بقايا “داعش” ما بين الدعم الاميركي والاسناد الصهيوني
تحليل / حسين مرتضى
مدينة السويداء وبعض ريفها كان على موعد مع موجة ارهاب ضربت عدة اماكن، قالها اهل السويداء بصوتهم المرتفع فوق اصوات رصاص التكفيرين وانتحارييهم، الذين هاجموا ريف المدينة ووسطها، بشكل مركب ومدروس بعناية، عبر سلسلة هجمات انتحارية، وهجمات عنيفة على قرى المتونة شمال مدينة السويداء وبلدات دوما وتيما والشبكي وشريحي ورامي والمتونة والغيضة والسويمرة بريف المحافظة الشمالي الشرقي والشرقي والشمالي الغربي، ما أدى إلى استشهاد وجرحى عدد من المدنيين.
يأتي هذا الهجوم في الوقت الذي يتقدم فيه الجيش السوري في ريف درعا الجنوبي الغربي، ويقلص المساحة التي تتواجد فيها جماعة “داعش”، واسقاط الكيان الاسرائيلي لطائرة السوخوي السورية التي كانت تقصف الارهابيين في حوض اليرموك، ومذكرا بهجمات متكررة سابقا، انطلقت من البادية، باتجاه قرى ريف السويداء الشرقي والشمالي الشرقي الذي تزيد مساحته عن 3500كم مربع، عبر ريف وبادية دمشق الجنوبية الشرقية الذي تزيد مساحته على 9500 كم مربعاً، بعد ان نقلت القوات الايركية مجموعات عديدة من جماعة “داعش”الارهابية، من مناطق ريف الحسكة الجنوبي وريف دير الزور، نحو قاعدة التنف التي عملت على توسيعها منذ منتصف عام 2018 لتستوعب اعداد جديدة من المتدربين على يد ضباط الجيش الاميركي المحتل.
في المعلومات الخاصة، تلك المجموعات انطلقت باتجاه ريف السويداء ومركز المحافظة، من قاعدة التنف، تماما كما كانت التنف منطلقا لمهاجمة نقاط الجيش السوري في ريف حمص الشرقي وريف دير الزور والبوكمال، وذلك كله يعكس نجاح الجيش السوري والحلفاء باقفال الافق امام جماعة “داعش” وحلفائها من الاميركيين والبريطانيين في قاعدة التنف، وتحديداً باتجاه الحدود العراقية، وحديثاً باتجاه الاردن، وقطعت التواصل الجغرافي بشكل كامل بين الكيان الاسرائيلي وقاعدة التنف، والفشل في تحقيق مساحة امان في محيط القاعدة بعد تقدم الجيش السوري، والذي تشكل مجموعات “داعش” فيها خط الدفاع الاول عنها، في ظل تحكم وحدات المشاة السورية بكل الممرات والوديان والتلال وحتى مساحات واسعة من الصحراء في محيط القاعدة، ما يعني أسر القوات الاميركية و”داعش” في جيوب صغيرة غير فعالة عسكرياً، اضف الى ذلك فشل المجموعات الارهابية والقوات الاميركية في تحقيق اي انجاز في البادية السورية، بالرغم من كل المحاولات الاميركية تثبيت مجموعاتها في بادية السويداء الذين لم يصمدوا امام تقدم الجيش.
ويأتي هذا الهجوم اثر تخبط الفاشلين في الكيان الاسرائيلي و الولايات المتحدة الاميركية، والذي اثبت لهم الجيش السوري انهم العاجزون، امام القرار بعودة مناطق الجنوب السوري جميعها الى سلطة الدولة، وهو التفسير الطبيعي للمجزرة التي ارتكبتها “داعش”، بالتنسيق مع الاميركي والاسرائيلي في مدينة السويداء وريفها، والمرتبطة ايضا باسقاط الطائرة السورية التي كانت تقصف الارهابيين من “داعش” في بلدة صيدا في حوض اليرموك، تحت ذريعة واهية، وهي اختراق الطيار للمجال الجوي للجولان المحتل، ولكنه في حقيقة الامر يندرج تحت مسمى الدعم الناري لداعش في حوض اليرموك، كما يأتي هذا الهجوم بهدف اشغال الجيش السوري المتقدم في ريف درعا الجنوبي الغربي، والذي يسعى لانهاء تواجد “داعش” في ذلك الجيب الذي لا يتجاوز 250 كلم مربع، بمساحة تقدر ب 6% من مساحة ريف درعا، لكون المقاتلة السورية سقطت على بعد 16 كلم بريف درعا الغربي ولم تتجاوز خط فض الإشتباك عام 1974.
وبالرغم من الخطة المحكمة التي وضعها المشغل الاميركي لتلك المجموعات الارهابية، الا ان الجيش السوري واهالي المنطقة، جعلوا احلامهم اوهاما تتهاوى في ريف السويداء، بعد ان حولها الاهالي الذين حملوا سلاحهم كتفا لكتف مع الجيش، الى كوابيس للتكفيريين، واستعادوا كل المناطق التي دخل لها ارهابيو “داعش”، وقتل في المعارك اكثر من 100 داعشي في القرى التي دخلوا اليها، ومنهم قناصون وانغماسيون.