المصدر الأول لاخبار اليمن

شركات أمريكية ـ إسرائيلية تترنح بضربات سلاح المقاطعة

تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//

 

ظهرت المقاطعة للشركات الصهيونية ومنتجاتها كحركةً شعبية، عكست وعي الشعوب في مختلف دول العالم بما يقوم به الاحتلال في فلسطين المحتلة من ارتكاب مجازر وحشية وقتل متواصل دون اكتراث للقرارات الدولية، او لضغوط المظاهرات والمسيرات الشعبية وانتفاضة الطلاب في جامعات العالم.

وبحسب مراقبون كانت المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات حركة تشير إلى الحملة الدولية الاقتصادية التي بدأت في 9 يوليو، 2005 بناءً على نداء صادر عن 171 منظمة فلسطينية غير حكومية، بهدف المقاطعة وسحب الاستثمارات وتفعيل العقوبات تجاه الكيان الصهيوني.

 بعد طوفان الأقصى عادت حملة المقاطعات بقوة، لتلقى هذه المرة استجابة دوليه، بدءًا من المقاطعة الثقافية والاجتماعية وإلغاء متابعة النشطاء والمؤثرين الذين لم يهتموا بالقضية وصولاً إلى المقاطعة الاقتصادية التي دقت ناقوس الخطر عندهم.

 أظهرت أحدث بيانات الشركات التي تتبع “إسرائيل”  أو تعمل معها تأثر أرباحها، نتيجة إحجام كثيرين عن شراء منتوجاتها.

 شركة “يونيلفر” البريطانية، التي تتبعها أكثر من 30 علامة تجارية، لا تقتصر على “ريكسونا” و”برسيل” و”كلوز أب” و”كلير”، أقرت بتضرر مبيعاتها في الربع الأخير من العام الماضي، نتيجة إدراجها ضمن قائمة الشركات الخاضعة للمقاطعة، إذ انخفضت مبيعاتها في إندونيسيا مثلًا لا حصرًا بواقع خانتين مئويتين.

والضرر ذاته لحق بشركة “يم” للأغذية، التي تتبعها علامات “كي إف سي” و”بيتزا هت” و”تاكو بيل” و”ذا هابيت”، إذ حققت إيرادات فصلية تقل عن تقديرات السوق بواقع 4% وصولًا إلى مليارين وأربعين ألف دولار.

وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية ديفيد جيبس: “خلال الربع الأخير، تأثرت المبيعات الرئيسية بالصراع في منطقة الشرق الأوسط بدرجات متفاوتة من التأثير في الأسواق العربية وماليزيا وإندونيسيا”.

مقاطعة ستار بكس

 

سلسلة مقاهي “ستار بكس”

 شركة “ستاربكس” تكبدت خسائر قدرت بـ11 مليار دولار وسط حملات المقاطعة، فضلا عن تأثير إضرابات الموظفين، وضعف النشاط الترويجي.

وقالت مجلة “نيوزويك” الأميركية إن الأسابيع الأخيرة كانت مليئة بالاضطرابات بالنسبة لشركة “ستاربكس”، حيث أدت حملات المقاطعة وإضراب الموظفين طلبا لتحسين بيئة العمل والأجور، وضعف الإقبال على العروض الترويجية إلى انخفاض في القيمة السوقية للشركة بـ10.98 مليارات دولار.

في مارس من هذا العام قررت الشركة تسريح 2000 من موظفيها في الشرق الأوسط، بسبب تبعات مقاطعة المستهلكين المرتبطة بالعدوان على قطاع غزة، وفق ما نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة.

 وكانت سلسلة مطاعم “ماكدونالدز” الأكثر استهدافا بحملة مقاطعة “إسرائيل” في العالم العربي، بحسب وكالة رويترز، وذلك بعد إعلان “ماكدونالدز الأم” تقديم وجبات غذائية مجانية لجنود الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب شركة ستاربكس.

إذ تبرعت شركة ماكدونالدز بعشرات الآلاف من الوجبات المجانية لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقوات الأمن والمستوطنات اليهودية.

ووفقا لموقع “بزنس إنسايدر” الأمريكي فإن ماكدونالدز تبرعت ب 4000 وجبة يوميا لجنود الاحتلال والمستوطنين اليهود وكما وتقدم خصم 50% للشرطة الإسرائيلية.

لقد هبط سهم مجموعة شركات ماكدونالدز بنحو 1.89% من قيمته السوقية ببورصة نيويورك، وفقد السهم 4 دولارات من سعره ليسجل 246.18 دولار مقابل سعر افتتاح 251.38 دولارا.

الخسائر لم تعصف بـ”ماكدونالدز”، وحدها فـ “ستاربكس” أيضا تكبدت أسهمها سلسلة قياسية من الخسائر مع كثرة مخاوف مستثمريها من تزايد حدة التراجع التي أصابت مبيعات شركة القهوة العملاقة حيث تمتلك أكثر من 35 ألف فرع حول العالم في 86 دولة، من بينها أكثر من 9 آلاف فرع في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، لذلك أنشأ العاملون بها نقابة لهم تمثلهم أمام إدارة الشركة.

كوكاكولا تضررت

شركة كوكاكولا هي الأخرى تكبدت خسائر فادحة بلغت أكثر من 600 مليون دولار ومعها شركة بيبسي بسبب دعمهما لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وفقد سهم شركة كوكاكولا 1.68% من قيمته السوقية ليسجل سعر السهم 52.8 دولار، مقارنة بقيمة فتح 53.76 دولار.

أيضا آخر حملات المقاطعة الشعبية كانت من نصيب العلامة التجارية الإسبانية “زارا” “zara” بسبب تصاميم تشكيلتها الجديدة التي أطلقتها الأسبوع الماضي، واعتبرها ناشطون مستوحاة من العدوان في غزة وداعمة للاحتلال.

مقاطعة شركة ببسي للمشروبات الغازية

حيث ظهرت صور لعارضة أزياء وهي تحمل كفن(موتى)، وفي صورة أخرى ظهرت من داخل صندوق محطم وكأنه تابوت وأمامها ما يظهر جثة في كيس موتى.

يقول “تييري بوكارت” الخبير في مجال الإشهار والتسويق، إن المقاطعة عملية فعالة جداً، ولها “جانب قصير المدى وهو الذي يمس حجم المبيعات. ثم هناك الجانب طويل المدى، الذي يكون في بعض الأحيان أكثر ضرراً، إذ يمس بسمعة وصورة العلامة التجارية لمدة طويلة”.

خسائر بالملايين

أظهرت نتائج الربع الأخير من العام الماضي 2023 خسائر الشركات بعد المقاطعة نتيجة العدوان الإسرائيلي، وشملت الخسارة 5 من أكبر الشركات العالمية وفقًا لتقرير صادر عن “فوربس” وهي “بيبسيكو” و “كوكاكولا” و “بروكتر آند جامبل” و “ستاربكس” و “ماكدونالدز”، حيث بلغت أرباح هذه الشركات مجتمعة 9.9 مليار دولار خلال الربع الأخير من 2023 مقارنة بـ14.3 مليار دولار خلال الربع السابق له.

– شركة بيبسيكو التي تراجعت أرباحها بنسبة 57.7%، وبلغ صافي الربح 1.3 مليار دولار، مقارنة بالربع السابق له.

وساهمت منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا بنسبة 7% من إيرادات بيبسيكو خلال الربع الرابع من 2023 بإجمالي 27.9 مليار دولار مقارنة بـ7.2% خلال الفترة المقابلة من 2022 ومقارنة بـ6.9% خلال الربع الثالث من 2023.

2- شركة كوكاكولا التي حققت تراجع بنسبة 35.6% خلال الربع الأخير من 2023، محققة ملياري دولار صافي ربح.

وساهم الشرق الأوسط وأوروبا إفريقيا بنحو 15.6% من إيرادات كوكاكولا البالغة 10.9 مليار دولار خلال الربع الأخير من 2023، بمعدل تراجع 18.2% مقارنة بالربع الثالث من 2023، وبمعدل نمو 15% مقارنة بالفترة المقابلة من 2022.

3- شركة بروكتر آند جامبل بنسبة تراجع 23.3% خلال الربع الأخير من 2023، محققة 3.5 مليار دولار صافي ربح، حيث سجلت صافي مبيعات بنحو 21.4 مليار دولار خلال الربع الأخير من 2023 بمعدل تراجع 1.2% مقارنة بالربع السابق له، إلا أنه حققت زيادة بنسبة 3.2% مقارنة بالربع الأخير من عام 2022.

4- شركة ستاربكس أعلنت عن تراجع صافي أرباحها بنسبة 16% خلال الربع الأخير من 2023 مقارنة بالربع السابق له، محققة مليار دولار صافي ربح، إلا أنها حققت نموًّا بنسبة 19.8% في أرباحها مقارنة بالفترة المقابلة من العام السابق له عام 2022.

وبلغ إجمالي إيرادات الشركة 9.4 مليار دولار خلال الربع الأخير من 2023، بمعدل نمو 0.6% مقارنة بالثلاثة أشهر السابق، وبمعدل نمو 8.2% مقارنة بالربع الأخير من عام 2022.

5- شركة ماكدونالدز التي بلغت نسبة خسائرها 12% خلال الربع الأخير من 2023، محققة ملياري دولار صافي ربح، ولكنها حققت نموًّا بنحو 7.12% مقارنة بالربع الأخير من 2022.

وبلغت إيرادات ماكدونالدز 6.4 مليار دولار، بمعدل تراجع 4.3% خلال الفترة من يوليو حتى سبتمبر 2023 إلا أنها حققت ارتفاعًا بنسبة 8.1% مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي 2022.

مقاطعة يمنية فاعلة

وكان البنك المركزي في العاصمة صنعاء، قد أكد في 2021، أن اللجنة الاقتصادية بدأت بشكل رسمي تفعيل مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلي.

وجاء القرار بناء على رؤية استراتيجية للاقتصاد اليمني، قدمها قائد الثورة اليمنية، السيد عبد الملك الحوثي، من أهم مبادئها استقلال واستقرار الاقتصاد اليمني حيث انها تقوم على أولويات الاكتفاء الذاتي في الغذاء والملبس والدواء.

وفي نوفمبر 2023 دشنت وزارة الصناعة والتجارة والهيئات والمؤسسات التابعة لها، إجراءات المقاطعة الاقتصادية، في مواجهة العدوان الصهيوني، ودخلت القرارات حيز التنفيذ، وكانت الوزارة أصدرت في 31 أكتوبر 2023م قراراً بحظر دخول وتداول منتجات الشركات الأمريكية والشركات العالمية الداعمة للكيان الصهيوني، وشطب الوكالات والعلامات التجارية للشركات الأمريكية والشركات الداعمة للكيان.

مع بداية هذا العام 2024 أكدت وزارة الصناعة والتجارة بصنعاء نجاح قرارات مقاطعة البضائع الأمريكية ومنتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني في السوق اليمنية،  حيث أكد وزير الصناعة والتجارة، محمد المطهر “أن البيانات والمؤشرات الميدانية تؤكد تنفيذ قرارات المقاطعة الصادرة عن الوزارة على أرض الواقع في ظل تفاعل شعبي منقطع النظير مع تلك القرارات”.

قد يعجبك ايضا