متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//
تلعب الإمارات دورا منذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني النابع عن مصالحها التي ترفض التنازل عنها من خلال إعادة تصدير البضائع الغربية المحظورة إلى روسيا، ولعب دور الوساطة في تصدير النفط ومشتقاته إلى دول العالم الأخرى، بالإضافة لما تسهم فيه الإمارات عبر إغراءات التجار الروس في تعويض روسيا عن الأسواق الغربية التي خسرتها في الطاقة، وكذلك فك الحصار عن بعض قطع الغيار والسلع التقنية التي حُظر بيعها للشركات الروسية.
أصبحت عنصرًا فعالًا في معظم الصرعات والأزمات حول العالم ليس في الحرب الروسية الأوكرانية فحسب، ولكن لها وجود وتأثير في حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كما أن دورها موجود وفعال في حرب السودان، بغض النظر أي الفريقين تدعم، لكن العامل المشترك في تواجد الإمارات في تلك الصراعات هو (المصلحة) أين توجد مكاسبها ليست بالضرورة أن توجد في صف الأشقاء عرب أو مسلمين قد تجد العكس تماما.
الحرب الروسية الأوكرانية
وتعد الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت في فبراير 2022، أحد أهم الصراعات الحديثة التي تهدد الأمن الأوروبي والعالمي؛ بالنظر إلى طبيعة المخاطر والتهديدات التي تنطوي عليها، في ظل إصرار طرفي الصراع روسيا وحلفاؤها من جهة، والكتلة الغربية بقيادة أمريكا من جهة أخرى، على تحقيق أهدافهما من الحرب.
معهد “كارنيغي” الأمريكي للدراسات يرى أن الإمارات تسعى للاستفادة القصوى من العقوبات الغربية على روسيا، حيث ذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز” في مارس 2023، أن الولايات المتحدة وبريطانيا ودول المجموعة الأوروبية سعت إلى إقناع المسؤولين في الإمارات بخفض تعاملاتهم التجارية مع روسيا، ولكنها لم تفلح في ذلك.
وحسب تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، تصطاد البنوك في الإمارات المواهب من موسكو لإدارة تدفق الأموال الروسية على البلاد، فيما يقبل تجار دبي النفط والذهب الروسي أكثر من أي وقت مضى، كما يغذي المشترون الروس طفرة العقارات في هذه مدينة دبي ويتعاملون غالباً نقداً، خاصة مع قرارات العقوبات الأمريكية والغربية على روسيا.
ومنعت الولايات المتحدة وأوروبا استيراد الذهب الروسي، ولكن هذا المنع لا ينطبق على الإمارات طالما لم يصل إلى بلد يطبق العقوبات.
وارتفع تدفق العملات الأجنبية إلى الإمارات بعد الغزو الروسي، إذ زادت بنسبة 20% كل شهر منذ مايو 2022، على أساس سنوي، وفقًا للتقرير بمؤسسة “كابيتال إيكونومكس” في لندن.
وتعد الإمارات وجهة مفضلة لأثرياء روسيا بعد حصار العقوبات الغربية، وكان لافتاً احتفال إيغور سيتشين، وهو أحد المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالعام الجديد في نخلة الجميرة، وهي جزيرة اصطناعية قبالة دبي.
وقامت مجموعة من الشركات الناشئة غير المعروفة بنقل موظفيها إلى الإمارات العربية المتحدة لتداول نفط “روسنفت”.
بالإضافى إلى أن عشرات الآلاف من الروس انتقلوا إلى الإمارات، حيث أصبح المجتمع الناطق بالروسية واضحا في بلد لا يزيد سكانه على 9 ملايين. ومعظم الروس الذين انتقلوا إلى دبي لم تفرض عليهم عقوبات.
واستوردت الإمارات ما قيمته 4 مليارات دولارا من الذهب الروسي بالفترة ما بين 24 فبراير 2022 ومارس 2023. وقام بنك دبي الوطني بتصيد المصرفيين من المؤسسات المالية الروسية، وفتح وحدات مخصصة لإدارة المال القادم من روسيا.
وزيرة إماراتية تهاجم حماس في مجلس الأمن
هاجمت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية، ريم الهاشمي، في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، حركة حماس، واصفة هجماتها يوم السابع من أكتوبر ضد مواقع لجيش الاحتلال بـ”البربرية والشنيعة”، مشددة على أن الإمارات تدينها بشدة.
في ذات السياق، نشر الكاتب الإماراتي سالم الكتبي مقالا في موقع اسرائيل هيوم الصهيوني ومما جاء فيه:
“إن هذه الحرب ليست من أجل استئصال حركة حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية فقط، بل من أجل استئصال كل الميليشيات من الشرق الأوسط، لأن انتشار هذه الميليشيات يغري الآخرين بتقليد نماذجها”.
في سياق متصل، قال رئيس لجنة الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية في المجلس الوطني الاتحادي على راشد النعيمي خلال مؤتمر بالولايات المتحدة لعدد من المنظمات اليهودية، إنه رغم الحرب الإسرائيلية على غزة لن يتم إلغاء اتفاقيات اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، زاعماً أم هذه الاتفاقيات “جزء من تاريخنا ومستقبلنا”.
تمويل اقتصاد حرب إسرائيل
في الوقت الذي قام الجيش اليمني في استهداف السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي أعلنت وسائل إعلام عبرية أن دفعة أولى من الشحنات التجارية وصلت إلى “إسرائيل” عبر جسر بري جديد، يمتد هذا الجسر من الإمارات إلى تل أبيب، ويمر عبر السعودية والأردن وصولا إلى ميناء حيفا.
طوفان الأقصى يفسد مكاسب التطبيع
خسرت الامارات جراء معركة طوفان الأقصى ثمار تطبيع سنوات، وفي خضم تداعيات حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تواجه أبو ظبي تحديًا يتمثل في الحفاظ على توازنها الدقيق، بما يتعلق بالاستثمار مع دولة الاحتلال، فإن الإمارات العربية المتحدة لديها مصالح حيث تعد أبوظبي المستفيد الأكبر من اتفاقيات “أبراهام” في واشنطن، حيث أدى التطبيع مع تل أبيب إلى زيادة النفوذ الإماراتي والقدرة على المناورة.
ومنذ توقيع اتفاقيات “أبراهام”، نجحت الإمارات في جعل صناع السياسة الأمريكيين يغضون الطرف عنها في بعض الملفات لدى احتضانها على سبيل المثال الرئيس السوري بشار الأسد، ولدى تنسيقها المزعوم مع شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في أفريقيا، واتخاذها موقفًا محايدًا نسبيًا بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، فضلًا عن التعاون الدفاعي والأمني مع الصين.
كما أن التدفق الثنائي للسلع بين الاحتلال الإسرائيلي والإمارات، باستثناء البرمجيات، تجاوز ملياري دولار في الفترة من يناير، إلى أغسطس 2023، وفقا لسفير الاحتلال الإسرائيلي في أبوظبي.
ودخلت اتفاقية الشراكة الإماراتية مع الاحتلال حيز التنفيذ العام الماضي، حيث خفضت التعريفات الجمركية وتهدف إلى تعزيز التجارة الثنائية إلى 10 مليارات دولار في غضون خمس سنوات.
نفوذ الإمارات في السودان
والأمر لم يختلف كثيرا في وجود نفوذ للإمارات وسط الصراع والحرب في السودان، مما جعل الأجواء متوترة بين دولة الامارات والجيش السوداني الذي يتهم أبوظبي بمساندة قوات الدعم السريع، حيث تعرضت الامارات في نوفمبر لاتهام علني، يُعد الأول من مسؤول سوداني، وقال عضو مجلس السيادة السوداني ياسر العطا، إن “الإمارات ترسل إمدادات إلى قوات الدعم السريع، عبر مطار أم جرس التشادي”.
وأضاف العطا خلال حديثه أمام مجموعة من أعضاء جهاز المخابرات العامة في أم درمان، أن “المعلومات الواردة إلينا من جهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية ومن الدبلوماسية السودانية تشير إلى أن الإمارات ترسل الإمدادات إلى الدعم السريع”.
وأكد الخبير في إدارة الأزمات والتفاوض، اللواء السابق بالجيش السوداني، أمين إسماعيل، أن “اتهام عضو مجلس السيادة السوداني إلى الإمارات، لم يصدر من فراغ، وإنما استند إلى أدلة مصدرها ثلاث جهات رسمية، ممثلة في جهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية والخارجية السودانية”.
من جانبها نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”عن مسؤولين أوغنديين، عثورهم في 2 يونيو 2023 على “شحنات أسلحة في طائرة، كان يفترض أن تحمل مساعدات إنسانية من الإمارات إلى اللاجئين السودانيين” في تشاد.