واشنطن تتلاعب بنيران غزة.. عندما تتحول المفاوضات إلى وسيلة قتل
تحليل / وكالة الصحافة اليمنية // لم تقدم مفاوضات الدوحة أي جديد يمكن ان يفضي الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة ومع ذلك تستمر واشنطن في إشاعة التفاؤل حول قرب التوصل الى اتفاق، وهو ما يطرح العديد من الاسئلة حول الهدف الحقيقي من هذا التفاؤل الغير مبني على أسس حقيقة، فمقترحات واشنطن […]
تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //
لم تقدم مفاوضات الدوحة أي جديد يمكن ان يفضي الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة ومع ذلك تستمر واشنطن في إشاعة التفاؤل حول قرب التوصل الى اتفاق، وهو ما يطرح العديد من الاسئلة حول الهدف الحقيقي من هذا التفاؤل الغير مبني على أسس حقيقة، فمقترحات واشنطن الجديدة لم تتضمن انسحاب قوات الاحتلال من غزة وهو شرط وضعته حركة المقاومة الاسلامية حماس كأساس لأي اتفاق وبدون هذا لن يكون هناك أي اتفاق.
بالتأكيد ان هناك أهداف أخرى تريد تحقيقها واشنطن من هذه المفاوضات ومنها تخفيف الضغط الدولي على الكيان الاسرائيلي من خلال إظهار حركة حماس انها هي من تعرقل التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة اضافة الى التلاعب بالوقت وتقديم غطاء لاستمرار جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة.
حركة المقاومة الاسلامية حماس اعتبرت المفاوضات خداع وتضليل أمريكي لا أكثر كون الإدارة الامريكية أظهرت خلال جولة مفاوضات الدوحة ان لا نية حقيقة لديها لوقف اطلاق النار في غزة حيث لم يتضمن ما يطرحه الامريكيون انسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من غزة، أو وقف إطلاق النار.
ووفق تصريحات القيادي في حركة حماس في الخارج سامي أبو زهري، فإن الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هو “وهم”، كون الحركة ليست أمام اتفاق أو مفاوضات بل أمام فرض إملاءات أمريكية.
على الجانب الاخر مازال موقف قادة الكيان الاسرائيلي بخصوص العدوان على غزة ثابت ولم يُقدموا أي مرونة يمكن اعتبارها مقدمة قد تفضي للانتقال الى مراحل أكثر تقدما في المفاوضات حيث نقلت صحيفة ” يسرائيل هوم ” عن مسؤولين صهاينة قولهم : ان تل ابيب تنتظر رد حركة حماس موضحة ان التقدم الذي تحقق يتعلق ببقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا ومراقبة حركة المدنيين نحو شمال قطاع غزة واستئناف القتال بعد الصفقة، وهي شروط ترفضها حماس جملة وتفصيلا ..
كما أكدت الصحيفة ان “نتنياهو” مُصر على استئناف الحرب بعد استنفاد الاتفاق.. فيما نقلت القناة الـ12 العبرية عن مسؤولين مطلعين أنه لا سبب يدعو إلى التفاؤل فقادة لاحتلال لم يبدو أي مرونة حقيقية بشأن الصفقة وهو ما أكده تصريح وزير الطاقة في كيان الاحتلال إيلي كوهين الذي قال فيه : أن “إسرائيل” لن تغادر غزة حتى يتم إطلاق سراح آخر الاسرى وسيكون لها سيطرة أمنية على قطاع غزة وقدرة على الدخول في أي وقت وتنفيذ عمليات.
موقع “واللا ” العبري قال من جانبه ان جهاز الامن في كيان الاحتلال يصر على الاحتفاظ بإمكانية العودة لقتال حركة حماس وعدم وقف الحرب على غزة.
وفي خضم هذه التصريحات والمواقف في كيان الاحتلال وصل وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن اليوم “تل ابيب” ضمن ما اسمته الادارة الامريكية الجهود للدفع قدما نحو إبرام صفقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهي الصفقة التي تعرف واشنطن انها لن تتحقق ابدا بدون أخذ شروط حركة حماس بالاعتبار وهو ما يؤكد ان واشنطن ماضية في سياسة التلاعب والخداع ومحاولة إقناع العالم ان حركة حماس هي من تعرقل التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لإيجاد غطاء سياسي لجيش الاحتلال الاسرائيلي لارتكاب مزيد من المجازر في قطاع غزة المحاصر.
وما يؤكد هذا الكلام هو الزيارات الثمان السابقة لـ “بلينكن ” للكيان الاسرائيلي التي لم تسفر عن شيء سوى المزيد من المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة والتي تعدى ضحاياها الـ 130 الف شهيد وجريح في ظل شراكة مؤكدة من واشنطن في هذه المجازر.