خلاصة عالم يموت وعالم يولد.. الحكومة الخفية ودولتها أمريكا في مهب الريح
تحليل/ميخائيل عوض/ وكالة الصحافة اليمنية//
“الحكومة العالمية الخفية” يراها الباحثون صناعة جماعات تعمل بسرية شديدة كمثل؛ محافل الماسونية العالمية، ومنتديات الصهيونية العالمية، ومؤتمر بيلدربيرغ.
وجود منظمات سرية معولمة ليست بنت ساعتها ولا هي نتاج عصرنا ولا نوياتها منتج النظام والعالم الانجلو ساكسوني الذي اطلقته معاهدة وستفاليا وانما هي تشكيلات رافقت الحياة البشرية وتطوراتها وحقبها منذ القدم.
فالإنسان الفرد معولم بطبائعه وبحاجاته وبتفكيره وقدراته وطموحاته اللامحدودة.
الاديان القديمة والدنيوية والسماوية معولمة وساعية لضبط العلاقة بين الخالق والانسان والطبيعة وهذه ثلاثية معولمة.
البناؤون والماسونية والنورانيون واشباههم فرسان مالطا وروتاري … والمؤسسات الدينية ولوبيات المصالح والشركات واخواتها الكثيرة منظمات سرية حاولت وتسعى للتساوق مع التطورات والتحولات ومستويات ارتقاء الهويات الجمعية من البدائية الى العالمية لاستثمارها واخضاعها لصالحها.
والعقائد واصحابها سعوا وحاولوا ايضا.
فالأممية الاولى والثانية والثالثة كانت تجارب وخطوات استباقية سعت لطبع العالمية بطابعها والماركسية نظرت لها بل عملت بقوة للثورة العالمية والدائمة وللحكومة العالمية وكانت شعاراتها “يا عمال لعالم اتحدوا” ويا عمال العالم وشعوبه المضطهدة اتحدوا.
البلشفية حاولتها علنية وسرية وبتصميم.
فالحكومة/ الحكومات الخفية والعلنية المعولمة هي منظمات وتشكيلات نتجت عن معطيات في الواقع وجلها تأمريه ساعية لتحقيق غايات اصحاب المصلحة والرؤية المشتركة لفرض مشيئتهم والتسلط على البشر والطبيعة والكثير بذل محاولة لتشغيل الخالق ورسله وانبيائه والاديان والعقائد عندها وتحت امرتها.
فالإرهاب المتوحش مثلا معولما وهو ليس منتجا عربيا او اسلاميا انما هو منتج تسيس الدين اصاب المسيحية مع حكم البطاركة ومع اليهودية في الحركة الصهيونية وصار مسلما مع جماعات الاسلام السياسي والمسلح.
وكذا المنظمات السرية المعولمة.
نظرية المؤامرة والقول؛ ان هناك قوة قدرية هرقلية للماسونية او اخواتها وللحكومة العالمية الخفية عشعشت في عقولنا فنحن الشرقيون مهووسون بالغيبيات وبالتسليم لقدرنا وللقوة القهرية غير القابلة للمواجهة.
برغم ان قيمنا وعقائدنا وادياننا السماوية قالت وعلمتنا غير ذلك ودعت للتفكير والتأمل والتبصر والعمل. افلا تعقلون.. الا تتذكرون ….”ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين.. – اعقلها وتوكل- قوم يا عبدي لقوم معك- قليلا من القطران مع الدعاء”.
في الواقع وفي عصرنا المعاش؛ الحكومة العالمية الخفية ليست خفية ابدا بل علنية مدركة ومعروفة بالأشخاص وبالأسماء ومع هذا تذهب الافكار الى التفسير الغيبي فتجعل الحكومة العالمية العلنية وتتعامل معها كأنها خفية حاكم مطلق تبز بقدراتها القدر والله عز وجل.
هكذا هي النعامة تدفن رأسها بالرمال وتحسب انها تخفي جسدها عن الصياد.
والعالمية حقبة وطور بلغتها البشرية معاشة وملموسة.
وستنتج حكومة عالمية وربما باتت قريبة فالبلشفية حاولتها وفشلت والرأسمالية والشركات ولوبيات حاولت امركتها وتنهار.
وقد صمت الاذان بكثرة الحديث عن النظام العالمي الاحادي بقيادة وادارة امريكا وقد اصاب العقول والرؤوس صداع حاد ودوار لكثرة ما ترددت فكرة ان العالم بات قرية كونية. وفي كل قرية او حتى جماعة بدائية ومتخلفة شيخ عشيرة او قبيلة او كبير حكيم او مختار او صاحب عضلات مفتولة يأمر فيطاع..
وعندما تصبح الكرة الارضية قرية كونية فالمنطقي ان يكون لها شيخ او مختار او قبضاي بزنود مفتولة لفرض نظامه ومصالحه على الجميع.
ولماذا نخترع مقولة الخفية؟ ونرمي عليها غبائنا وقصورنا وعجزنا وتستمر العقول متحجرة واللغة خشبية واللسان ببغاويا يكرر ويعيد التكرار ويجتر.
الحكومة الخفية والتي هي علنية تجسدت منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وتركز رجالها ومشاريعها في الإدارات الامريكية وحروبها لأمركة العالمية دخلت طور الغروب والذبول
القاصرون عن التفكير وعن تفحص الواقع الجاري كما هو دون تزيين او تحريف.
كالراغبون بالتنبلة وتعطيل العقل والدماغ وتعويده على الكسل والبناء على الشاهد والشاهد من ماض مضى وانقضا يستسهلون رمي التهمة على المجهول والمجهول خفي. “راجح” مازال حي يرزق في عقولنا وديارنا وهو كالبرد سبب كل العلل.