تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
في تاريخ الحروب مع إسرائيل لم تنتصر إلا في حرب ١٩٦٧ وخسرت كل ما بعدها ومع هذا صورت أنها قوة أسطورية قادرة على هزيمة من تشاء وحالما تريد او تفوض بالمهمة.
حرب ٤٧ و ٤٨ لم تكن (عربية إسرائيلية) بل كانت مع العصابات الصهيونية المحمية من دولة الانتداب بريطانيا ومتساندهما فرنسا والاخريات.
وكلما حقق الثوار الفلسطينيون والمتطوعون العرب انتصارات ومكاسب تامرت دولة الانتداب وأدواتها من الحكام العرب عليهم وجردتهم من انتصاراتهم واهدته للعصابات الصهيونية وعند جلائها اهدت العصابات دولة اسرائيل محاطة باسر وحكام وقوى ونظم صممت بدولها القاصرة لتحميها وتؤمنها فكلهم عملاء للخارج وتقودهم دول الانتداب وامنتهم في الحكم.
ومع هذا فكارثة انتزاع فلسطين اطلقت حركة تمرد وتحرر عربية في طول المنطقة وعرضها وكان للجيش المصري ان أنتج ثورة الضباط الأحرار والظاهرة الناصرية وحزب البعث في تجربتي سورية والعراق والثورة الجزائرية واليمنية وانقلابات الجيوش في السودان وليبيا وجاءت حرب ١٩٥٦ على اثر تأميم قناة السويس كأول حرب عربية بمواجهة العدوان الثلاثي إسرائيل وفرنسا وبريطانيا وهزمت دول العدوان وتعملقت الظاهرة الناصرية ثم كانت هزيمة ١٩٦٧ وفيها الاسرار الكثيرة التي لم تكشف بعد وفي حروب الاستنزاف لم تنتصر إسرائيل وخسرت لواءين في معركة الكرامة ١٩٦٨ في الأردن وكانت سببا بانطلاق وهيمنة منظمة التحرير على قيادة الصراع .
في ١٩٧٣ حرب تشرين حقق الجيشان السوري والمصري انتصارا عسكريا مبهرا تم اجهاضه بتدخل امريكي عسكري مباشر وبجسر جوي وبخيانة السادات وخروجه من المواجه الى التسوية والتحالف مع امريكا وإسرائيل وتركت سورية وحيدة تقاوم وتؤمن فرص لإنشاء خيار المقاومة .
ثم جاء غزو بيروت ١٩٨٢ حققت فيها إسرائيل نصرا مؤقتل ادى الى رحيل منظمة التحرير وتشتيتها.
إلا ان المقاومة اكتسبت زخما جديدا نوعيا واستثنائيا بداية بتامين من ليبيا وسورية ثم من ايران التي انتصرت فيها الثورة الاسلامية وبذلك اكتسب خيار المقاومة فرص وبيئات وتوفرت له ظروف ثورية تاريخية. فبرزت المقاومة الاسلامية في لبنان وحققت سلسلة طويلة من الانتصارات تراكمت وانتجت نصر ال٢٠٠٠ بما هو نصر اعجازي غير من قواعد ارتكاز توازنات القوى في الصراع العربي الصهيوني بما هو الصراع بين الشرق والغرب.
انتصار الـ ٢٠٠٠ كسر وانهى أحد أهم عناصر قوة إسرائيل الاستراتيجية التي كانت لفرض الشروط بالاحتلال وخرجت إسرائيل ورأسها بين فخذيها بلا تفاوض ولا قيد أو شرط وفي عزة ٢٠٠٥ تكرست حقيقة ان الاحتلال كوسيلة فرض انتهت والى الأبد وتحررت غزة بلا تفاوض ولا قيد أو شرط.
في حرب تموز ٢٠٠٦ هزمت وكسرت ذراعها الاستراتيجية الثانية لفرض الشروط بالحروب الخاطفة وفي ارض الخصم وكرت سبحة الانتصارات في جولات غزة ٢٠٠٨ و٢٠٠٩ و٢٠١٢ و٢٠١٤ حتى كانت جولة سيف القدس نقلة نوعية قررت ان حرب الجولات باتت مضغوطة ولم يعد الصراع يحتمل فترة طويلة بين الجولات فكانت ٢٠٢٢ بجولتين ثم ٢٠٢٣ جولة نوعية مفصلية فجرتها عملية عجائبية في طوفان الاقصى ومازالت الحرب جارية.
هكذا هو تاريخ الصراع وبوقائعه المعاشة. فمن اين جاءت نظرية ان اسرائيل قوة هرقلية لا تهزم وجيشها اسطوري وسوبرماني لا يمكن مواجهته.
انه التضليل والتوهين وحالة الاحباط واليأس التي ابتليت بها الامة والشعوب والاخطر اشغالها بأوهام التسوية والخيانة وبافتعال صراعات بين اطيافها وتياراتها العقائدية والسياسية وليس بقوة اسرائيل او بقوة امريكا وحلفها التي كشفتها غزة ايضا على انها كذبة هوليودية لا اكثر…
…/ يتبع
امريكا وحلفها وقوتها كذبة سقطت بين كابول وبغداد وتذل في حرب البحار.