بعد تسعة أشهر من العدوان على غزة لم يحقق جيش الاحتلال الاسرائيلي أي من الاهداف التي أعلنها رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو وقادة جيش الاحتلال بداية العدوان، فلا نصر تحقق على حماس ولا تم استعادة الاسرى فيما تتأكل قوة الردع للكيان الاسرائيلي الذي يقف عاجزا امام صواريخ وطائرات حزب الله والقوات المسلحة اليمنية الامر الذي أدى الى تعالي الاصوات داخل كيان الاحتلال بضرورة وقف هذه الحرب الذي يريد نتنياهو ان تستمر لعدة اعتبارات وفي مقدمتها ارضاء اليمين المتطرف الذي يرفض أي اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة ويهدد بحل الحكومة اذا وافق نتنياهو على وقف اطلاق النار.
وكون نتنياهو يعرف تماما ان مسألة استمرار هذا العدوان بدون انجازات بات مستحيلا في ظل رفض الداخل الاسرائيلي الذي يتزايد يوما بعد أخر كان لابد له من تقديم انجازات لهذه الحرب لاقناع جمهور المستوطنين باستمرار هذه الحرب.
وفي ظل الاخفاق الكبير لجيش الاحتلال في غزة وتأكل قوة الردع الاسرائيلية أمام جبهات المساندة لغزة وخصوصا جبهة لبنان واليمن لم يعد لنتنياهو ما يقدمه في هذا الجانب ،ولهذا لجأ الى سياسية الاغتيالات لتسويقها كإنجازات لهذه الحرب وله شخصيا، وظهر هذا واضحا في خطابه اليوم الذي سوق فيه لهذه العمليات على انها انجازات له ولجيشه.
الى جانب ذلك يظهر ان الهدف من هذه العمليات هو استعادة الردع الاسرائيلي الذي تأكل بفعل عمليات المقاومة الفلسطينية في غزة وعمليات حزب الله في شمال فلسطين المحتلة والقوات المسلحة اليمنية في صنعاء التي استطاعت ضرب عاصمة كيان الاحتلال الاسرائيلي بطائرة “يافا” المسيرة قبل عدة ايام وهذا ظهر واضحا في وصف نتنياهو للعدوان على الحديدة في اليمن، وعملية اغتيال نائب الامين العام لحزب الله، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس بانها ضربات ساحقة لمن وصفهم بـ “وكلاء إيران”.
وبحسب مراقبين فان هدف نتنياهو في استمرار هذه الحرب قد يتحقق لكن مسألة استعادة قوة الردع للكيان الاسرائيلي الذي يريد تحقيقها نتنياهو لن تتحقق خصوصا في ظل عدم وضوح طبيعة الرد الذي سيقوم به محور المقاومة على هذه العمليات.