ضربات اليمن تشل اقتصاد “إسرائيل” وتساهم في تعميق نزيف الهجرة المعاكسة
كيف أوجعت ضربات اليمن الاقتصاد “الإسرائيلي”؟
تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //
“لم تعد “إسرائيل” مكاناً صالحاً للعيش” هكذا يعبر المستوطنون عن سخطهم نتيجة ارتفاع تكاليف الحياة، الناجم عن الحصار البحري الذي تفرضه اليمن على الكيان الصهيوني منذ نوفمبر الماضي.
في الـ27 من يوليو الجاري دعا رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق “نفتالي بينيت” الإسرائيليين إلى عدم مغادرة البلاد.
تشير تقديرات الهجرة المعاكسة إلى أن هناك قرابة مليون “إسرائيلي” غادروا فلسطين المحتلة منذ 7 أكتوبر الماضي. بسبب فقدان الشعور بالأمان الذي وعدوا به عندما تم جلبهم إلى الأراضي الفلسطينية، بجانب ارتفاع أسعار السلع وزيادة تكاليف الحياة التي فرضتها اليمن على الاحتلال الإسرائيلي من خلال حظر وصول السفن إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي.
كل شيء يدعو للقلق في “إسرائيل”
منذ إنشاء الكيان الصهيوني عام 1948 على الأراضي الفلسطينية، لم يكن أحد يتوقع أن يصبح وصول السلع الأساسية إلى “إسرائيل” أمراً بالغ التعقيد إلى هذا الحد، وعلى مدى قرابة سبعون عاما لم يكن على المستوطنين أن يقلقوا بشأن توافر احتياجاتهم اليومية من مشتقات النفط، الحليب، أسمنت، خبز، مياه، كهرباء، مستلزمات منزلية، سيارات، وغيرها من متطلبات الحياة، ستتحول إلى تحد حقيقي بعد القرار الجريء الذي اتخذته اليمن بفرض الحصار البحري على الاحتلال الإسرائيلي. والذي امتد مؤخرا ليشمل موانئ الاحتلال في البحر الأبيض، ضمن المرحلة الرابعة من التصعيد والتي أعلن عنها اليمن في 3 مايو الماضي.
تعتمد ” إسرائيل بنسبة 95% من واردتها على الصين والشرق” بحسب وزارة الاقتصاد الإسرائيلية، والتي تأتي عبر البحر الأحمر، وبالنظر إلى حجم الاعتماد الكامل على ممر البحر الأحمر يمكن قياس حجم الأزمة التي بات يعاني منها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023.
أغلى سعر للبنزين
تشير المعلومات الواردة من مناطق الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن سعر لتر البنزين ارتفع في مايو الماضي إلى (2.11 دولار) وهو واحد من أكبر معدلات سعر النفط على مستوى العالم.
بينما يتوقع تقرير البنك الدولي أن يواجه المستوطنون الصهاينة الكثير من التحديات الناجمة عن عدم القدرة على إيصال احتياجات الإسرائيليين من الوقود خلال الفترة القادمة في حال استمرت المخاطر على السفن القادمة إلى موانئ الاحتلال الإسرائيلي بسبب هجمات اليمن. مما يهدد بحدوث انعكاسات كبيرة على تكاليف نقل امدادات الغذاء والسلع الاستهلاكية وخدمات الكهرباء والمياه.
فئران النفط
الدكتور أنس الحجي، مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة أوضح في نوفمبر الماضي أن “الإسرائيليين أبدعوا في استخدام الخدع للحصول على النفط الخليجي، مؤكداً أن هناك كميات من النفط حصلت عليها إسرائيل، لا يعرف أحد مصدرها على الإطلاق” ! على أن هناك دراسات نشرت سابقا قالت أن “إسرائيل” تحصل على احتياجاتها من الوقود من السعودية والإمارات عبر عملية يتم خلالها تصدير النفط إلى الدول العربية المجاورة المطبعة مع الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يتم نقلها إلى الإسرائيليين.
ويرى محللون سياسيون أن إسرائيل والدول المتحالفة معها في المنطقة ما كانت ستشعر بالقلق وتضطر إلى اعتماد أساليب الفئران في الحصول على النفط في حال لم يكن هناك تهديدات من اليمن. خصوصا أن دول مثل الإمارات والسعودية والأردن لم تبد أي تحفظات في مساندة الاحتلال الإسرائيلي عبر الجسر البري الذي أعلن عنه في فبراير الماضي، لتعويض احتياجات إسرائيل من السلع التي انقطعت بفعل الحصار البحري الذي تفرضه اليمن على الاحتلال الإسرائيلي.