متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//
سخرت دولة الإمارات منذ أشهر ولا تزال أدواتها الإعلامية والسياسية المشبوهة من أجل أن تشيطن المقاومة الفلسطينية في وقت يتصاعد التنديد الشعبي في الدولة لتمسك نظام أبوظبي بالتطبيع مع إسرائيل.
إذ شن عراب التطبيع في الإمارات رئيس لجنة الدفاع والداخلية والخارجية في المجلس الوطني الاتحادي علي راشد النعيمي، هجوماً شديداً على المقاومة الفلسطينية، وتحديداً حركة حماس، زاعما أن “إسرائيل وُجدت لتبقى”.
وشارك النعيمي في مؤتمر صحفي خاص عبر الإنترنت نظمته الجمعية اليهودية الأوروبية (EJA) ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، وأدلى بتصريحات مثيرة للجدل ضد المقاومة الفلسطينية.
وقال النعيمي إن اتفاقات التطبيع ليست في خطر وسط حرب إسرائيل الدموية على قطاع غزة، زاعما أن “الاتفاقات (التطبيعية) هي مستقبلنا. إنها ليست اتفاقية بين حكومتين، ولكنها منصة نعتقد أنها يجب أن تغير المنطقة”.
وأضاف أنه يريد من الجميع “أن يعترفوا ويقبلوا بأن إسرائيل موجودة لتبقى وأن جذور اليهود والمسيحيين ليست في نيويورك أو باريس بل هنا في منطقتنا”. زاعماً “إنهم جزء من تاريخنا ويجب أن يكونوا جزءاً من مستقبلنا”.
وزعم النعيمي، المقرب من دوائر صنع القرار في أبوظبي، أن الإمارات تريد تغيير النظام التعليمي والسرد الديني.
وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها النعيمي عن تغيير النظام التعليمي بما يتوافق مع التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي؛ فقد اقترح في يناير 2021 -بعد أربعة أشهر من توقيع اتفاقية التطبيع- بتغيير المنهج لإنهاء ما أسماه “التطرف الإسلامي”.
وقال حينها إن “التعليم يمثل خط الدفاع الأول ضد أي تهديد، في منطقة لا تزال تعاني من الفكر المتطرف”.
وتعليقاً على الاحتجاجات الرافضة للحرب الإسرائيلية على غزة، قال النعيمي “نحن بحاجة إلى أولئك الذين يؤمنون بالسلام في أوروبا والولايات المتحدة وفي كل مكان لمواجهة خطاب الكراهية الذي نراه في المظاهرات في باريس ولندن”.
وبشأن عملية طوفان الأقصى، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر، قال النعيمي إنه “من المهم للغاية أن نفهم أن هناك أعداء لما نقوم به. فهذه المنظمات الإرهابية لا تحترم حياة الإنسان. ولا تسمح لهم بتحقيق أهدافهم”.
وأضاف: “لن يوافق أي شخص لديه شعور إنساني وحس سليم على الهجوم الإرهابي البربري الذي ارتكبته حماس في 7 أكتوبر: لا أحد”. زاعماً أن “الأعداء” استغلوا الحرب، وأن هناك فرقا بين حماس والشعب الفلسطيني.
ويمثل النعيمي أحد أذرع أبوظبي لمهاجمة الإسلام والتحريض على المسلمين في أوروبا، حيث يرأس مركز “هداية” لمكافحة التطرف، الذي يقوده عدد من المتطرفين الأوروبيين الداعمين لطرد المسلمين من أوروبا.
يأتي ذلك في وقت استنكرت الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع، استمرار أبوظبي في استقبال الإسرائيليين رغم الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ ثمانية أشهر، وذلك تعليقا على قيام جزر المالديف بحظر دخول الإسرائيليين إلى أراضيها.
وقالت الرابطة في تدونية على حسابها بمنصة “إكس” إن “المالديف تمنع دخول الصهاينة وحكومة الإمارات مازالت ترحب بهم وبقادتهم بعد أكثر من 230 يوماً من الحرب على إخواننا في غزة”.
ويوم الأحد الماضي، قررت حكومة المالديف حظر دخول الإسرائيليين إلى البلاد مع تصاعد الغضب الشعبي في الدولة ذات الأغلبية المسلمة بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ووقعت الإمارات اتفاقية تطبيع علني مع الاحتلال الإسرائيلي في سبتمبر 2020، تبعها عشرات اتفاقيات التعاون في عدة مجالات، وصولاً إلى اتفاقية التجارة الشاملة، لتكون أول دولة عربية توقع مثل هذه الاتفاقية مع تل أبيب.
ولم تقم أبوظبي بأي إجراء دبلوماسي رداً على الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، عدا عن بيانات إدانة واستنكار وتجاهلت كل المطالب العربية والإسلامية بضرورة قطع العلاقات مع إسرائيل.