تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
مساحة الضفة الغربية تقريبا ٦٠٠٠كيلو متر وجغرافيتها جبلية ومدنها ومخيماتها كثيفة تمتد حدودها الشرقية/ الاردن ما يقارب ال٣٤٠ كيلو متر متلاصقة لا فواصل جغرافية بينهما وتتصل مع سورية من زاوية مثلث الحدود الاردنية السورية الفلسطينية والجولان المحتل ومفتوحه على فلسطين الـ٤٨ ومتداخلة سكانيا. اقام الإسرائيلي جدار اسمنتي لعزلها عن اهلها.
عدد سكانها الفلسطينيين ما يزيد عن ٣ ملايين وقد قطعت اوصالها بالمستوطنات وزرع فيها ما يقارب ال٧٠٠ الف مستوطن يصفها مؤرخون صهاينة بدولة يهودا اشارة الى ثنائية الدولة في اسرائيل.” دولة الاشكيناز ودولة الحريديم”.
نسبة الفلسطيني في الاردن تراوح بين ال٤٠ الى ال٦٠% بحسب التصنيف.
نسبة المستوطنين للفلسطينيين اقل من ٢٥% فالاختلال الديمغرافي فاضح والفلسطيني صاحب ارض وحق بينما المستوطن معتدي ومستعمر وحوافزه اساطير كاذبة واوهام لا قابلية لتحقيقها.
إسرائيل تجهز على سلطة أوسلو في الضفة الغربية
اتفاق اوسلو والسلطة الفلسطينية اوهمت الفلسطينيين بإمكانية قيام دولة وسيادة وامتلاك هوية وخلاص من الظلم والتميز في المطارات والمعابر والبلدان العربية والعالمية.
انجلت تجربة اوسلو والسلطة على ادارة سجون وأجهزة دايتون حماة الإسرائيليين والمستوطنين ولان بن غفير وسموتريتش متطرفون ورعاة الاستيطان فقد قررا التخلص من السلطة واجهزتها وان يأخذ المستوطنين امور تهويد الضفة وتصفية الوجود الفلسطيني بيدهم ومباشرة وبلا رتوش او احترام دولة اسرائيل لتعاقداتها مع الاردن او مصر او لقرارات دولية وشرعيات.
هزيمة اسرائيل في غزة وكلفتها العالية واندثار مخطط تهجير غزة لسيناء والعجز الفاقع لإسرائيل عن تصدير ازماتها المتفجرة وانجاز خطة دويلة يهودا بالحرب على لبنان لتهجير فلسطيني ال٤٨ عززت جنوح سموتريتش بن غفير الى استعجال ظم الضفة وادارتها اسرائيليا بتحجيم السلطة وتقليص دورها وبوقف تمويلها وفرض انهيارها لإطلاق يد عصابات المستوطنين بارتكاب المجازر والترحيل.
مقاومة الضفة تتطور
الضفة وخاصة المخيمات لم تلقي السلاح وقاومت بالحجر وبالانتحارين والسيارات المفخخة واسندت غزة في حرب صمودها وتطورت المقاومة من الانتفاضات والطعن والدهس والعلميات البطولية الفردية الى العمل المقاوم المتقن فشاغلت الجيش واجهزة دايتون وتطور أدائها وبات ابطال جنين ومخيمها يمتلكون العبوات النوعية ويجيدون زرعها واعداد الكمائن القاتلة للأليات والجنود ويبلون بلاء رائعا وقد اتسعت دائرة المقاومة الى نابلس جبل النار وتعتمل في الخليل بيضة القبان واشتركت قلقيلية وطول كرم والاخريات بإعلان تشكيل سرايا المقاومة وتبلي وتستكمل عدتها.
الحدود الاردنية التي شكلت واعدت لتكون حافظة لإسرائيل وجدارها المتين بدأت تتأكل وتتراخى قبضة الامن والجيش الاردني وتنجح محاولات تسريب الاسلحة والمتفجرات والذخائر من سورية والعراق ما بات يرهب قادة الجيش وجنرالاته.
اقارب الدم
الاردن الاكثر تضررا من انتقال حرب الابادة والترحيل الى الضفة فلا حواجز طبيعية تفصل بين الضفتين وعليهما تنتشر العائلة الواحدة واقارب الدم.
اسرائيل والاجهزة الاردنية يتهمون سورية وحزب الله وايران بالعمل الجاد على تسريب الاسلحة والمعدات القتالية الى الضفة وبكل الوسائل والطرق وقد باتت يدهم اطول وطرقهم ايسر مع ظهور مؤشرات انحياز قطاعات وعشائر اردنية وبيئات المخيمات لصالح اسناد المقاومة وخاصة حماية وتامين الضفة بدلالة اكتشاف مصانع ومستودعات سلاح وعبوات في المخيمات والاحياء.
في حال وقف النار ستنفجر الصراعات بين اسرائيل الاشكينازية و يهودا المتطرفة مما يسرع انفجار الضفة
الحرب في غزة مستمرة ومن المستبعد وقفها. فوقفها استجابة لشروط حماس والفصائل هزيمة مجلجلة لنتنياهو ودولة يهودا. وحال حصول وقف النار ستنفجر الصراعات بين دولة اسرائيل الاشكينازية ودولة يهودا المتطرفة وهذه ستسرع بوتائر كبيرة انفجار الضفة.
محور المقاومة وفصائله وجبهاته المساندة لغزة والتزام انتصارها وانتصار حماس باقون على العهد وعلى الاشتباك ويزيدون في دورهم والزج بقدراتهم خاصة جبهة الشمال وجبهة اليمن والعراق التي باتت تعمل بتنسيق وقيادة مشتركة بعد ان مدت المقاومة في الشمال ذراعها العسكرية وصولا الى اقصى الجولان على تخوم الضفة.
اين المفر؟مربط الخيل
الحرب جارية ووقفها ليس باليد ولا بالأفق القريب والمسرح يتسع والضفة باتت مربط الخيل وساحة الاشتباك وليس ببعيد ان تكون الجبهة العاصفة.
الضفة على اتصال مباشر بفلسطين ال٤٨ وناسها المتحفزون للانخراط بحرب التحرير والجليل والشمال بات تحت سلطة حزب الله العسكرية والعملياتية مضافا الى ان بنيته الديمغرافية كمثل الضفة مختل حديا لصالح الفلسطينيين فالنسبة كانت ٦٢ بالمئة للعرب قبل حرب الشمال وهروب المستوطنين وايضا جغرافيته جبلية مناسبة جدا لحرب المقاومة.
الضفة تشتعل وتتحول من جبهة وساحة اسناد الى مسرح الحرب والاشتباك فليستعد محور المقاومة وفصائله.