الموجه القومية تعود بشكل عاصف.. ماذا عن العرب وعصرنة مشروعهم ؟
تحليل/ د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
٢٠١٨ وبرغم طغيان الانشغال بالحرب السورية والتطورات وغياب كلي للاهتمام بالأمور الاستراتيجية والفكرية. اصدرنا كتابنا الاستشرافي عن مكتبة بيسان بيروت
قراءة معاصرة في الامة والدولة والعولمة
لم يأخذ الكتاب حقه وهذا منطقي فالعقل منشغل بالصغائر والتفاصيل واليوميات ويجرفه سيل الترهات والفبركات.
ربما البعض تهكم حينها وكالعادة اتهمنا بالتبشير والتفاؤلية.
اليوم: كيفما ادرت وجهك ويممت عقلك ستقرأ عن عودة المسالة القومية حاضرة ومحرك اساسي للشعوب وتقرير خياراتها وفي الاولوية تلبية حاجات القوم والامة والحقوق والسيادة.
في امريكا تعصف حرب الشركات المتعدية الجنسية على الظاهرة القومية التي استحضرها ترامب بجرأة وكفاحية وتحت شعارات؛ الامة الامريكية وامريكا اولا والعولمة والحروب ودور الشرطي العالمي وباء كارثي على امريكا.
في الانتخابات الاوروبية كشفت نتائجها الطازجة عن تحولات عميقة في الراي العام ورفض للأمركة والليبرالية ونخبها وعودة الاتجاهات لإحياء المسالة القومية كمحرك محورية ومقرر في مستقبل اوروبا واتحادها ما يرهب النخب المعولمة والليبرالية المتامركة على مستقبلها ومستقبل الاتحاد الاوروبي ووحداته الوطنية التي انشاتها الحروب والغلبة وجرى فرز وظم عنوة وقسرا وتم الحفاظ على النظم بقوة القهر وباغتصاب الشعوب والامم ونهب ثرواتها واغراق شعوب اوروبا بالمكاسب والانتظام والعطاءات وبالتنظيم المجتمعي.
انتخابات البرلمان الأوروبي مثلت دليلا اضافيا على شيخوخة امريكا
ما كشفته نتائج انتخابات البرلمان الاوروبي من تحولات خاصة في عامودي اوروبا فرنسا والمانيا دليل اضافي على شيخوخة امريكا ونظامها الانجلو ساكسوني وعولمتها وليبراليتها الفاجرة ويؤكد حقيقة سعي الامم والشعوب للتخلص منها والمؤكد ان حرب غزة كانت عنصرا محوريا في تظهير التغيرات وتصعيد الكامن منها.
قلنا وذلك من دراسة خلاصات تاريخ البشرية ان الحق القومي لا يقبل التسويات او القسمة فإما ابادة القوم كما نشأت امريكا نظاما وسيستم انجلو ساكسوني على قيم ونظم الشركات او هزيمة المستوطنين الغزاة وطردهم.
روسيا والصين تتشكلان امم حضارات وتتفقان على هزيمة الشركات التي تناصب القومية والدولتيه العداء وتعلن الحروب عليها.
تفاعلت في عصرنا الحاجات وبات انجاز المسالة القومية متساوقا مع الانخراط بالوحدات الكبرى الاقليمية والقارية