المصدر الأول لاخبار اليمن

كيف عملت “إسرائيل” على منح دفعة صمود إضافية للمقاومة الفلسطينية

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

رغم أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور إسماعيل هنية، كان خسارة فادحة على حركة حماس ومحور المقاومة، إلا أن اغتيال هنية كان له عوامل أخرى إيجابية لم تكن واردة في حسابات القوى الصهيونية.

ويبدو من واقع الحال، أن الاحتلال الإسرائيلي، عمل على تعطيل التحركات في المفاوضات بناء على فرض وجهات نظر “الإسرائيليين” التي ترتكز على ما يسميه الصهاينة “استعادة الرهائن” باعتبارها النقطة الأساسية التي قد تقوم عليها المفاوضات، والتعامل مع جرائم الإبادة بحق اهل غزة بالقتل والحصار والتجويع على انها مجرد ملحقات لاتفاق استعادة الأسرى الصهاينة.

ومن خلال المواقف الصلبة التي أعلنت عنها حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأربعاء، برفض أي مباحثات جديدة، قبل أن ينصاع الاحتلال الإسرائيلي، للنقاط التي وافقت عليها المقاومة الفلسطينية في 2 يوليو بناء على مقترح بايدن وقرار مجلس الأمن.

في حين يؤكد موقف حماس الأخير من مفاوضات الخميس القادم، أن “إسرائيل” لم تعد هي من يقرر عدم الاكتراث لمساعي التهدئة والتصعيد، وأن المقاومة الفلسطينية تمتلك هي الأخرى الحق في رفض كل ما لا يتناسب مع حقوق الشعب الفلسطيني، وبما يؤكد أن زمن بقاء المقاومة في مربعات رد الفعل قد ولى إلى غير رجعة.

 

إصرار فلسطيني في مواجهة التعنت الصهيوني

ويمثل رفض المباحثات من قبل حركة حماس، إحدى الترجمات العملية لاختيار يحي السنوار رئيسا للحركة، خلفا للشهيد إسماعيل هنية، خصوصا أن المباحثات مع الاحتلال الإسرائيلي أخذت شكلا عبثيا، بغرض منح الاحتلال الإسرائيلي ما يحتاجه من الوقت لارتكاب المزيد من جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، بغرض الضغط على المقاومة الفلسطينية القبول بشروط استسلام مذلة، يحصل بموجبها الاحتلال الصهيوني، على تصريح مفتوح بذبح وطرد الشعب الفلسطيني مستقبلا.

على أن اغتيال هنية، دفع المقاومة الفلسطينية إلى المزيد الإصرار في الثبات على موقف المواجهة العسكرية لمواجهة التعنت الصهيوني.

الخروج من دائرة التأثيرات

ورغم محاولة إضفاء نوع من الأهمية على مباحثات الخميس القادم من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، إلا أن المؤكد أن حماس بقيادة السنوار ومعها بقية فصائل المقاومة الفلسطينية، أصبحت خارج أي تأثيرات يمكن أن تجرها إلى مفاوضات بلا طائل، في ظل عدم صدور أي مؤشرات من قبل الاحتلال الإسرائيلي للمضي في مباحثات يفترض أن تفضي إلى حدوث تحسن في مناخ المفاوضات ويجبر “الإسرائيليين” على الخضوع من أجل انهاء الحرب.

والمؤكد أن المساعي الأمريكية التي كانت تهدف إلى دفع المقاومة الفلسطينية للقبول بأن تكون اليد المنخفضة في المفاوضات قد بائت بالفشل. فقد أثبتت المقاومة الفلسطينية، سواء من خلال أدائها العسكري في الميدان، أو مواقفها السياسية، أنها لن تقبل بوضع يجعلها أقل ندية ازاء المواقف التي تتبناها الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي فيما يخص إنهاء الحرب، وأن المقاومة لن تكون كما يتصورها الأمريكيون وحلفائهم بانتظار أي عظمة يلقيها العدو من خلال إدارة المفاوضات على أساس القبول بما يمكن أن يكون مجرد إملاءات تتمثل بوقف جرائم الإبادة الجماعية مقابل الموافقة على منح الشعب الفلسطيني حياة تفتقر لأبسط شروط الحرية والاستقلال.

قد يعجبك ايضا