المصدر الأول لاخبار اليمن

قواعد التفاوض بين لبنان وإسرائيل اذا وقفت حرب غزة وبقيت إسرائيل؟!!

تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

 

 

تمرين في الرياضة الفكرية.
اذا وقفت حرب غزة على شروط حماس. واذا لم تنفجر الضفة وفلسطين ال٤٨  واذا لم تنفجر اسرائيل بأزماتها. واذا نجت امريكا من انتخاباتها. اذا لم تعصف الحرب ليقضي الله امرا كان مفعولا… فالمنطقي ان جولات تفاوض لبنانية اسرائيلية ستجري عبر وسطاء كهوكشتاين ووسطاء عرب وأوروبيين مشفوعة بعروض مغرية مالية وسياسية ليس اقلها تفويض حزب الله بإدارة النظام واعادة تصميمه لحفظ الكيان.
قلنا تمرين لرياضة فكرية. فاذا اداة شرطية ليس مضمون تلبية شروطها.
المنطقي ان التفاوض على الطاولات سيعكس منتجات الميدان وتوازن القوى وما جرى تحقيقه وهو كثير بل كبير ويمكن الجزم انه استراتيجي.
والحق يقال؛ ان المفاوض اللبناني اي المقاومة متمرسة بعلوم التفاوض ومختبرة وقادرة على ادارته ومن موقع العارف بالأمور والتوازنات وخبيرة مبدعة في حرب التفاوض والسياسة والدبلوماسية ولم تفرط سابقا او اخطأت.
ميزان القوى المحقق يجيز للمقاومة ان تتشبث وان تنتزع الحقوق والمطالب اقلها الاتية؛
1-  العودة الى اتفاق الهدنة ١٩٤٩ وترسيم الحدود المودع في الامم المتحدة عام ١٩٢٤ دون نقصان والمرجح انها ستطالب بالقرى السبع.
2-  ستطالب بتعويضات عما لحق بلبنان تاريخيا بسبب الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية.
3-  ستفرض السيادة برا وبحرا وجوا وعلى الثروات وتلزم بإطلاق استثمار الغاز والنفط البحري والبري وان رفضت الشركات الاوروبية والامريكية فالإيرانية والاسيوية والروسية والصينية متحفزة.
4-  ستشترط انتشارا وصلاحيات متوازية ومتوازنة على طرفي الحدود لليونيفيل والا فلترحل فهي غير ذات فائدة للبنان بل لصالح اسرائيل.
5-  ستطالب بترتيبات امنية متوازنة ومتوازية على طرفي الحدود لجهة السلاح وانتشاره ونوعياته وحملته. فقوة الرضوان لبنانية ومن ابناء الشريط الحدودي والحق السيادي يجيز لها البقاء والسلاح على الحانب الاخر المستوطنين عدوانين ومسلحين فانسحاب الرضوان يقابله انسحاب المستوطنين وسلاحهم والقدرات العسكرية يجب ان تكون متوازنة بين الجيش اللبناني الذي سينتشر والجيش الاسرائيلي بالمقابل. والمنطقي تحرير تسليح الجيش من الاشتراطات والاملاءات الامريكية الاسرائيلية.
المنطقي انها اقل الاشتراطات والمطالب التي تعكس توازنات القوى وهي اقل ما يجب تحقيقه وفاء للتضحيات الجسام للشهداء والجرحى واهل القرى التي استهدفت.
فحزب الله امين على التضحيات ولم يسجل عليه تردد او تفريط بها وامين على الحقوق الوطنية والسيادية ولم يسبق ان فرط او تردد.
والازمة الاقتصادية عاتية ووعود الهبات ليست مضمونه وفي القانون الدولي وتجربة اسرائيل نفسها قواعد وقوانين وتجارب تلزم المحتل والمعتدي بدفع التعويضات. ولتعويضات اذا احتسبت قيمتها وتم تحصيلها كافية لترميم الاوضاع واعادة اموال المودعين المنهوبة وتامين نهوض للاقتصاد اللبناني وبناء دولة عادلة قادرة التي كانت بين شعارات حزب الله ورؤيته لإنقاذ لبنان واعادته لاعبا محوريا في بيئته.
١٧٠١ جاء في زمانه وفي توازناتها ولم تلتزمه اسرائيل اما اليوم فبعد ١٦ سنة وجولات وحروب وحرب غزة فلا اساس للعودة له وتطبيقه والمطلوب تفاوض وقرارات واتفاقات تعكس حجم المحقق والجاري والمقاومة قادرة على انتزاع الحقوق كما ثبتت قدرتها على ادارة الحرب وتحقيق الانجازات والحاق الهزيمة بإسرائيل وكشف خوائها وهزال جيشها وتقادم اسلحتها.
الكلمة ايضا في التفاوض للميدان.
لمن يملؤون الفضاءات وعوالمها صراخا وتهويلا.
تعقلوا وكفوا عن تسويق اسرائيل وهوبراتها الخلبية.
فما لا يؤخذ باللسان بالسيف يؤخذ.

 

*كاتب ومحلل سياسي لبناني.

قد يعجبك ايضا