضت الصين من وتيرة القروض التي تمنحها لدول أفريقية، ما أوجد موطئ قدم للإمارات، إذ تعهدت خلال عامي 2022 و2023 بضخ استثمارات أفريقية بقيمة 97 مليار دولار في مجالات الطاقة والموانئ والتعدين والعقارات والاتصالات والتصنيع والزراعة”.
وأوضح أن الأمر يتعلق بـ”ثلاثة أضعاف ما تعهدت به شركات صينية”. بحسب تقرير يتتبع الاستثمارات الأجنبية لشركة “أف دي أي ماركتس” التابعة لفايننشال تايمز.
وبحسب تحليل أجرته “سويس إيد”، وهي منظمة تركز على المساعدات والدعم التنموي، فقد جرى تهريب ما إجماليه 435 طنا من الذهب تتجاوز قيمتها 30 مليار دولار من أفريقيا في عام 2022. وقام عمال مناجم صغار لا يتبعون شركات باستخراج معظم هذه الكمية.
وأبرزت سويس إيد أن الإمارات كانت الوجهة الرئيسية للذهب المهرب من أفريقيا، إذ استقبلت 405 أطنان في عام 2022. وأضافت المنظمة أنه خلال العقد الماضي، تلقت الإمارات أكثر من 2500 طن من الذهب المهرب بقيمة إجمالية تتجاوز 115 مليار دولار.
وفي ردّه على طلب للتعليق، قال مسؤول إماراتي لوكالة “رويترز”؛ إن “الدولة اتخذت خطوات مهمة لمعالجة المخاوف بشأن تهريب الذهب، وتبنت لوائح جديدة تتعلق بالذهب والمعادن النفيسة الأخرى”.
إلى ذلك، قالت وكالة “فرانس برس”؛ إن العلاقات الوثيقة التي تربط بين الإمارات وكل من إثيوبيا و”أرض الصومال”، تثير جُملة تكهنات بخصوص انخراط محتمل للدولة الخليجية الثرية في الاتفاقية.
وتشير الوكالة نفسها، إلى أن “الأموال الإماراتية لا تقف عند حدود الاستثمار؛ إذ إنها “تساعد في تشكيل ليس الاقتصادات فقط، وفي بعض الحالات الحظوظ السياسية لبعض القادة الأفارقة”.
وتابعت أنه: “خلال الحرب الأهلية في إثيوبيا في 2021، عندما كان مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي يهددون أديس أبابا، قدمت الإمارات طائرات عسكرية مسيرة للحكومة، بحسب ما أكد قادة في تيغراي ومسؤول أمريكي كبير، لم تكشف الصحيفة اسمه”.
بدوره، “أكد المسؤول الإماراتي أن الإمارات “تدعم مؤسسات وشعب إثيوبيا، وليس أي أحزاب أو أفراد معينيين”، وفق الوكالة الفرنسية نفسها.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين غربيين، لم تكشف أسماءهم، أن “النفوذ المتزايد للإمارات ودول الخليج في أفريقيا، يضيف طبقة من التعقيد”، فيما يشير مسؤول سابق في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى أن “العالم الجديد الذي نعيش فيه، حيث لديك قوى متوسطة وقوى عالمية تعمل في القارة”، في إشارة إلى التحركات الإماراتية والصينية والروسية.
وبحسب الوكالة، فإن “الإمارات، تُساند المستورد الأول للذهب السوداني، من قوات الدعم السريع، التي حصلت على تدريب من مجموعة فاغنر الروسية والمشير الليبي خليفة حفتر”.
كذلك، أفاد تقرير نشر الخميس، بأن تهريب الذهب من أفريقيا، وخاصة إلى الإمارات، زاد بشكل حاد خلال العقد الماضي، وأن مئات الأطنان من الذهب تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات، تخرج من القارة بشكل غير قانوني كل عام.
وقال كين أوبالو، وهو الأكاديمي في جامعة جورج تاون؛ إن “النفوذ الإماراتي على قدم وساق مع بكين”، مشيرا إلى “تنافس هذه الاستثمارات في أفريقيا”، فيما أكد أن “الإمارات كانت دائما بين أكبر أربعة مستثمرين في القارة خلال العقد الماضي”.
وفي الوقت الذي رجّح فيه أوبالو بأن “العديد من الاستثمارات لن تنجز”، أوضح رئيس مركز دبي للسلع المتعددة، حميد بوعميم، بالقول؛ إن “شركات إماراتية تبنت مشاريع في أفريقيا يتجنبها المستثمرون الذين يتجنبون المخاطرة”.
وتابع بأن “أفريقيا لديها الكثير لتقدمه فيما يتعلق بالسلع والمعادن.. رغم التحديات عندما يتعلق الأمر بالسياسات والسياسة”.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ مطلع العام الجاري، وقعت اتفاقية اعتبرت “مثيرة للجدل” بين إثيوبيا ومنطقة “أرض الصومال” “صوماليلاند” الانفصالية، تمنح حق استخدام تجاري وعسكري لواجهة بحرية في “أرض الصومال” مطلّة على خليج عدن، بطول 20 كيلومترا مدة 50 عاما.