كيف تجمعت الظروف والوقائع لتقتلع شجرة إسرائيل اليابسة
تحليل/د.ميخائيل عوض/ وكالة الصحافة اليمنية//
كيفما وباي منهج وطريقة عولجت بها التحولات الفرط استراتيجية الجارية في الصراع العربي الصهيوني وبيئته والتطورات العالمية سنصل الى نتيجة واحدة؛ إسرائيل تعيش ايامها العادية المعدودة.
الايام المعدودة لإسرائيل كلام قاله اولمرت رئيس وزرائها في حرب تموز ٢٠٠٦ بشهادته امام الكنيست ومازال ينشر تقارير ودراسات يجزم بانها في زمن النهاية.
الانفاس الأخيرة
نهايات الامبراطوريات والدول لاسيما العدوانية كانت سطرتها علوم الانثربيولوجيا والروايات الدينية ورواية اسرائيل في الاساطير المؤسسة التي جزمت بانها لن تكمل عقدها الثامن.
بالمناهج المادية والجدلية والواقعية فما يجري ينبئنا بان اسرائيل تلفظ انفاسها وان محاولات تعيشها بالأوكسجين والمنفسة ايضا استنفذت الجهود والمواد لتمديد اقامتها تحت التنفس لاصطناعي.
في عام ٢٠٠٠ بعد هزيمتها في لبنان بدأت تصفر اوراقها وتجف عروقها في ٢٠٠٥ و٢٠٠٦ تيبست كشجرة وفقدت قدراتها واي من عناصر قوتها الاستراتيجية والتكتيكية وجاذبيتها وسرديتها.
اضطرت امريكا ان تتولى المهمة بنفسها فقاعدتها الدولة المصنعة باتت قاصرة وعاجزة ولم تعد قادرة على تخديم مصالحها واعلنتها يدعوت احرنوت؛ اسرائيل كلب صيد امريكي فقد قدراته.
جاءت امريكا بجيوشها وحلفائها وغزت أفغانستان ثم العراق وعندما فشلت جربت الحروب المركبة والقيادة عن بعد وتدمير الدول والجيوش بأدواتها وجيشها الاسلامي والاردوغاني وبتمويل خليجي واطلسي.
سقطت جهودها واستنفذت وفشلت كل مخططاتها وتحالفاتها فلا عرب الاعتدال افادها ولا الاطلسي العربي الإسرائيلي الاسلامي قامت له قائمة ولا صفقة القرن ولا الابراهيمية ولا الفوضى وتقسيم المقسم تحقق او افادها.
الشجرة اليابسة طال عمر يباسها فلا هبت عاصفة لتقتلعها ولا اشتدت همة الفلاح لاقتلاعها فأكلها السوس والجفاف
الشجرة اليابسة انهكت صاحبها واستنزفته حتى الثمالة.
الشعب الفلسطيني لم يلقي السلاح ولا فرط او قبل انتقاصا من الحق القومي وغزة تحملت الصعاب والحصار والجوع واعدت رجالها وسلاحها وحققت معجزات كانت طوفان الاقصى درتها العجائبية.
الشجرة اليابسة طال عمر يباسها فلا هبت عاصفة لتقتلعها ولا اشتدت همة الفلاح لاقتلاعها فأكلها السوس والجفاف.
الطوفان العجائبية جاءت بوقتها وفرضت نفسها وعبرت عن اجتماع الاسباب الثلاث لاقتلاعها؛ فالعاصفة هبت والسوس نخرها والفلاح امتلك الهمة وبدا الجهد.
تسعة اشهر من حرب تدمير غزة اوهنت إسرائيل وعرت كذبة جيشها وقدراتها وانهكتها على كل الصعد واستنزفتها الى اخر رمقها.
وحدة الساحات اربكتها واستنزفتها وحرمتها من تجميع قوتها لسحق وابادة غزة.
وحدة الجبهات كشفت وعرت امريكا وحلفها وقررت انها في طور الهزيمة والانسحابية ولم يعد احد يخافها او يلبيها الا بضعة نظم وعائلات عميلة بكل معنى الكلمة للعمالة ربطوا مصيرهم بمصير إسرائيل ومستقبل انحسار القوة الامريكية من العرب والاقليم.
العاصفة تتجمع نذرها وقد تعصف في اي لحظة وهمة الفلاح في اعلى تجلياتها وتزداد عناصر قوته وادواته.
اما السوس فقد نخرها حتى النخاع؛
صراع بلا هوادة بين دولة اسرائيل الاشكينازية ودولة يهودا الحريدية والسفاردية المتديه والمتطرفة والشعرة التي تقصم ظهر بعيرها وقعت صادمة في قرار المحكمة العليا وهي اعلى مؤسسة دستورية فقد قررت تجنيد الحريديم ووقف تمويل مدارسهم وهذه من المحرمات العقيدية والدينية التوراتيه.
امريكا المشغولة بأزماتها وحروبها وانتخاباتها المفصلية لا يبدو انها مازالت قادرة على ضخ الاوكسجين في جهاز اسرائيل التنفسي